|
دليار آمد: ماذا لو كان وحدات حماية الشعب لم تكن موجودة
الإثنين 21 كانون الثّاني / يناير 2013, 04:40 كورداونلاين

وأدركت تلك المجموعات بأنهم تورطوا في مستنقع عميق دفعهم إليه الميت التركي لإرضاء عدوانيته اللامحدودة اتجاه الكورد , وبعد إدراكهم لحقيقة بأن الكورد وطنيون وسوريون بجدارة وبأن الكورد لن يسمحوا لأي مخطط خبيث أن يمر عبرهم
ماذا لو لم تكن الـ YPG موجودة ؟! بقلم : دليار آمد \ قامشلوهذا سؤال افتراضي ومنافي للواقع , وبالطبع لسان حال أي كوردي شريف سيجيب على الفور: لا سمح الله يا زلمة !! ولكن كي نحلل الأمور ونضعها في مكانها السليم القويم لابد من طرح هذا السؤال والإجابة عليه بموضوعية ووطنية . المخطط التركي القذر وضحت غاياته من أول لحظة تم اقتحام سري كانييه فيها , وبدا لكل مراقب أن هذا بعيد كل البعد عن الثورة السورية التي لطالما حلم بها كل سوري مظلوم ومهدور حقه – وفي المقدمة الكورد – كما بدا للجميع أن هذا مخطط تركي بامتياز لا يخدم سوى نرجسيتها وعدوانيتها تجاه الشعب الكوردي , وتم اختيار مدينة سري كانييه كمقدمة لتوغلها في المناطق الكوردية, وذلك لحساسية موقع المدينة الجيوستراتيجي حيث تشكل خاصرة المناطق الكوردية , ولوجود حاضنة عربية لتقبل فكرة المجموعات المسلحة , ولشبه التوازن الديموغرافي الموجود في المدينة , ولبعدها إلى حد ما عن مركز التواجد الكوردي ومركز القرار السياسي والتعبوي الكوردي مدينة قامشلو , وتحت سقف هذه الدراسة السطحية للمخابرات التركية ومن لف لفها تم اختيار مدينة سري كانييه , وتم الاقتحام من دون أي سابق إنذار , والمدينة لم تقاومهم في البداية كونهم أتوا تحت يافطة الجيش السوري الحر , الجيش الذي تشكل لحماية المدنيين ولرفع الظلم عنهم , الجيش الذي تشكل لإسقاط النظام وليس لإسقاط الشعب , وفي أول يوم تم تهجير وتشريد أكثر من 80% من المواطنين العزل الذين تاهوا بين نيران الحر والنظامي , أما وحدات حماية الشعب الـ YPG فلم تشأ أن تتسرع بأخذ موقف متعجل , بل أخذت موقفا حياديا لحين طفو المآرب على السطح , وفعلا لم يتأخر الوقت حتى انكشف كل شيء , فلم يمض سوى يومين حتى بدأت تلك المجموعات بتهديد بقية المدن الكوردية والتلميح إلى إكمال مسيرة الاقتحام , كما بدأت بنهب ممتلكات المواطنين الكورد الذين هجروا بيوتهم , ونهبوا صوامع الحبوب وباعوها إلى التجار الأتراك بأبخس الأثمان , وأمام هذا المخطط الخبيث لم يكن مقبولا أن يقف الـ YPG موقف المحايد المتفرج , بل قام بأداء واجبه النضالي الوطني التاريخي , وشكل خط الممانعة أمام هؤلاء التتار الجدد , وهذا ما لم يرق لأولئك الهمج فقاموا باغتيال رئيس مجلس الشعب في سري كانييه عابد خليل ورفاقه الأربع السلميين الذين كانوا يقومون بعمل تنظيمي وتفاوضي سلمي بحت , وبهذا العمل الجبان سقطت أخر أوراق التوت عنهم , وتبين بأن الغاية من وجود هذه المجموعات ليس إسقاط النظام السوري بل هو ضرب سلمية الثورة في المناطق الكوردية , وضرب أمن هذه المناطق , وضرب لم الشمل الكوردي , وضرب النمو السياسي والعسكري للشعب الكوردي . وعندها اخذ الـ YPG دوره التاريخي في حماية الشعب الكوردي وكافة مناطقه ضد كل الطغاة أياً كانوا , وجرت اشتباكات متقطعة بين الـ YPG وبين المجموعات المرتزقة حيث تكبدت تلك المجموعات خسائر بشرية فادحة , وأيقنوا هم وأسيادهم الأتراك بأن الكورد ليسوا أبدا لقمة سائغة , فقام الـ YPG ببطولاته وتضحياته تلك بإفشال المخطط القذر المتمثل بالتوغل في المناطق الكوردية وضرب سلميتها وخاصة مدينة قامشلو . وأدركت تلك المجموعات بأنهم تورطوا في مستنقع عميق دفعهم إليه الميت التركي لإرضاء عدوانيته اللامحدودة اتجاه الكورد , وبعد إدراكهم لحقيقة بأن الكورد وطنيون وسوريون بجدارة وبأن الكورد لن يسمحوا لأي مخطط خبيث أن يمر عبرهم , قامت تلك المجموعات بالتواصل مع وجهاء المنطقة كي يقيموا هدنة مع الـ YPG , حيث وافقت الـ YPG على تلك الهدن بشروط , وبما يخدم الوضع الكوردي في الثورة السورية ويحفظ المناطق الكوردية من شر الآخرين . وهذا ما أمن و وفر عودة تدريجية للأمن والسلم إلى مدينة سري كانييه , والتي انعكست بشكل مباشر على العودة التدريجية للنازحين عن المدينة المنكوبة .فالـ YPG ضرورة قومية, وضرورة شعب, وضرورة مرحلة , وضرورة وحدة وطنية , وضرورة قضية , وهي حق مشروع . فالدفاع عن النفس حق تكفله الطبيعة , وتكفله كل الشرائع والأديان والقوانين , فالإنسان كمخلوق طبيعي لا يستطيع العيش من دون الكريات البيض التي تشكل خط الممانعة في جسمه , ومن دونها سيموت الإنسان بزكام عابر , فكيف بمجتمع كل ما حوله يهدده , ويهدد وجوده , فوجود وحدات الحماية تمثل هذا الدور الحيوي الذي لا يمكن الاستمرار بدونه . ولو عدنا إلى سؤالنا المحوري : ماذا لو لم تكن الـ YPG موجودة ؟ والجواب هو : بأنه لو لم تكن هذه الوحدات المشروعة لحماية الشعب الكوردي موجودة لكانت المجموعات المسلحة الآن قد وصلت إلى مدينة ديريك مروراً بدربيسيي وعامودي وقامشلو وتربسبيه وجل أغا ورميلان وكركي لكي , ولعجّت كل المناطق الكوردية بالفوضى العارمة من سلب ونشل ونهب وقتل على الهوية , ولتم تهجير غالبية الشعب الكوردي من أرضه التاريخية إلى غير رجعة , ولتم تدمير البنية التحتية في المناطق الكوردية من مخزونات إستراتيجية كالنفط والغاز والقمح , فالصورة كانت ستتسم بهذه السوداوية والقتامة والدمار الشامل , وهذا هو بالضبط ما كان مرسوماً في المخطط التركي , الذي بفضل بسالة وفدائية وحداتنا المشروعة الـ YPG تم إفشاله ورميه إلى مزبلة التاريخ .ولكن لنعلم جميعاً بأن تلك المجموعات وخلفها راعيتها الفاشية التركية لن تردع من أول مرة , بل ستحاول بكل جهدها في محاولة إمرار تلك المخططات مرة ثانية وثالثة , ولنعلم جميعاً بأن الضامن الوحيد لإفشال تلك المخططات في كل مرة , هو وحدتنا ودعم وحداتنا المشروعة الـ YPG بشرياً ومعنوياً ومادياً ولوجستياً , وليكن شعارنا الثوري هو : لتحيا الـ YPG , فاستمرارها يعني استمرارنا , يعني وجودنا , يعني بأن الكورد باقون باقون .تحيا الـ YPG , تعيش الـ YPG , النصر للـ الـ YPG .جريدة روناهي – العدد ( 58 )
|
1467.
مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا
|
|
|