زيرك شيخو :عن آزادي وانسحابه من الهيئة الكوردية العليا
الخميس 28 شباط / فبراير 2013, 06:50
كورداونلاين

جميعنا يعرف ماذا كان دور هذه الكتائب في سري كانييه ومحاولتها جرّ الشباب الكوردي إلى صفوف الجيش الحر، وكل مرة كانت تتفاجئ بكشف مخططاتها كما حدث في كوباني وإلقاء القبض على عضو هذا الحزب السيد حمامي
على الرغم من أن المجلس الوطني الكوردي اتخذ قراراً بانسحاب كافة أحزابه من التكتلات الأخرى للمعارضة، إلا أن حزب آزادي لم ينسحب من المجلس الأستنبولي، بل بقي خلسةً في هذا المجلس. وعندما ذهب عراب هذا الحزب، صلاح بدر الدين، إلى قيادات الجيش الحر في تركيا، واستُقبل من المخابرات التركية، أخذ عمل الحزب منحىً آخر تبلور في تشكيل كتائب عسكرية تابعة للجيش الحر، وهذه الكتائب حاولت أن تخلق الكثير من المشاكل ضد لجان الحماية الشعبية أو الأساييش، والعمل على خلق الفوضى في المناطق الكوردية وخاصة في عفرين وكوباني، إلا أنها فشلت, فعمدت إلى الهجوم المباشر على الكورد وقتلهم كما فعلت في الأشرفية عندما أطلقت النار على المظاهرة السلمية وقتلت عدداً من المدنيين.
طبعاً جميعنا يعرف ماذا كان دور هذه الكتائب في سري كانييه ومحاولتها جرّ الشباب الكوردي إلى صفوف الجيش الحر، وكل مرة كانت تتفاجئ بكشف مخططاتها كما حدث في كوباني وإلقاء القبض على عضو هذا الحزب السيد حمامي، الذي كان يجند الشباب الكورد في منطقة الباب مقابل إغرائهم بمبالغ مالية واستغلال ضيق حالهم, كما أن الحزب لم يوفر جهداً على الصعيد السياسي لضرب الكورد بعضهم بعضاً, وحاول مع البعض الآخر من الأحزاب الكوردية الانضمام الى الائتلاف السوري فقط باسم المجلس الوطني الكوردي، وكان من وراء هذا الانضمام ضرب دور الهيئة الكوردية العليا ومجلس الشعب تحديداً, كما لا ننسى تأسيس حزب آزادي مع أحزاب كوردية أخرى، الاتحاد السياسي الكوردي، والذي أدى تشكيله إلى حالة امتعاض لدى الكثير من الأحزاب الكوردية والشارع الكوردي، بما فيها أحزاب من المجلس الكوردي نفسه واعتباره تحالفاً ضمن تحالف المجلس الكوردي, ورغم أننا لم نعرف بعد الغاية من تشكيل هكذا اتحاد وأهدافه إلى الآن، ولكنني أعتقد أن غاية آزادي كانت ضرب المجلس الكوردي من خلال الاتحاد الجديد.
وبما أن ضرب المجلس الكوردي وإضعافه هو ضرب للهيئة الكوردية العليا ودورها ولو بشكل غير مباشر, ونتيجة فشل الحزب في ذلك، فقد صبره في الانتظار أكثر من هذا القدر في الانتقال إلى الطرف الآخر المتمثل بالائتلاف السوري والجيش الحر وخاصة مع اقتراب الجيش الحر ووصوله إلى نقاط التماس مع المناطق الكوردية، فعمد إلى الإسراع في خطواته، ومنها بيان انسحابه من الهيئة الكوردية بحجة أن الأعضاء الذين يمثلون المجلس الكوردي يعملون حسب رغبات مجلس الشعب أو توفير غطاء سياسي له, حسب تعبير بشار أمين، الناطق باسم حزب آزادي, ولكن يتساءل البعض بدورهم: أليس إسماعيل حمي سكرتير حزب اليكيتي وسعود الملا القيادي في البارتي (جناح عبد الحكيم بشار) هم نفس الأشخاص الذين يمثلون المجلس الوطني الكوردي في الهيئة بالإضافة إلى أنهم حلفاء حزب آزادي في التحالف السياسي الجديد؟
إذا كان حزب آزادي مستاءً من دورهم في الهيئة الكوردية العليا، فلماذا لا ينسحب من الاتحاد السياسي أيضاً وخاصةً أن إسماعيل حمي وسعود الملا أحزابهم أكثر أهمية وتأثيراً في الاتحاد السياسي من حزب آزادي، إلا إذا كانت تلك الأحزاب ترغب باللحاق بها بعد عملية جس نبض الشارع الكوردي حيال هذا الانسحاب.
في النهاية، أعتقد أن حزب آزادي سيفشل مرة جديدة في مراهناته على ضرب الهيئة العليا والتي بكل تأكيد لن تتأثر بانسحاب حزب أو أكثر، لأن أغلبية الأطراف الفاعلة على الأرض في المناطق الكوردية متفقون على التمسك بهذه الهيئة ولجانها, وكما أن انسحاب آزادي لن يكون الخطوة الأخيرة في الحرب المعلنة ضد هذه الهيئة لا من الداخل ولا من الدول الاقليمية كتركيا وغيرها، وخاصةً أن هذه الأطراف تعي تماماً بقاء الهيئة الكوردية وقوتها، ذلك يعني اقتراب الكورد أكثر فأكثر من نيل حقوقهم في سوريا.