تل معروف –  مع ازدياد حدة التوتر والعنف في سوريا والمخاطر التي تحدق بغرب كردستان, يعمل أبناء غرب كردستان يوما بعد يوم إلى تحرير مناطقهم من مخلفات النظام البعثي ويتوجهون إلى إدارة أنفسهم بأنفسهم وحماية مناطقهم من أية هجمات أو اعتداءات.

قرية تل معروف التي تبعد 25 كم جنوب شرق مدينة قامشلو والتي تقع في منطقة سنجق, قام أبنائها بتحريرها من عناصر النظام البعثي بدعم من وحدات حماية الشعب, ويديرون شؤون القرية ذاتيا, بينما قوات الآسايش المشكلة من أبناء القرية تعمل على حفظ الآمان داخل القرية.

قرية تل معروف تعتبر من أكبر القرى الكردية في منطقة سنجق حيث يبلغ عدد سكانها حوالي ستة آلاف شخص, وهي مركز تجاري للعديد من القرى المجاورة لها, ومع زيادة حدة التوتر في المناطق المجاورة لها كبلدة تل حميس التي تبعد عنها حوالي 20 كلم والعديد من القرى الأخرى, ولمنع دخول أية مجموعات غريبة إلى قريتهم  أو حدوث أية اعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم من قبل اللصوص وقطاع الطرق, توجه أبناء القرية وبدعم وأشراف  من وحدات حماية الشعب YPGإلى نصب الحواجز على جميع المداخل المؤدية إلى قريتهم, ويحرسونها ليلا ونهارا.

وفي الزيارة الميدانية لمراسل وكالة أنباء هاوار إلى قرية تل معروف, التقينا بمجموعة من الشبان وهم يحرسون قريتهم على احد الحواجز, يقول الشاب محمد المحمود "نحن اليوم نقف جنبا إلى جنب مع وحدات حماية الشعب لحماية قريتنا, ولصد أي هجوم أو اعتداء على قريتنا من قبل مجموعات غريبة, وخاصة مع تزايد المشاكل في المناطق المجاورة لنا", مشيرا إلى أن وحدات حماية الشعب هي لحماية جميع مكونات المنطقة دون استثناء.

أما الشاب محمد سليمان الذي ترك العمل في اسطنبول عائدا إلى قريته بعد سماعه أنباء التوتر في منطقته, ليحمل السلاح هو الآخر ويقف إلى جانب شباب قريته من أجل حمايتها, ودعا محمد جميع الشباب إلى حماية قريتهم والابتعاد عن التقربات الحزبية والتحلي بمسؤولية وطنية, مشيرا إلى أن المرحلة لا تتحمل هكذا تقربات ضيقة, وأن أي اعتداء يحصل سيستهدف الكرد جميعا ولن يستهدف حزب أو جهة معينة فقط.

من جهته أشار مسعود فرحان احد أعضاء وحدات حماية الشعب إلى أن حماية القرية تتم بأشراف من قبل وحداتهم وبمشاركة أبناء القرية, مؤكدا بأن هدفهم هو حماية المناطق الكردية وليس الهجوم أو الاعتداء على أية جهة, وأنهم مستعدون لصد أي هجوم أو اعتداء محتمل على القرية حتى آخر نقطة من دمهم.

صبحي سليمان رجل مسن من أبناء القرية كان جالسا أمام بيته بالقرب من أحد الحواجز, أكد بأنهم لن يتركوا قريتهم وبيتهم تحت أية ظروف, ولن يسمحوا للغرباء بالدخول إلى قريتهم وأنهم مستعدون للمقاومة حتى النهاية.

من جهة أخرى قامت وحدات حماية الشعب بتحرير مركز حبوب تل معروف ومركز حبوب قرية بيازة من مخلفات النظام البعثي , ويقومون بحمايتها من اللصوص وقطاع الطرق, بينما أبناء القرى الأخرى في منطقة سنجق يقومون بحماية قراهم واضعين المحارس حول قراهم ويحرسونها من أية مجموعات غريبة عنهم.

هوار للانباء

باهوز حمو