الإثنين 10 شباط / فبراير 2025, 01:07
م.عبدالله كدو : الأستاذ سارة شروطكم أمام الحل الكردي تقويض للديمقراطية




م.عبدالله كدو : الأستاذ سارة شروطكم أمام الحل الكردي تقويض للديمقراطية
الجمعة 28 كانون الأوّل / ديسمبر 2012, 01:07
كورداونلاين
بالنسبة للشرط الثاني من اشتراطات الأستاذ سارة أمام المطلب الكردي وهو الكتل الحزبية الكبرى أسوة بتلك في كردستان العراق فالأمر كذلك يعود إلى " سايكس بيكو " التي رسمت البقعة الكردستانية الملحقة بسوريا أصغر من تلك الملحقة بالعراق فهي لا تساوي أكثر من ثلث مساحة كردستان العراق


 

الأستاذ سارة شروطكم أمام الحل الكردي تقويض للديمقراطية        بقلم : م.عبدالله كدو

منذ تأسيس حزبهم الأول رفع الكرد شعار " تعزيز أواصر الأخوة الكردية العربية والحقوق القومية في إطار وحدة البلاد " ولكن معظم المثقفين و القوى السياسية العربية المنادية بالديمقراطية - دعك عمن يعتبر القضية الكردية أحد الضغوط الخارجية الممارسة على البلاد – نظرت بعين الشك إلى المسعى الكردي .

هنا يندرج صوت الأستاذ فايز سارة كأحد المثقفين السوريين العرب الديمقراطيين ، يعترض  على المطلب الكردي المتمثل بإقامة الدولة الاتحادية (الفدرالية )في سورية تنهي عهود تحكم المركز في الأقاليم والمناطق التي تنطوي على أطياف دينية وقومية ومذهبية وثقافية و ... ، مبررا اعتراضه بعدم تأطير الكرد السوريين في كتل حزبية كبيرة كما عليه الحال في الحزب الديمقراطي أو الاتحاد الوطني أو الاتحاد الإسلامي الكردستاني في العراق وأن التراث القومي الذي تقوم عليه المدن الكردية الكبيرة ذات الأغلبية الكردية العظمى مثل أربيل والسليمانية ودهوك غير متوفر لدى الكرد السوريين و أن التجمعات التي تأوي الكرد  حديثة العهد ولا يشكل الكرد فيها الأغلبية ، الأمر الذي يفيد اتهام الكرد السوريين باستنساخ التجربة الكردية العراقية واتهام كرد العراق بالتدخل في الشأن السوري .

هنا لابد من مصارحة الأستاذ سارة بأن الذاكرة الكردية السورية مترعة بالمسوغات والذرائع والنصائح والآراء العربية التي طالما طالبت الكرد بالعدول عن المطالبة بالحقوق القومية السياسية والاكتفاء بالمواطنة في ظل الأخوة الكردية العربية و لا بد من القول بأنهم يقصدون أخوة غير ندية فيكون الكرد هم الأخ الأصغر وتطبق عليهم " ديمقراطية الأخ الأكبر" و ما أدراك ما الأخ الأصغر في الأسرة الشرقية ، فأقل ما يطلب منه أن يتقبل خدمة أخيه الأكبر .

منذ ميلاد الحزب الكردي الأول في عام 1957 والديمقراطيون والإسلاميون والاشتراكيون العرب يطالبون الكرد بالعدول عن المطالبة بخصوصيتهم اللغوية والثقافية والسياسية القومية  واحترام ارتباطهم العضوي بالأمة الكردية مثلما يحلل العرب السوريون لأنفسهم الاهتمام بالعمق العربي لحد المطالبة بالوحدة العربية واعتبار القطر السوري خيارا عابرا ريثما تتحقق الدولة العربية الواحدة ونحن لا نعترض على ذلك إن لم ندعمه ، شرط الخضوع للقيم الديمقراطية ، ولكن الواقع المر يقول بأن الكرد السوريين عوملوا من قبل السوريين العرب سياسيين أم عامة – عمليا – كجالية مهاجرة ليس إلا، وبالتالي لا تحق لهم الحقوق السياسية كقومية متمايزة بذاتها ولذاتها بل هي مطالبة بأن تنطلق على أنها قومية متممة للقومية العربية في سوريا وبالتالي لها أن تنهض عندما تتطلب المصلحة العربية  أو الطبقة العاملة أو الأمة الإسلامية هنا ، ذلك حسب مرجعية الطرف المتكلم ، الأمر الذي لم وأظن لن يحدث وبالتالي يجب أن تبقى الحقوق الكردية رهن مصالح الأطراف المعنية  كدين مؤجل وفي أفضل الأحوال يسدد بأقساط مريحة و ليس دفعة واحدة .

                        إقرار التاريخ الحلقة المفقودة

 إن الخلل في العلاقة العربية الكردية يعود إلى كيفية قراءة تاريخ سوريا الحديث وتفهم الظروف الموضوعية التي مرت بها عملية تشكل الكيان السوري الجديد المنبثق عن اتفاقية سايكس بيكو التي نصت على إلحاق الجزء الكردستاني بالجزء المقتطع من بلاد الشام لتشكيل الدولة السورية ومن شأن القراءة الموضوعية البعيدة عن النزعات والعواطف القومية أو غيرها ،الإجابة عن أسئلة السيد سارة ، فتراث المدن الكردية في كردستان العراق الذي يطالبنا به  في المنطقة الكردية السورية كشرط للمطالبة بالفدرالية غير متوفر هنا لأن الاتفاقية المذكورة أبقت مراكز مدن المنطقة  الكردية السورية  مثل جزيرة بوطان ونصيبين ورأس العين وأورفة  و.... شمال خط سايكس بيكو مما اضطر المستعمر الفرنسي لإقامة مدن جديدة في كردستان سوريا مثل ديرك وقامشلي وسري كانية وكوباني  وغيرها لذا أرجو من الأساتذ فايز سارة وعلي البيانوني ورياض الترك وغيرهم من الرموز العربية السورية أن يأخذوا هذه الحلقة بعين الاعتبار وأن يتجشموا عناء البحث والقراءة في كل حلقات التاريخ السوري ومنه الكردي دون إغفال أية منها إلا إذا كان ذلك جزء من الثالوث المحرم لغاية في نفس يعقوب .

أما بالنسبة للشرط الثاني من اشتراطات الأستاذ سارة أمام المطلب الكردي وهو الكتل الحزبية الكبرى أسوة بتلك في كردستان العراق فالأمر كذلك يعود إلى " سايكس بيكو " التي رسمت البقعة الكردستانية  الملحقة بسوريا أصغر من تلك الملحقة بالعراق فهي لا تساوي أكثر من ثلث مساحة كردستان العراق حسب المراجع الدولية إضافة إلى أنها مناطق سهلية  بخلاف تلك في كردستان العراق ، غير محصنة أمام ملاحقات  الدولة الأمنية التي حاربت القضية الكردية في سياق محاربتها قضية الديمقراطية إضافة إلى المشاريع الاستثنائية العنصرية كالحزام  العربي والإحصاء التي أدت إلى تغيير ديمغرافية المنطقة الكردية السورية لجهة تهجير السكان الكرد و توطين المستوطنين العرب الوافدين من حلب والرقة في المنطقة الكردية على طول الحدود التركية من شرق تل أبيض حتى الحدود العراقية .

                              الديمقراطيون العرب يبنون على أسس عنصرية

التوزع السكاني الحالي في المناطق الكردية أصبح القشة الأخيرة التي يتمسك بها الديمقراطيون العرب الذين لا يجيدون الوفاء لثقافتهم الديمقراطية النظرية تجاه القضية الكردية حيث يتعاملون معها انطلاقا من نزعة قوموية لا تعرف الديمقراطية من صنف تلك النزعة التي أظهرتها الاشتراكيون الشوفينيون في أوربا الشرقية إزاء القوى الداعية لإسقاط الأنظمة القومية الاستبدادية و استبدالها بأخرى اشتراكية إبان الحرب العالمية الثانية حيث وقفوا إلى جانب أنظمتهم القديمة ، فالأنظمة السورية المتعاقبة عملت على إفراغ المنطقة الكردية بقوانين استثنائية ولم نر مواقف مبدئية للديمقراطيين العرب انطلاقا من الانتماء الوطني الذي طالما يطالبون الكرد بتمثله بدلا من القومي لا بل راحوا يجيرون تلك الممارسات العنصرية لصالح رؤاهم المجحفة بحق الكرد والتي تقول بأن لا منطقة كردية أو ذات أغلبية كردية وبالتالي استثمار سايكس بيكو و البعث والاستبداد بممارساته الاستعمارية تجاه الكرد لصالح رؤيتهم القائلة بأن سورية عربية ولا تضم جزء كردستانيا وبالتاي لا يجوز الحديث عن حق تقرير المصير أو الفدرلية وهكذا عندما يتعرض الكرد لحملات التعريب والتهجير والقتل من قبل النظام لم نر أصوات عربية متضامنة أو مستنكرة على قاعدة الوطنية السورية و عندما يطالب الكرد بالحقوق القومية نسمع منهم التبجح بالوطنية للعدول عنها  أي هناك شبه تماه مع النظام في الموقف من القضية الكردية  ، النظام الذي يعارضوه – الديمقراطيون العرب - في كل شيء إلا في القضية الكردية و الأستاذ سارة عينة من هؤلاء الديمقراطيين .                     

 

428.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات