أنقرة تحاور أوجلان فهل تنجح في الوصول إلى اتفاق معه
الإربعاء 09 كانون الثّاني / يناير 2013, 02:31
كورداونلاين
المفاوضات المباشرة بين المخابرات التركية وزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان يجب أن تمهد الطريق أمام حل المشكلة الكردية، ونجاح تلك المفاوضات أمر ضروري بالنسبة لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان.
بعد مرور ما يقرب من 14 سنة منذ اعتقاله وسجنه في فبراير/ شباط 1999،عاد عبد الله أوجلان إلى دائرة الضوء السياسية. أوجلان، مؤسس ورئيس حزب العمال الكردستاني (PKK)، يلعب ذلك الدور الذي كان يطالب به دائما، وهو دور الشخصية المحورية في البحث عن تسوية سلمية للأزمة الكردية المستمرة منذ عام 1984. وقد بدأ مسؤولون رفيعو المستوى من المخابرات التركية MITفي إجراء محادثات جديدة مع أوجلان أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي في سجنه بجزيرة إمرالي القريبة من استانبول من أجل نبذ العنف من جانب حزب العمال الكردستاني
ويسعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحكومته إلى العمل مع أوجلان من أجل وضع خطة من شأنها أن تسمح للمتمردين الأكراد بالقاء أسلحتهم. ووفقا لتقارير صحفية، فلن تخضع قيادات حزب العمال الكردستاني الموجودة في جبال قنديل في شمال العراق لمحاكمات وإنما سيحصلون على فرصة للذهاب إلى المنفى . أما المقاتلون البسطاء التابعون للحزب فسيعاد دمجهم في المجتمع.
فرصة البدء في مفاوضات مواتية، إذ يخيم الهدوء على جبهة القتال بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، بسبب طقس الشتاء. واحتمال تعطيل المفاوضات بسبب اقتتال جديد هو احتمال ضئيل مقارنة بالفصول الأخرى للسنة. وعلاوة على ذلك فقد أظهر أوجلان للدولة التركية وحزب العمال الكردستاني على حد سواء، أن نفوذه لا يزال قوياً، وظهر ذلك حين دعا مؤخراً وبنجاح سجناء أكراد لانهاء الإضراب عن الطعام.
التوقيت مناسب أيضا لسبب آخر: في العام المقبل والعام الذي يليه سيكون هناك في تركيا ماراثون انتخابي، حيث ستجرى الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية. ويقول أستاذ العلوم السياسية في استانبول شاهين ألباي: "أردوغان يريد أن ينجز الخطة الآن، لأن أمامه ثلاثة انتخابات." وبسبب ضجرالشعب من حرب، مستمرة منذ ثلاثة عقود تقريبا، فقد فيها عشرات الآلاف حياتهم، سيكون توصل الحكومة إلى حل سلمي ثقلا يمكن أن تحقق من خلاله نجاحا كبيرا.
هل ستنجح مفاوضات الحكومة التركية مع أوجلان وتطوي صفحة مأساة مستمرة منذ عقود راح ضحيتها آلاف القتلى؟
أنقرة تريد تأكيد مصداقيتها
ويقول بشير أتالاي نائب رئيس مجلس الوزراء التركي ومنسق الملف الكردي في المجلس: إن الهدف من هذه الجهود هو أن ينبذ حزب العمال الكردستاني العنف نهائيا. ولإضفاء مزيد من المصداقية على عملية التفاوض، وافقت السلطات الأسبوع الماضي ولأول مرة على قيام ساسيين أكراد بزيارة لعبدالله أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي. كما أعلن رئيس وزراء تركيا إردوغان أن المفاوضات بين المخابرات التركية وزعيم حزب العمال الكردستاني ينبغي أن تستمر، ولم يستبعد إجراء مباحثات مع ممثلي قيادة حزب العمال الكردستاني الآخرين
سبق وأن جرت مباحثات بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني في السنوات القليلة الماضية، لكنها توقفت في عام 2011، بعد قيام متمردين أكراد بقتل 13 جنديا تركيا في هجوم في جنوب شرق الأناضول. في ذلك الوقت قالت الحكومة التركية: إن حزب العمال الكردستاني قام بتخريب عملية التفاوض.
مراد قره يلان قائد الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني يطالب تركيا بإثبات صدق نواياها السلمية
ما هو رد فعل حزب العمال الكردستاني؟
حزب العمال الكردستاني رد بحذر على المبادرة الجديدة لأنقرة، إذ طلب مراد قره يلان الذي يرأس الجناح العسكري للحزي منذ اعتقال أوجلان، بأن تقوم الحكومة التركية بتنفيذ إجراءات أخرى مسبقاً، من أجل إثبات صدق نواياها السلمية. ومن بينها تحسين أوضاع أوجلان في سجنه والاعتراف الرسمي بالهوية الكردية في الدستور التركي.
ويعتقد بعض المراقبين في تركيا أن من الممكن أن يقوم مقاتلو قره يلان بتعطيل عملية التفاوض الجديدة؛ بسبب شعروهم أنهم مستبعدون من الحوار بين الحكومة التركية وأوجلان. وقد فشلت حتى الآن جميع جهود الوساطة منذ اندلاع القتال في عام 1984. وقد بدأت المفاوضات الجديدة في ظل دلائل على ظروف مواتية، لكن هذا ليس ضمانا لتحقيق النجاح
DW.