السبت 15 شباط / فبراير 2025, 03:49
محمد رشو : للتخلّص من شَخْصَنَة القضيّة




محمد رشو : للتخلّص من شَخْصَنَة القضيّة
السبت 16 آذار / مارس 2013, 03:49
كورداونلاين
عَقْدِنَا الجديد توعية القادة أن يكونوا أحراراً، بدلاً من العبودية، ويستثمروا مكامن قوتهم، بدلاً من أن يُفرض عليهم التخاذل، وأن يكونوا مرهوبي الجانب، بدلاً من مظهر الجبن والمهانة،


محمد رشو

عدم الرضا الجلي على القيادات الحزبية بات سمةً غالبةً عند معظم مثقفي ومدوني وناشطي غربي كوردستان، ولم يقف الأمر عند ذلك بل تعداه إلى اتهامات و تخوين وقذف وشتم وخلطٍ فاضحٍ ما بين الحياة الشخصية للمسؤول وما بين الحزب الذي يمثلّه بما لا يتناسب مع المستوى الحضاري الفكري للكاتب.
هذا الأمر يفرض علينا صياغة عقد اجتماعي ثقافي جديد يُسقط عقلية "السوق الشعبي" التي أضحى شارعنا السياسي الكوردي جزءا منها، ويؤسس لعقلية أكثر إنتاجاً وأقل تجريحاً وأكثر إتحاداً بالناس بدلاً من القصور العاجية المشيدة في أذهان البعض والتي تشدّهم تعالياً عن الناس. 
في هذا الصدد أنا لا أدافع عن أحد، فالكل قابل للنقد، بل لزاماً علينا أن ننقد إذا ما اعتبرنا أنفسنا مثقفين، إذ أنه من واجب ومهام المثقف تصويب المجتمع المستَهدَف، بطريقة مباشرة بالتواصل مع الشعب، أو عن طريق نقد ممثليه، وفي الحالة الكوردية السورية مسؤولو الأحزاب يمثلون الصف الأول في قائمة الممثلين.
كما أن شَخْصَنَة القضية تعتبر أكبر إجحاف بحق قضية شعب عادلة، ولربما هذا الفصل جزء من المأزرق التاريخي للعقل الكوردي الذي يستَجدِي مَن يمثله خوفاً منه تمثيل نفَسه، وهرباً مِن مسؤوليته المصيرية، لإيقانِه المسبق بعدم قدرته على حَملِ راية قضيته، فَيَلْعَن من نَصّبوه الأجداد راعياً لهم، ويبحث عمّن يسلمُه الراية، ليفشل هو بدوره، وتصل الأحفاد أكثر تعقيدا، حتى يبرز شخصاً استثنائياً يقوم بحل جزء من القضية ويُخَلّد في الذاكرة الجمعية مع خالدي الكورد القليلي العدد.

ولادة قائد عظيم آخر في غربي كوردستان حالياً أمرٌ مستبعدٌ لعدم توفر الظروف الموضوعية والذاتية التي ولد فيها عظماء الكورد التاريخيين، الحل البديل هو أن نعمل على دعم من يثبت شيئاً من الجدارة وتصويب مساره إن أخطأ، أما من يخطئ ونحن على دراية تامة بأنه غير قابل للإصلاح فمن العبثية جداله، وإضاعةٌ للوقتِ والقضيةِ، فمن الواجب تهميشه تماماً لكي لا يأخذ حيّزاً أكبر من حجمه في أذهان مفكرين نحن بأشد الحاجة لفِكرِهِم في أمور أكثر مصيرية.

دعمنا للناجح نسبياً "إن وجد" لا يمكن اعتباره إيمانا منّا به، ولكن الأدوات اللي بيده من الناحية الشعبية والتنظيمية هي ما يحتاجه المثقف لنشر فكره، أي بما يشبه العلاقة التكافلية بين الطرفين، كل منهما يقدم جزءا من الخدمات للآخر، بمقابل مكتسبات لكل طرف أيضا.

واجبنا في عَقْدِنَا الجديد توعية القادة أن يكونوا أحراراً، بدلاً من العبودية، ويستثمروا مكامن قوتهم، بدلاً من أن يُفرض عليهم التخاذل، وأن يكونوا مرهوبي الجانب، بدلاً من مظهر الجبنوالمهانة، وألا يُرْهَبَهم ذوُو الجاه والقوة، وألا نكون نحن الكورد كالشعوب التي تُشْفِقُ من تكاليف الحرية مرة، فتظل تؤدي ضرائب العبودية مرات، ضرائب لا تبلغ عُشْرَ مِعْشَارِ تكاليف الحرية.

1305.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات