عبد الملك علي : ما التطرف في الثورة السورية
الثلاثاء 19 آذار / مارس 2013, 14:03
كورداونلاين

الموقف الامريكي المتذبذب بين ليلة وضحاها ففي المساء يطلب (جون كيري) من المعارضة الحوار مع الاسد وفي الصباح يسمح(اوباما) بدعم المعارضة السورية من خلال التحويلات المالية مباشرة ,ومن لديه المال لديه السلاح!
لا يخفى على احد في سورية ولا احد على مستوى النظام العالمي ,يستطيع أن ينكر بأن الثورة السورية كانت سلمية بامتياز لشعب عانى القهر والظلم والمذلة لعقود من الزمن تحت تسلط فئة معينة من طائفة سورية على مقدرات الوطن ارضا وشعبا .
في هذه الفترة الزمنية عانى الشعب السوري مالم يعانيه اي شعب في العالم من خلال السياسات الشوفينية الديكتاتورية التى مورست ضده من خلال سيطرة هذه الفئة لمقدرات البلاد وتجريد طوائف وفئات اخرى من ابسط مستلزمات الحياة والحريات السياسية التى هي من حق كل فرد على وجه البسيطة .
وعندما هبت رياح الثورات في المنطقة اصبح النظام اكثر قسوة ضد شعبه فطفح الكيل فلم يعد بمقدور الشعب السوري تحمل تلك السياسات ,وقامت الثورة .
جن جنون النظام فهل يعقل أن يتفوه العبيد في وجه مالكه ويقول لا للظلم لا للقهر لا للسياسات الطائفية لا للديكتاتورية ......
وبالرغم من سلمية المظاهرات على مدى ستة اشهر الى حوالي السنة والنظام يستهدفها بالرصاص والقنص ....
لم يضع العالم الديمقراطي حدا له على تصرفاته ضد حق التظاهر والقتل العمد للمتظاهرين اين كانت حقوق الانسان انذاك ؟؟؟؟؟
واين كانت المحكمة الجنائية الدولية ؟؟؟...
فباهمال العالم وحقوق الانسان والمحاكم الدولية دفع به الى بعد صبر طال سنة كاملة الى حمل السلاح ضد الدكتاتور وفروعه الامنية وبعض العناصر المنتمية الى دائرته الضيقة ....
فكانت الفاتحة الاولى للنظام ليقول للعالم هناك ارهابيين يقتلون عناصر الامن والجيش مع العلم اني على يقين تام بان احد من عناصر الجيش الحر او اي مواطن شريف لم يقدم على ذلك فالنظام نفسه كان يدفع بالجنود الى قتل المتظاهرين ومن خلفهم عناصر الامن فالجندي مقتول ان قتل المتظاهرين او لا يقتلون من عناصر الامن ليقولو للعالم بان هناك من يقتل الجنود,اي وجود عصابات مسلحة,(حسب مفهومه هو),......
هذا بعد سنة من الثورة ودامت هذه المسرحية الهزيلة قرابة نصف عام مع التفجيرات الضخمة التى مثلت في دمشق لتاكيد الدعاية لوجود ارهابيين ولكن لم يفلح في ذلك وبالرغم من كل المساعد الاقليمية والدولية لردع الاسد عن سياسة القتل لجنوده والمتظاهرين لم تاتي باي نتيجة ....
ولانه ولمجرد وقف القتل يعني نهاية الاسد واستمر القتل وازدادت الجريمة المنظمة من قبل النظام مما دفع بعناصر وضباط الجيش الى الانشقاق وتشكيل الجيش الحر الذي وقف الى جانب الشعب في وجه العصابة الاسدية فان مات يموت حرا يحارب الظلم والقهر ويقتل من يقتل الشعب لا قاتلا للشعب والاهل ......
والموقف الدولي بقي على ما هو عليه وكان الشعب السوري لا ينتمي الى سائر شعوب العالم على وجه المعمورة ززز
وبقيت الدول التي تتدعي الديمقراطية موقف المتفرج على قاتل الشعب الذي يتلقى الدعم اليومي بالسلاح والجيش من روسيا وايران وحزب الله المتمثلة بمحور الشر في العالم والسوريين يدفعون فاتورة ذلك ..........
مما دفع بالشعب والجيش الحر الى ممارسة كل الطرق والاساليب للحصول على بعض السلاح والذخيرة في حربه ضد الاسد واستعانته ببعض العناصر الغريبة عن السوريين في محاربة الاسد واعتقد هذا حقهم في الدفاع عن وجودهم كشعب فهم بتعرضون للابادة الجماعية ولم يلقو عونا لهم من احد وفي الايام الاخيرة وبعد تقدم الجيش الحر وجبهة النصرة على الارض وامتلاكهم العديد من مواقع النظام الاستراتيجية ومساحات واسعة شاسعة من الاراضي السورية وحتى سيطرتهم على مواقع النفط التى هي الشريان الحيوي لنظام الاسد في حربه ضد الشعب مما دفع النظام الى استخدام اسلحة فظيعة محرمة دوليا كصواريخ سكود والقنابل العنقودية والمسمارية والفسفورية واستخدام الكيماوي في منطقة حمص,ولكن بدون جدوى فالجيش الحر وبعض المنظمات التى تسانده في تقدم مستمر مما ضيقت الخناق على عنق الاسد ....
مما دفع ببعض الدول الاوروبية كي تتدعي بان الوضع بات لا يحتمل وعلينا مساعدة المعارضة ماليا وعسكريا والموقف الامريكي المتذبذب بين ليلة وضحاها ففي المساء يطلب (جون كيري) من المعارضة الحوار مع الاسد وفي الصباح يسمح(اوباما) بدعم المعارضة السورية من خلال التحويلات المالية مباشرة ,ومن لديه المال لديه السلاح!
وتصريح (CIA) عن رصد مواقع الجماعات المتشددة في سورية ليتم استهدافهم لاحقا بعد سقوط الاسد ....
فالغريب في الامر ان احدا من هذه الجماعات على الاراضي السورية لم يصرحوا يوما بحرب على امريكا او اروبا فهم في سوريا لمحاربة الاسد وانتقاما منه فهو كان المسيطر عليهم في السابق وان كنتم لا تعلمون فاسألو العراقيين فان كان هناك وجه للمقارنة بين هذه الجماعات المتشددة في منظور الغرب وبين الدول التي تتدعي الديمقراطية وحقوق الانسان فهي اي هذه الجماعات اكثر انسانية واكتر ديمقراطية من النظم العالمية في الحفاظ على حقوق الانسان وتحقيق الديمقراطية فهي سعت في سوريا لاسترجاع الحق لاصحابها من دكتاتور ظالم وخاصة الامريكان اللذين يسمون انفسهم بام الديمقر اطيات من قال للامريكان بان هذه الجماعات سوف تبقى في سوريا بعد اسقاط الاسد حتى يتم استهدافهم بطائرات بدون طيار فوجودهم لاسقاط النظام ومن ثم الرحيل او الدمج في مجتمع ديمقراطي تعددي يتم بالحوار بينهم وبين السوريين فامريكا تريد ان تختلق لها اعداء في سوريا بدون مبرر فعلى سبيل المثال: كم من الجماعات المسلحة حاربت الى جانب الليبيين وحتى القاعدة وبالاسماء وبالرغم من ذلك لم يتم استهدافهم من امريكا بعد سقوط القذافي مع العلم ان امريكا كانت السند الرئيسي لليبيين في اسقاط القذافي فهذه التصريحات وغيرها من التصريحات الاستبقاية للبيت الابيض ......
ماهي الا اشارة واضحة في دعم ااطالة عمر الاسد في السلطة وتدمير البلد وتاخر الانتصار للجيش الحر واطالة عمر الحرب في سوريا حتى بعد سقوط الاسد (فما السيء الذي فعلناه ضد امريكا كشعب سوري الا الاصرار في سقوط الاسد وزبانيته ) وفهمكم كافي ..............