د.م.درويش :بعد عامين من الثورة السورية ، ماذا عدا عن ما بدا
السبت 16 آذار / مارس 2013, 05:54
كورداونلاين

النظام لا يريد الحل السياسي ويستفيد من تخبط المعارضة ومن ضعف الرأي العام العالمي ومن مساندة ودعم بعض الدول لمتابعة العمل بالحل العسكر
بعد عامين من الثورة السورية ، ماذا عدا عن ما بدا؟
اليوم يبدأ العام الثلث للثورة السورية مع معطيات متطورة وجديدة على الساحة السورية والإقليمية والدولية، هذه المعطيات لا تختلف كثيراً عن الحالة البدائية للثورة، فالنظام مازال قائماً ويقتل ويملك كل الإمكانيات المساعدة لمتابعة القتل دون تردد، أي أنّه كان قد اختار الحل القمعي الأمني والعسكري ومازال متابعاً. أما الثائرين السوريين من نشطاء وعسكريين وسياسيين وغيرهم من المدنيين السوريين، فقد تبدلت نظرتهم للوضع السوري عدة مرات ومازالت توجهاتهم غير ثابتة أو مستقرة على اختيار حل واضح وواقعي للسير عليه، ولقد تجلى كل ذلك من خلال سلمية الثورة في البداية ثم تطورها لمسلحة دفاعاً عن النفس ثم باتت ذات صبغة مواجهة مفتوحة رغم إمكانياتها المحدودة، وبات الثوار مستمرين على هذا النهج وأعتقد أنهم سيتابعون على هذا الطريق.
دور المجتمع الدولي مازال ضعيفاً وقراره متردد وغير حاسم أمام الوضع السوري المتداخل، فالكثير من الأطراف الإقليمية والدولية وحتى بعض من المعارضة السورية يحاول الدفع باتجاه الحل السياسي، لكنهم لم يتوصلوا إلى آلية واضحة وتوافقية لفرض هذا الحل السياسي، وأعتقد أن السبب في ذلك يعود لطبيعة المصالح المتشابكة والخلط بين الموقف الإنساني والسياسي والإستراتيجي العسكري.
كل هذه المؤثرات المتبدّلة ساهمت سلباً على مجمل الحراك الثوري السوري وعلى الوضع الداخلي لاسيما حياة المواطنين السوريين اليومية وتلقيهم كل المآسي والفظائع الممنهجة والمطبقة عليهم من النظام الذي لا يعرف إلاً الحل العسكري الدموي وما يتبعه من تدمير وتشريد وقتل.
إذاً بنظرة سريعة على كل التطورات والأحداث الميدانية والسياسية سورياً وإقليمياً ودولياً، نرى أن النظام لا يريد الحل السياسي ويستفيد من تخبط المعارضة ومن ضعف الرأي العام العالمي ومن مساندة ودعم بعض الدول لمتابعة العمل بالحل العسكري. أما الشعب السوري مازال يدفع الثمن غالياً من أجل نيل حريتهن فلقد ضحى ويضحي وسيضحي بكل ما لديه، وسيتوصل عاجلاً أم آجلاً لقناعة واحدة وهي بأن النظام لن يذهب إلاً بالقوة والعنف الثوري اللازم.
اليوم، تبدو بوادر التغلب على النظام وكأنها تكمن في تأمين الدعم الخارجي للسورين وعلى كافة المستويات داخل وخارج سوريا كي يتم إضعاف النظام وإرغامه على الرحيل، أما إذا لم يتوفر هذا الدعم المتنوع والكافي فلابد للمجتمع الدولي أن يتوصل لصيغة توافقية تضمن حماية السوريين من القتل والتهجير ولاسيما في المناطق الشبه محررة وفي المناطق الحدودية، أي لابد من حظر جوي فوق هذه المناطق، وهذا الحظر يجب لأن يكون مصحوباً بالدعم الإنساني الدولي والكافي لتغطية جميع متطلبات السوريين في مناطق الحظر المختلفة، وبهذا الشكل سيصبح النظام مُرغماً على التراجع والفرار أو الانتحار، وحينها ستبدأ صفحة جديدة من تاريخ سورية تتمركز فيها الحرية والكرامة والإنسانية.
باحث وكاتب كوردي، 14/03/2013