السبت 15 شباط / فبراير 2025, 04:40
دليار آمد: ماذا لو كان وحدات حماية الشعب لم تكن موجودة




دليار آمد: ماذا لو كان وحدات حماية الشعب لم تكن موجودة
الإثنين 21 كانون الثّاني / يناير 2013, 04:40
كورداونلاين
وأدركت تلك المجموعات بأنهم تورطوا في مستنقع عميق دفعهم إليه الميت التركي لإرضاء عدوانيته اللامحدودة اتجاه الكورد , وبعد إدراكهم لحقيقة بأن الكورد وطنيون وسوريون بجدارة وبأن الكورد لن يسمحوا لأي مخطط خبيث أن يمر عبرهم

ماذا لو لم تكن الـ YPG  موجودة ؟!

                                                

                                       بقلم : دليار آمد \ قامشلو

Facebook : dilyar amed

هذا سؤال افتراضي ومنافي للواقع , وبالطبع لسان حال أي كوردي شريف سيجيب على الفور: لا سمح الله يا زلمة  !! ولكن كي نحلل الأمور ونضعها في مكانها السليم القويم لابد من طرح هذا السؤال والإجابة عليه بموضوعية ووطنية .

المخطط التركي القذر وضحت غاياته من أول لحظة تم اقتحام سري كانييه فيها , وبدا لكل مراقب أن هذا بعيد كل البعد عن الثورة السورية التي لطالما حلم بها كل سوري مظلوم ومهدور حقه – وفي المقدمة الكورد – كما بدا للجميع أن هذا مخطط تركي بامتياز لا يخدم سوى نرجسيتها وعدوانيتها تجاه الشعب الكوردي ,  وتم اختيار مدينة سري كانييه كمقدمة لتوغلها في المناطق الكوردية, وذلك لحساسية موقع المدينة الجيوستراتيجي حيث تشكل خاصرة المناطق الكوردية , ولوجود حاضنة عربية لتقبل فكرة المجموعات المسلحة , ولشبه التوازن الديموغرافي الموجود في المدينة , ولبعدها إلى حد ما عن مركز التواجد الكوردي ومركز القرار السياسي والتعبوي الكوردي مدينة قامشلو ,  وتحت سقف هذه الدراسة السطحية للمخابرات التركية ومن لف لفها تم اختيار مدينة سري كانييه , وتم الاقتحام من دون أي سابق إنذار , والمدينة لم تقاومهم في البداية كونهم أتوا تحت يافطة الجيش السوري الحر , الجيش الذي تشكل لحماية المدنيين ولرفع الظلم عنهم , الجيش الذي تشكل لإسقاط النظام وليس لإسقاط الشعب , وفي أول يوم تم تهجير وتشريد أكثر من 80% من المواطنين العزل الذين تاهوا بين نيران الحر والنظامي , أما وحدات حماية الشعب الـ YPG فلم تشأ أن تتسرع بأخذ موقف متعجل , بل أخذت موقفا حياديا لحين طفو المآرب على السطح , وفعلا لم يتأخر الوقت حتى انكشف كل شيء , فلم يمض سوى يومين حتى بدأت تلك المجموعات بتهديد بقية المدن الكوردية والتلميح إلى إكمال مسيرة الاقتحام , كما بدأت بنهب ممتلكات المواطنين الكورد الذين هجروا بيوتهم , ونهبوا صوامع الحبوب وباعوها إلى التجار الأتراك بأبخس الأثمان , وأمام هذا المخطط الخبيث لم يكن مقبولا أن يقف الـ YPG موقف المحايد المتفرج , بل قام بأداء واجبه النضالي الوطني التاريخي , وشكل خط الممانعة أمام هؤلاء التتار الجدد , وهذا ما لم يرق لأولئك الهمج فقاموا باغتيال رئيس مجلس الشعب في سري كانييه عابد خليل ورفاقه الأربع السلميين الذين كانوا يقومون بعمل تنظيمي وتفاوضي سلمي بحت , وبهذا العمل الجبان سقطت أخر أوراق التوت عنهم , وتبين بأن الغاية من وجود هذه المجموعات ليس إسقاط النظام السوري بل هو ضرب سلمية الثورة في المناطق الكوردية , وضرب أمن هذه المناطق  , وضرب لم الشمل الكوردي , وضرب النمو السياسي والعسكري للشعب الكوردي . وعندها اخذ الـ YPG دوره التاريخي في حماية الشعب الكوردي وكافة مناطقه ضد كل الطغاة أياً كانوا , وجرت اشتباكات متقطعة بين الـ YPG وبين المجموعات المرتزقة حيث تكبدت تلك المجموعات خسائر بشرية فادحة , وأيقنوا هم وأسيادهم الأتراك بأن الكورد ليسوا أبدا لقمة سائغة , فقام الـ YPG ببطولاته وتضحياته تلك بإفشال المخطط القذر المتمثل بالتوغل في المناطق الكوردية وضرب سلميتها وخاصة مدينة قامشلو . وأدركت تلك المجموعات بأنهم تورطوا في مستنقع عميق دفعهم إليه الميت التركي لإرضاء عدوانيته اللامحدودة اتجاه الكورد , وبعد إدراكهم لحقيقة بأن الكورد وطنيون وسوريون بجدارة وبأن الكورد لن يسمحوا لأي مخطط خبيث أن يمر عبرهم , قامت تلك المجموعات بالتواصل مع وجهاء المنطقة كي يقيموا هدنة مع الـ YPG , حيث وافقت الـ YPG على تلك الهدن بشروط , وبما يخدم الوضع الكوردي في الثورة السورية ويحفظ المناطق الكوردية من شر الآخرين . وهذا ما أمن و وفر عودة تدريجية للأمن والسلم إلى مدينة سري كانييه , والتي انعكست بشكل مباشر على العودة التدريجية للنازحين عن المدينة المنكوبة .

فالـ YPG ضرورة قومية, وضرورة شعب, وضرورة مرحلة , وضرورة وحدة وطنية , وضرورة قضية , وهي حق مشروع . فالدفاع عن النفس حق تكفله الطبيعة , وتكفله كل الشرائع والأديان والقوانين , فالإنسان كمخلوق طبيعي لا يستطيع العيش من دون الكريات البيض التي تشكل خط الممانعة في جسمه , ومن دونها سيموت الإنسان بزكام عابر , فكيف بمجتمع كل ما حوله يهدده , ويهدد وجوده , فوجود وحدات الحماية تمثل هذا الدور الحيوي الذي لا يمكن الاستمرار بدونه .

ولو عدنا إلى سؤالنا المحوري : ماذا لو لم تكن الـ YPG موجودة ؟ والجواب هو : بأنه لو لم تكن هذه الوحدات المشروعة لحماية الشعب الكوردي موجودة لكانت المجموعات المسلحة الآن قد  وصلت إلى مدينة ديريك مروراً بدربيسيي وعامودي وقامشلو وتربسبيه وجل أغا ورميلان وكركي لكي , ولعجّت كل المناطق الكوردية بالفوضى العارمة من سلب ونشل ونهب وقتل على الهوية , ولتم تهجير غالبية الشعب الكوردي من أرضه التاريخية إلى غير رجعة , ولتم تدمير البنية التحتية في المناطق الكوردية من مخزونات إستراتيجية كالنفط والغاز والقمح , فالصورة كانت ستتسم بهذه السوداوية والقتامة والدمار الشامل , وهذا هو بالضبط ما كان مرسوماً في المخطط التركي , الذي بفضل بسالة وفدائية وحداتنا المشروعة الـ YPG تم إفشاله ورميه إلى مزبلة التاريخ .

ولكن لنعلم جميعاً بأن تلك المجموعات وخلفها راعيتها الفاشية التركية لن تردع من أول مرة , بل ستحاول بكل جهدها في محاولة إمرار تلك المخططات مرة ثانية وثالثة , ولنعلم جميعاً بأن الضامن الوحيد لإفشال تلك المخططات في كل مرة , هو وحدتنا ودعم وحداتنا المشروعة الـ YPG بشرياً ومعنوياً ومادياً ولوجستياً , وليكن شعارنا الثوري هو : لتحيا الـ YPG , فاستمرارها يعني استمرارنا , يعني وجودنا , يعني بأن الكورد باقون باقون .

تحيا الـ YPG , تعيش الـ YPG , النصر للـ الـ YPG .

جريدة روناهي – العدد ( 58 )

1467.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات