د.م.درويش :حكومة سورية مؤقتة غداً أو بعد غد، أين ستعمل وكيف ستتشكل
الإثنين 18 آذار / مارس 2013, 13:53
كورداونلاين

تشكيل هذه الحكومة سييعنًف النظام أكثر مما هو عليه، وربما قد تصدر منه ردود فعل قاسية وأقوى من الفعل نفسه وقد يصل ربما، لدرجة إعلان الدوياة العلوية التي بدأ بتحصين أطرافها منذ فترة بعيدة نسبياً. أتمنى أن لاتتفاقم الأمور أكثر مما هي عليه لأن المآسي والمصائب الجديدة سيتحملها السوريون فقط
د.م.درويش
ستعلن هذه الحكومة من تركيا ووفق رغبة وضغوط عربية وغربية، وستقوم عدة دول بالإسراع بالإعتراف بها، لكن هل ستكون هذه الحكومة لخدمة كل السوريين وهل ستحمل صبغة التوافق السوري ؟
إذا أُعلنت هذه الحكومة في تركيا فهل ستكون حكومة منفى أم أنها ستعمل في الداخل، وإذا كانت عبارة عن حكومة منفى فلا أرى إلاً أنها ستكون بديلاً عن المعارضة بمجلسها وإئتلافها وبقية أطرافها، وبالتالي ستقوم بمتابعة ماقامت به المعارضة السياسية منذ نشوئها بعد قيام الثورة، أما إذا كان القصد من تشكيل هذه الحكومة المؤقته هو العمل داخل سوريا وفي المناطق الشبه محررة، فستكون بدون غطاء لكل فعالياتها وأعمالها التنفيذية والميدانية، لأن كل السوريين يعرفون جيداً بأنه لا توجد مناطق آمنة في سوريا حتى ولو كانت محررة فهي مهددة للقصف الجوي والصواريخ المتوسطة والبعدة المدى، أي هناك مايهدد هذه الحكومة في كل لحظة وبالتالي فإن سقوطها لن يكون مُستبعداً، وإذا حصل ذلك فالأثر السلبي على مجمل الحراك الثوري السوري سيكون مدوياً ومحبطاً لكل الثائرين السوريين.
كل ماسبق هي إستفسارات وتحليلات على هامش ماسيتمخض عن إجتماعات المعارضة غداً وبعد الغد في تركيا، أما السؤال الأهم كيف سيتم إختيار أعضاء هذه الحكومة ومن سيترأسها، أتمنى أن لايتم ذلك وفق الديمقراطية الغبية المتمثلة بالأغلبية، وبتهميش الكفاآت والمستقلين من مختلف المكونات السورية، كما أتمنى أن تكون مرؤوسة بهيئة تضم كل المكونات السورية ومن ذوي الكفاآت ومن المستقلين حصراً، كما أرى أن توزيع المهام يجب أن يكون متكاملاً بين الجميع، أي كل عضو في هذه الحكومة له باب عمله المحدد والأساسي في المهمة الموكلة له، وله في نفس الوقت نوافذ على كل أعمال الأعضاء الآخرين، وبهذا سيكون كل واحد فيهم له كفاءة رئيس الحكومة الذي سيكون واحداً منهم يتبدل دورياً كل شهر أو شهرين دون أي تجديد أو تمديد.
أعتقد أن تشكيل هذه الحكومة هو مغامرة كبيرة لما فيها من صعوبة وخطورة العمل في الداخل وبالتالي إحتمال الفشل قائم ومؤثر جداً على الثورة إذا ماوقع، ومن جهة أخرى أرى أن تشكيل هذه الحكومة سييعنًف النظام أكثر مما هو عليه، وربما قد تصدر منه ردود فعل قاسية وأقوى من الفعل نفسه وقد يصل ربما، لدرجة إعلان الدوياة العلوية التي بدأ بتحصين أطرافها منذ فترة بعيدة نسبياً. أتمنى أن لاتتفاقم الأمور أكثر مما هي عليه لأن المآسي والمصائب الجديدة سيتحملها السوريون فقط
مع كل ما ذكرته آنفاً، أجد نفسي ميًالاً للمغامرة وأبقى ككل السوريين أبحث عن الخلاص من هذا النظام وبشكل يُشرًف كل السوريين ولايكبًدهم أكثر مما تكبدوا حتى اليوم.
باحث وكاتب كوردي، 16/03/2013