الأحد 16 شباط / فبراير 2025, 20:24
حزني كدو :سري كانيية بعد اسبوعين من المقاومة




حزني كدو :سري كانيية بعد اسبوعين من المقاومة
الجمعة 01 شباط / فبراير 2013, 20:24
كورداونلاين
الفخ الذي نصب لهم يجب ان يتم فكه بكل حكمة ودراية , وانه لن ينج احدا من هذا الفخ ان لم يتم معالجة المشكلة حلا جذريا وجوهريا , وان الرابح الاكبر هو النظام والدولة التركية التي ساهمت الى حد كبير في تعقيد الازمة السورية وغزارة دماء أبناءها

بعد مرور أكثر من أسبوعين من المعارك الضارية والكر والفر في سري كانيية بين كتائب قطاع الطرق واللصوص الذين دخلوا الى سري كانيية لتحريرها من سكانها المنين من العرب والكورد والمسيحيين وبين وحدات حماية الشعب وشباب سري كانيية والتي اسفرت عن ضحايا واراقة دماء غزيرة كانا بأمس الحاجة الى توفيرها وتوجيهها الوجهة الصحيحة , لكن تابعية تلك الكتائب و أجنداتها تؤكد على ان ما يجري في سري كانيية بدا يأخذ منعطفا آخر,  ثلاثي  الأهداف والأبعاد , وكما قلت في مقالتيي  سري كانية واحد وسري كانيية  اثنان فان الدفاع عن سري كانية لهو شرف كبير و وطنية راقية يسطر صفحات مضيئة وجديدة  من النضال الكوردي الوطني السوري السلمي الى نضال عسكري مسلح  ضد العابثين بامن الوطن السوري عامة والخاصية الكوردية بشل خاص, وهو درس للعصابات المرتزقة التي ركبت الموجة واتخذت  اسم الجيش الحر لكي تبرر نهبها وسلبها وقتلها للابرياء الأمنين داخل بيوتهم من سائر مكونات الشعب السوري الموجودة في منطقة  سري كانية و محيطها من القرى المجاورة لها.

ان سري كانيية فخ نصبه اعداء  الكورد للكورد , فخ وضع لضرب جميع مكونات الشعب السوري ببعضهم  البعض ليس فقط سري كانيية أو رأس العين بل في جميع المدن ذات الغالبية الكوردية , وهذا الفخ  ثلاثي الأطراف والأهداف والأجندات   .

-الطرف الأول النظام السوري  , وذلك عبر ضربها  المكون العربي بالكوردي والمسلم بالمسيحي , والتخفيف عن جيشه في المدن الأخرى, واظهار المكون الكوردي وخطره على وحدة الارض والشعب السوري من جهة وبان الكورد ليسوا مع الثورة من جهة ثانية .

-الطرف الثاني  , الدولة التركية   وفوبيا الكورد لديها  حتى ولو كانوا في مريخستان , وذلك  عبر اظهارها وتصويرها حركة الشعب  الكوردي في سوريا بانها  جماعات ارهابية تقف مع النظام السوري وتسانده , وشماعتها في ذلك حزب  ب ي د  , وهي بذلك ترمي الى خلق حرب كوردية كوردية ,وكوردية عربية  و  الى حرمان الحركة الكوردية  من المكتسبات التي حققتها و التي  ستحققها فور سقوط النظام   مع اخوتهم السوريين باقامة دولة مدنية ديمقراطية لكل السوريين بكل أعراقه واطيافه  , بالاضافة الى افراغ الشريط الحدودي من الكورد واسكان هولاء المرتزقة مكانهم ليكونوا سدا بين اكراد الشمال والجنوب وذلك من خلال دعمها  لبعض  الروؤس من  المرتزقة الذين استطاعوا أن يجندوا  بعض العصابات المسلحة التي تقتل من أجل الدولار  ,و كذلك اصحاب الاجندات القومجية والشوفينية  الذين لا يزالون يتباكون على طاغيتهم في العراق , فارس العرب وحامي العروبة  , وهولاء يقومون  بالحرب بالوكالة عن تركيا  عدوة الشعب العربي والكوردي ,  واكبر دليل على ذلك تسليمها البطل حسين الهرموش وغيره الى النظام السوري .

الطرف الثالث  , اصحاب السوابق الاجرامية و الأجندات الخاصة القومجية  الحاقدة, والجماعات الدينية المتطرفة من بعض  العرب والكورد المغرر بهم والذين وجدوا من يدعمهم بالمال والسلاح والخطط ,هولاء  الذين باعوا انفسهم  وضمائرهم و أساوا الى الثورة السورية وخربوا المدن والقرى الهادئة , الامنة  التي فتحت بيوتها الى النازحين من المدن السورية المنكوبة    , واصحاب هذه الاجندات هم نفسهم  الذين عرقلوا انضمام المجلس الوطني الكوردي الى المجلس الوطني السوري في مؤتمري القاهرة واستنبول , هولاء الذين لم يستطعوا  ان يروا  ويتحملوا رقي  الشعب الكوردي السوري  الذي ثار بشكل سلمي و حضاري  على النظام من اجل التغيير الديمقراطي الحقيقي لكل الشعب السوري بجميع أعراقه وطوائفه .

اذا الشعب العربي  السوري  والكوردي السوري  امام تحديات كبيرة , تحديات خطيرة ومصيرية , وان الفخ الذي نصب لهم يجب ان يتم فكه بكل حكمة ودراية , وانه لن ينج احدا من هذا الفخ ان لم يتم معالجة المشكلة حلا جذريا وجوهريا , وان الرابح الاكبر هو النظام والدولة التركية التي ساهمت الى حد كبير في تعقيد الازمة السورية وغزارة دماء أبناءها , وان حل المشكلة يكمن في عودة الامور الى الى ما قبل الأحداث في سري كانيية وانسحاب العصابات المسلحة من المدينة ومن المنطقة وكذلك انسحاب وحدات الحماية الشعبية البطلة وتسليم المدينة الى اهل رأس العين ليسيروا امور مدينتهم الهادئة , الوادعة وان دماء شهداء ابناء سري كانية لن تذهب هدرا بل تبقى خالدة في ذاكرة ابناء هذه المدينة  التي مرت عليها حضارات متعاقبة كما يدل اسمها عليها .
 
ان سري كانيية أو اشوكاني او رأس العين او سي موجين كما تقول الروايات  ستبقى شامخة قدر شموخ الشعب السوري الذي قام بثورته السلمية والتي لا نزال نطالب بعودتها الى مسارها  و نقاءها والبعد كل البعد عن الشحن الطائفي و العرقي الأعمى
 , والقتل على الهوية  , وان سورية ديمقراطية , تعددية  , مدنية   , لا مركزية  ستبقى ضمانة حقيقية ودولة  لكل السوريين بعربه وكورده وعلوييه ودروزه ومسيحييه وجميع طوائفه و أعراقه.

                                                                                                          
                                                                                                                                                    الرياض
29-1-2013
حسني كدو
hezni.gadoo@hotmail.com                                 

1294.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات