الإثنين 10 شباط / فبراير 2025, 02:07
محمد شيخو خلف ميراثاً وشخصية ثقافية وفنية للشعب الكردي




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
محمد شيخو خلف ميراثاً وشخصية ثقافية وفنية للشعب الكردي
الجمعة 08 آذار / مارس 2013, 02:07
كورداونلاين
محمد شيخو دائما كان يحمل في قلبه آلام شعبه ومآسيه, وكان مندفعا إلى تقديم المزيد من الأغاني والفن إلى شعبه ليريح ضميره تجاه وطنه, وينقل لنا خليل أحد الجمل التي قالها له محمد شيخو : "الضمير هي محكمة لا حاجة لها بقاضي".

هاوار للانباء
قامشلو- يصادف يوم غدا السبت الذكرى السنوية الرابعة والعشرين لصوت أغنية الثورة الكردية, وعاشق الحرية, الفنان الكردي الكبير محمد شيخو, الذي رحل عن شعبه وارضه كردستان بعد أن قدم أروع الأغاني الثورية والقومية والوطنية الكردية لشعبه ووطنه, وخلف ورائه ميراثا غنيا للثقافة والفن الكردي, حيث لا يزال ينتشر صدى صوته في جميع بيوت الكرد في غرب كردستان وجميع اجزاء كردستان والمهجر.

 

محمد شيخو الذي عاش فترة عمره التي بلغت اثنين واربعين عاما متجولا بين أجزاء كردستان, حاملا هم شعبه ومعاناته غنى عن مآسي الشعب الكردي, وعن عشقه  لوطنه كردستان, غنى عن الثورات الكردية وعن نضال الشعب الكردي في سبيل الحرية.

ولد محمد شيخو 1948 في قرية "كرباوي" الواقعة جنوب غرب مدينة قامشلو, ودرس المرحلة الابتدائية في قرية خجوكي بالإضافة الى تلقيه العلوم الدينية في القرية ذاتها ، والاعدادية في قامشلو ، بدأ مشواره الفني منذ صغره عندما اعتمد على أدوات بسيطة في صنع آلته الموسيقية "الطنبور" من أدوات بسيطة كالتنك والبلاستيك وغيرها, وكان شغوفا ومتحمسا لإتقان الموسيقا والاغنية الكردية, وبسبب عمل عائلته في الزراعة وفلاحة الاراضي تجول في العديد من القرى في المنطقة ، وفي حله وترحاله  تعرف في قرية "خربي كرما" على  خليل يزيدي وحسين طوفي وحليم حسو حيث رافقهم محمد شيخو الى العديد من الحفلات والامسيات آن ذاك ، وتلك الليالي صقلت تجربته الغنائية ، وتعلم اللغة الكردية وقرأ نتاجات كبار الشعراء الكرد وخاصة جكرخوين وحفظها عن ظهر قلب.

قصد بيروت لدراسة الموسيقى، واصبح عضوا في فرقة "سركوتن - serkewtin  للفلكلور الكردي, وأحيا في بيروت حفلات عديدة بسينما ريفولي وبيبلوس وكانت اولى حفلاته بتاريخ 24/3/71، وصادف أن حضر في إحدى حفلاته رئيس الوزراء اللبناني صائب سلام وأعجب كثيرا بصوته.

في عام  1972 ذهب الى بغداد لأجل احياء حفلة فنية وقام بزيارة القسم الكردي في اذاعة بغداد ، ثم عاد اليها مجددا في عام 1973 و سجل بعض اغانيه في بغداد وبثت اذاعة بغداد- القسم الكردي بعض اغانيه .

وفي عام 1974 عاد الى سوريا وسجل اولى نتاجاته الفنية في دمشق  بإسم "كوري " وبسبب مضمون اغانيه الوطنية تعرض للضغط على يد السلطات السورية وبعد ذلك اضطر الى مغادرة سوريا والالتحاق بصفوف البيشمركة على ذرى جبال جنوب كردستان.

بعد اتفاقية الجزائر عام 1975  وانكسار الثورة ذهب مع البيشمركة الى شرق كردستان, واقام في معسكر ربت واصبح لاجئاً و شكل فرقة فنية من جرحى وشباب المعسكر، وزار مدينة مهاباد وسجل فيها احدى اهم اعماله " أي فلك" وكذلك كاسيت "من مهاباد منبع دماء الشهداء" وبسبب مضمون اغانيه السياسية والقومية تدخلت المخابرات الايرانية و طالبته بالكف عن الغناء ونفوه الى مكان بعيد جداً بالقرب من بحر قزوين على حدود اذربيجان.

وفي عام 1983 عاد الى غرب كردستان واقام في مدينة قامشلو, وأسس فرقة موسيقية وقام بإعطاء  الدروس الموسيقية وسجل آخر اعماله عام 1986، وفي عام 1987  فتح محل تسجيلات باسم "فلك" ومن جديد تدخلت السلطات السورية واغلقت محله بالشمع الاحمر نظراً لما يحمل اغانيه ومحتويات محله الطابع القومي ، وفجأة اصيب بمرض ادخل على اثرها المستشفى الوطني بقامشلو  وتوفي في التاسع من آذار عام 1989 , و بمشاركة شعبية كبيرة  في مدينة قامشلو وعلى صدى آخر اغانيه "عندما اموت ايها الاحياء  لا تدفنوني مثل الجميع,  كل اذار ايقظوني " وري الثرى في مقبرة الهلالية و ترك خلفه المئات من الاغاني الوطنية والقومية .

وبمناسبة ذكرى وفاته الرابعة والعشرين ألتقنيا بأحد أصدقاء محمد شيخو المقربين منه, وهو الكاتب الكردي "طه خليل" الذي تحدث لنا عن الذكريات التي عاشها في سنوات الثمانينات مع محمد شيخو في مدينة قامشلو والليالي التي قضاها معه, وتحدث عن شخصية محمد شيخو الكردية والفنية وما خلفه من ميراث للشعب الكردي.

طه خليل الذي دفعه ولعه وارتباطه بأغاني محمد شيخو  القومية والوطنية تعرف إلى محمد شيخو عبر تبادل الرسائل معه اثناء تواجده في شرق كردستان, لتترسخ هذه العلاقة بينهما بعد عودة محمد شيخو إلى غرب كردستان سنة 1983.

يقول خليل: " محمد شيخو كان يسند ظهره إلى جبل كبير وهو شعبه, لذلك كان دائما واثقا من نفسه وعمله الفني, كان صاحب كرامة ولا يقبل الذل, يدافع عن كرامته وكرامة شعبه ويواجه الخطأ بحزم, عانى محمد شيخو في حياته الفقر وسوء المعيشة إلا أنه لم يأبى أن يمد يده لطلب المساعدة من أحد".

ويضيف خليل :" كان هناك شيء مخفي في شخصية محمد شيخو لم يعرفه الكثير من أبناء الشعب الكردي, وهي شخصيته المرهفة حيث كان يستطيع ان يقضي أمسية كاملة في المزاح والضحك".

وعن ثقافة وميراث محمد شيخو قال خليل:" محمد شيخو كان مثقفا كبيرا ويتقن بالإضافة إلى لغته الكردية اللغة العربية والفارسية وكان متابعا لكتابات المثقفين الكرد والفرس, خلف محمد شيخو خلفه ثقافة وأسلوب وشخصية في الاغنية الكردية".

محمد شيخو دائما كان يحمل في قلبه آلام شعبه ومآسيه, وكان مندفعا إلى تقديم المزيد من الأغاني والفن إلى شعبه ليريح ضميره تجاه وطنه, وينقل لنا خليل أحد الجمل التي قالها له محمد شيخو : "الضمير هي محكمة لا حاجة لها بقاضي".

محمد شيخو تأثر بحركة التحرر الكردستانية التي قادها قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان, وكانت آخر الثورات الكردية التي يتعرف عليها محمد شيخوا قبل وفاته وكان مؤمنا بذلك النهج, ويقول خليل في ذلك: "سألت يوما محمد شيخوا كم هي عدد الأغاني التي آلفتها بنفسك, وكان جوابه هي ثلاثة أغاني أحدها عند معاناته في غرب كردستان في السجن بعد اعتقاله من قبل نظام البعث, والأخرى عن معاناة الشعب الكردي الذي هاجرا إلى جنوب كردستان إلى شرقها, والثالثة كانت بمناسبة تعرفه إلى حزب العمال الكردستاني والنضال التحرري الذي أنطلق آنذاك بقيادة قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان".

وعبر خليل عن سعادته لأن الشعب الكردي في غرب كردستان يحقق اليوم أماني محمد شيخو في حرية شعبه ووطنه, مشيرا إلى أن افتتاح مركز الثقافة والفن في قامشلو باسم محمد شيخو هو تقدير لنضال وميراث محمد شيخو الثقافي, وخطوة نحو أحياء شخصية وثقافة  وميراث محمد شيخو الفنية بين أبناء الشعب الكردي.

باهوز حمو

1782.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات