اوجلان: بدأت مرحلة جديدة، لا للسلاح السياسة سوف تتقدم
الخميس 21 آذار / مارس 2013, 17:12
كورداونلاين
ندائي إلى الشعب الكردي، التركي، الأشوري، والعربي إن يجتمعوا تحت سقف كونفرانس السلام الوطني المشترك. ويعلنوا عن مسارهم الصحيح ويتعمقوا فيها ليكونوا اصحاب قرار.
آمد- استمع أكثر من مليون شخص في ساحة النوروز بناحية باغلر في آمد الى رسالة قائد الشعب الكردي عبد الله اوجلان التي قرأته البرلمانية عن حزب السلام والديمقراطية بروين بولدان باللغة الكردية، هذا وشاهد مئات الآلاف في الأجزاء الأخرى من كردستان وعبر شاشات التلفزة الكردية رسالة أوجلان التي قرأت في نوروز آمد.
وأكد اوجلان في الرسالة التي ارسلها بمناسبة عيد النوروز بأن "المرحلة ليست مرحلة الخلاف والحرب بل مرحلة الاتفاق والتضامن والتسامح، مشيراً بأن الشعب الكردي والتركي حاربوا في جناقلي واستشهدوا معاً".
وأضاف أوجلان أن "دماء الشعب التركي، لاز، الكرد، جركس، التي سالت كانت من هذه الجغرافية" قائلاً " اليوم وأمام الملايين الذين يستمعون إلي أقول بدأت مرحلة جديدة، لا للسلاح السياسة سوف تتقدم وصلنا إلى مرحلة تقوم فيها قواتنا المسلحة بالانسحاب إلى خارج الحدود".
رسالة أوجلان في نوروز آمد
تحية الى السائرين على الطريق المقدس الذين اتخذوا من طريق الحق والديمقراطية هدفاً لهم، بفرح كبير نهنئ نوروزكم، لبناء مرحلة جديدة على اساس أخوة الشعوب، من سلسلة جبال زاغروس وطوروس ومن نهري فرات ودجلة ومن تراب مزوبوتاميا المقدسة ومن اراضي الاناضول ومن تراب المدن التي كانت مهداً للحضارات، ومن أقدم الشعوب الشعب الكردي، ارسل بسلامي.
هذه الحضارة الكبيرة التي ضمت الاعراق، المذاهب، والاديان المتنوعة عاشت بأخوة معاً، دجلة وفرات هم أشقاء سكاريا ومرج، وجبال جودي وأكري أصدقاء كاجاركا وارجيسيا، والدبكات هايلاو ودليلو هم أقرباء، لكن التدخلات الخارجية وضغوطات القوى المتسلطة ارادت خلق العدوات بين هذه الشعوب المتألفة من أجل مصالحها الشخصية، وحاولوا اقرار تشريعات مبنية على اساس الحقوق المشروعة واللامشروعة.
وفي القرنين الأخيرين حاولت الامبريالية الغربية، وعن طريق الفتوحات الخارجية زرع الفكر القومي بين المجتمع الشرق الاوسطي، ورسموا الحدود بين المجتمع، وارادوا انكار الحقوق وزرع الفتنة بين المجتمع "عرب، فارس، ترك، كرد" ضمن هذه الحدود.
انتهى عصر المفاهيم، والانكار والابادة، أن المجتمع الشرق الاوسطي قد بلغ من المعرفة وتبنى اصله، ووصل لمرحلة بات يقول فيها كفى للقتال.
مئات الآلاف والملايين من الأخوة الذين يحتفلون بعيد النوروز مع توهج نار النوروز، يطالبون الحل.
انتفاضتي بدأت بشخص واحد ضد اللاحل وضد الجهل والعبودية التي ولدت فيها، هدفي من هذه الانتفاضة كان خلق فكر وروح جديدة.
اليوم أرى بأن صوتي وصل الى مستوى.
حربي ليست ضد أي اثنية، ديانة، أو مجموعة، حربي ضد الإنكار والإبادة والجهل، كانت ضد اللاعدالة، التخلف والرجعية. واليوم ننهض ضد كافة أنواع الظلم والطغيان ومن أجل تركيا جديدة والشرق الاوسط الجديد ومستقبل جديد. اتوجه بنداء إلى الشبان والأمهات المباركات والشخصيات المهتمة لندائي بتبني رسالتي.
من عصر المقاومة المسلحة تفتح الأبواب أمام مرحلة الحل السياسي الديمقراطي. لتبدأ مرحلة السياسة، المجتمع والاقتصاد معا. ويتقدم مفهوم المساواة، الحرية والديمقراطية. قدمنا التضحيات طوال السنين من أجل هذا الشعب، لم تكن هذه التضحيات وهذا النضال بدون سبب. واكتسب الشعب الكردي شخصيته وهويته من جديد. يجب أن تتوقف هذه الحرب. وصلنا إلى مرحلة بات الفكر والسياسية تفرضا ذاتهما، وأفلست براديغما الحداثة التي تفرض نفسها.
دماء الشعب التركي، لاز، الكرد، جركس، التي سالت كانت من هذه الجغرافية. اليوم وأمام الملايين الذين يستمعون إلي أقول بدأت مرحلة جديدة. لا للسلاح السياسة سوف تتقدم وصلنا إلى مرحلة تقوم قواتنا المسلحة بالانسحاب إلى خارج الحدود، وأنا واثق بأن الذين يثقون بي بأنهم فتحوا قلبهم، عليهم أن يتقربوا بحساسية من هذه المرحلة وحمايتها.
إنها ليست النهاية بل بداية النضال السياسي والديمقراطي
إنها ليست النهاية بل بداية جديدة. وليست التخلي عن النضال، بل بداية نضال جديد، إن هدف الحداثة الرسمالية اللاإنسانية هو بناء جغرافية الأثنية والقومية الواحدة. وهذا لا يعني إنكار الأصل، بل لتعايش المجتمع الاناضولي والكردستاني بمساواة وسلام وفق تاريخ كردستان وأناضول القديمة.
بمناسبة النوروز أناشد جميع الشعوب التركمان، الأرمن، الأشور، العرب والمكونات الأخرى أن يتقبلوا الحرية والمساواة بمفهومها الجوهري كما يتقبلها الشعب الكردي.
على الشعب التركي ان يعلم إنهم يستطيعون العيش معاً كما كان منذ آلاف السنين العيش المشترك بين الكرد- التركي تحت راية الأخوة الإسلامية على أراضي أناضول القديمة وتحت اسم تركيا. بشرط عدم إنكار الحقوق وطمسها.
القوى الرأسمالية الحداثوية التي مارست سياستها على الشعوب خلال القرون الأخيرة لم تعد تستمد قوتها من الشعب ولم تحرر نفسها. هذه السياسات العنيفة حاولت إنكار الحقوق التاريخية. وكشفت اليوم حقيقة محاولات تلك القوى المعادية للحقوق التاريخية. ولأنهاء الظلم أناشد القوتين الأساسيتين والاستراتيجيتين في الشرق الأوسط إن يتكاتفوا وأن يتبنوا الديمقراطية العصرانية وفق الثقافة القديمة.
المرحلة ليست مرحلة الخلاف والحرب بل مرحلة الاتفاق والتضامن والتسامح. الشعب الكردي والتركي حاربوا في جناقلي واستشهدوا معاً. وفي عام 1920 شكلوا المجلس التركي معا. حقيقة تاريخنا المشترك يكشف لنا بأن برنامجنا المشترك يفرض ذاته. والروح التي تشكل مجلس تركيا الكبير تنير دربنا. على جميع مكونات المجتمع أن يتخذ مكاناً لهم في الديمقراطية العصرانية.
ندائي الى جميع ممثلي الشعوب المضطهدة وجميع الطبقات والمؤسسات الثقافية وبالدرجة الأولى النساء، المذاهب، الطرائق، وجميع المجموعات الثقافية. ممثلي العمال، المجتمع والشخصيات التي بقيت خارج النظام.
إن الاختيار الوحيد للخلاص هو بناء الديمقراطية العصرانية وأخذ مكانهم في النظام الجديد، وفق جوهر وتاريخ الشرق الأوسط وأسيا الوسطى. يجب أتخاذ نظام ديمقراطي عصراني، بقدر الحاجة إلى الماء والخبز. يتطلب البحث والتنقيب عن نموذج ديمقراطي حر بحيث يستطيع الكل أن يجد نفسه فيه. ولبناء هذا النموذج يجب عدم التخلي عن جغرافية مزوبوتاميا وأناضول.
في الفترة السابقة خضنا النضال التحرري الترك - الكرد معاً ضمن إطار الميثاق الملي واليوم توجد فرصة أكثر لاستمرار ذلك الاتفاق.
ورغم النواقص والأخطاء التي ظهرت في تسعين السنة الأخيرة مرة أخرى تحاول جميع مكونات المجتمع المضطهدة المغدورة والطبقات والثقافات والشعوب التي واجهت الويلات تحاول بناء نموذج جديد. ندائنا إلى كافة الأطراف التي أقصدها ان تنظم نفسها بأساليب المساواة والحرية الديمقراطية.
وضد الميثاق الملي جزئوا بين الشعب الكردي واليوم يواجهون مشاكل الحرب والصراع في الدولة السورية والعراقية.
ندائي إلى الشعب الكردي، التركي، الأشوري، والعربي إن يجتمعوا تحت سقف كونفرانس السلام الوطني المشترك. ويعلنوا عن مسارهم الصحيح ويتعمقوا فيها ليكونوا اصحاب قرار.
ويتطلب منا التعزيز من تقوية العلاقات الاخوية ضد سياسات الحرب والتجزئة، والذين لا يقرأون روح المرحلة سيذهبون إلى مزبلة التاريخ، أما الذين يقاومون سيلان الماء سينتصرون.
شعوب المنطقة ستشهد بزوغ فجر جديد
أن شعوب الشرق الاوسط عانت كثيراً من الصراع والحرب والانقطاع، ويريدون العودة الى جذورهم بمد أيديهم الى بعضهم البعض والتكاتف والنهوض من جديد.
الحقائق التي اخذت مكانها في حكايات الرسل "عيسى، موسى، محمد" ستكون بشرى جديدة حيث تحاول الإنسانية أن تعيد ما فقدته.
لا نرفض كافة مكتسبات الحضارة المعاصرة الغربية بل نستفيد من جانبها النهضوي، المساواة، الديمقراطية. ونشكل من جانبها الإيجابي ومن جانبنا الكوني نشكل تركيباً ونطبقها في الحياة.
أساس النضال الجديد هو الفكر والإيديولوجية والسياسة الديمقراطية، وهذا يعني بداية حملة ديمقراطية جديدة، تحية للذين يعززنا من المرحلة والذين يساندون الحل الديمقراطي والسلمية. تحية للذين حملوا على عاتقهم مسؤولية السلام والأخوة والمساواة والديمقراطية والحرية.
سجن إمرالي 21 أذار 2013 عبدالله اوجلان