الحسكة – خلال الثورة السورية وضمن مجريات الاحداث فيها ظهرت الكثير من الأطراف التي ترغب النيل من تلاحم الشعب في مناطق الحسكة وتعايشه الأخوي المستمر منذ زمن بعيد، ووجد عدد من أهالي مدينة الحسكة ضرورة تأسيس مؤسسة أو مجلس من شانه الحفاظ على السلم الأهلي والعلاقات الأخوية والتعايش المشترك، وعدم إفساح المجال أمام من يرغب النيل من هذه العلاقات وتشتيت أواصل الأخوة بين أفراد المجتمع فتم تشكيل مجلس اخوة الشعوب في الحسكة.

وفي زيارة ميدانية لوكالة انباء هاوار الى مركز مجلس اخوة الاشعوب في مدينة الحسكة تحدث محمد امين قاسم عضو المجلس ورئيس اللجنة العقارية، عن المجلس قائلا "تأسس هذا المجلس -مجلس اخوة الشعوب- في الثاني عشر من تموز 2012، حيث عقدنا كونفرانسا بحضور اكثر من 300 عضو، وقمنا باجراء  انتخابات وشكلنا لجان في كافة مجالات الحياة للعمل على إعادة الإخوة والتعايش الذي عمل النظام السوري على المساس به وزرع الفتنة والكراهية بين أطياف الشعب".

وتابع قاسم "تعايشنا المشترك هو وليد تراث وتاريخ عريق، ولكن الأنظمة الحاكمة عملت على بث الفتن بيننا، وفي هذه الفترة التي تمر بها البلاد وجدنا بانه من الضروري تشكيل مثل هذا المجلس للحفاظ على الإخوة والسلم الأهلي".

وتطرق قاسم إلى الإشاعات التي تنشر بين أبناء المدينة كي يتركوا منازلهم والمدينة قائلاً "أصدرنا بياناً ناشدنا فيه الأهالي الى عدم ترك منازلهم ومدنهم، وعلينا جميعا ان نعمل سوياً للحفاظ على بلدنا وعلى ممتلكاتنا، ولماذا نتركها ونحن قادرون على حمايتها، لقد شاهدنا ما حدث في سريه كانيه، ولهذا يجب ان لا نترك دورنا عرضة للنهب والسلب".

وتحدث فواز عطية وهو احد المراجعين بانه سمع بما يقوم به المجلس من اعمال، وجاء الى المركز من اجل حل مشكلة خاصة تتعلق بالعقارات.

عبد الغني بشير الهاشمي مدير المكتب الاعلامي في المجلس تحدث عن دور واهمية المجلس في هذه المرحلة وقال "اخوة الشعوب والسلم الاهلي موجودة لدينا منذ القدم، ولكن نتيجة للمصالح الاقتصادية والسياسية للدول والانظمة وخاصة الاستبدادية منها، همشت هذه الاخوة وهذا التعيش، ونحن الان نعمل على اعادة الامور الى مجراها الطبيعي عبر ندوات ولقاءات مع وجهاء العشائر والمثقفين، بالاضافة الى حل القضايا العالقة بين المواطنين عن طريق اللجان المتخصصة في المجلس.

ووجه الهاشمي نداءً الى اهالي المدينة قال فيها "يجب علينا عدم ترك منازلنا ومدننا وخاصة ان هناك سياسة في هذا الامر، فهم يرغبون بأن نترك ديارنا ليس فقط لنهبها وسلبها بل لوضع اليد عليها".

وتحدث احمد عرب عضو المجلس والمسؤول عن تعليم اللغة الكردية والفن عن سبب انضمامه الى المجلس قائلاً "سمعت بالمجلس والاعمال التي يقوم بها فانضممت اليه لأعمل مع اخوتي هنا لتطوير اصول التعايش الاخوي والسلمي".

وتطرق عرب الى الفعاليات التي يقومون بها قائلا "فتحنا دورة لتعليم اللغة الكردية، وانضم الى الدورة الكرد والعرب والمسيحيين ايضا، بالاضافة الى اننا سنقوم بحفلات وندوات لكي نعرف ونتعرف على تراث وفلكلور وعادات بعضنا البعض

ANF".