الذكرى الأولى لانطلاقة الإتحاد الليبرالي الكوردستاني – سوريا
الجمعة 28 كانون الأوّل / ديسمبر 2012, 17:35
كورداونلاين
أن تكون للكورد قوة عسكرية رادعة، ومهابة الجانب، على أن يكون ولاؤها المطلق للشعب فقط دون سواه.
-العمل على إنشاء صندوق مالي لتمويل ماينبغي تمويله.
لانطلاقة الإتحاد الليبرالي الكوردستاني – سوريا
قبل سنة من الآن وبالتحديد في التاسع والعشرين من شهر كانون الأول من العام المنصرم أعلن الإتحاد الليبرالي الكوردستاني -سوريا عن إنطلاقته كإطار جديد لفكر جديد من خلال بيانه التأسيسي الذي جاء فيه:
والآن وبعد أن أخذت المداولات مداها وبعمق بين شريحة واسعة من الشباب الكوردي الثائر على الأرض، ويأتي في مقدمتهم كم كبير من الرعيل الأول، محركي الشارع الثائر ومجاميع واسعة من أطياف المجتمع الكوردي ولاسيما الكفاءات التي يحتويها داخله، والكتل الكوردية الليبرالية خارج الوطن من جهة ثانية، حيث ارتأينا من الأهمية بمكان أن نعلن معاً عن إطارنا الجديد تحت أسم الإتحاد الليبرالي الكوردستاني – سوريا، هذا الإطار يرتكز أساساً على مشروع كوردي ذو رؤية شاملة لسوريا الغد، ويقدم نفسه كقاعدة بنيوية لكل الطاقات الليبرالية في كوردستان سوريا، وأرضية صالحة للتحاور مع كافة الطاقات السورية المؤمنة بالفكر الليبرالي، ويمد يده بإخلاص تام إلى جميع السوريين دون استثناء، على قاعدة المساواة والاعتراف المتبادل بجميع مكونات سوريا، وبأن سوريا الغد هي دولة مدنية علمانية دستورية اتحادية لامركزية سياسية(فيدرالية الأقاليم) وفي مقدمتها يأتي إقليم كوردستان - سوريا.
إن تأطير القوى الليبرالية الكوردية في سوريا في إطار معين، ضرورة تقتضيها الظروف الموضوعية والذاتية لكوردستان سوريا أولاً ولسوريا الغد على وجه العموم ثانياً، لأن شعبنا
السوري لا يستطيع العيش بمعزل عن بعضه البعض وعن التأثيرات العالمية من حوله.
والليبرالية هي الأسلوب الأصلح والمتحضر لصون حقوق المواطن والمجتمع، وهي أقصى ما يطمح إليه الإنسان لممارسة حرياته الشخصية ونيل حقوقه والاعتزاز بخصوصياته.
لقد جاءت انطلاقة الإتحاد استجاية موضوعية لمقتضيات المرحلة ومايليها، بعد أن أخدت مداها الكافي في تقليب وجهات النظر حول الحل الأنجع للمعضلات التي قد تفرزها عملية سقوط النظام، وما سينجم عنها من تبعات وفراغ متعدد الجوانب، كنتيجة طبيعية لاختلافات الرؤى حول كيفية تسيير دفة الأمور في البلاد، بسبب التركيبة المجتمعية السورية الفسيفسائية المتنوعة. وذلك من قبيل سبق الأحداث وإيجاد الحلول للمشاكل المتوقعة قبل وقوعها.
أكدت الأيام بالتجربة العملية صحة هذا التحليل الدقيق، والرؤية المتبصرة للمستقبل في حينه، وماترتب عليهما من بناء.
إن إدارة شؤون البلاد بعقلية مبتذلة وفكر شمولي منغلق، ستكون وبالاً على سوريا وأهلها، وماتشهده الساحة السياسية في دول الربيع العربي من تجاذبات متباينة بين مكوناتها والمحاولة المستميتة من قبل تيار معين في فرض أجندته بكافة السبل المشروعة وغير المشروعة، لأمر يبعث على القلق المبرر والتخوف على مستقبل الحريات الفردية، وحقوق الإنسان في تلك البلدان، الأمر الذي سيفضي لامحالة إلى ديكتاتورية الأكثرية باسم الديمقراطية، مما قد يهيئ الأجواء لثورة شعبية سلمية ثانية لإعادة الأمور إلى نصابها، ولتهيئة الأجواء للعمل بالديمقراطية التوافقية، تلك التي تحمي حقوق الجميع كائناً من كان بغض النظر عن الكم والكيف، وهذا هو السبيل الوحيد إلى حماية حقوق الناس جميعهم، وعدم تقديم الأقلية قرابين وأضاحي على صخرة الديكتاتورية الديمقراطية للأكثرية المهيمنة.
وقالوا قديما ً "إن الحاذق من يتعظ بغيره، وليس ذاك الذي يتعظ بنفسه" من هنا فإننا نناشد جميع أبناء شعبنا السوري بكل قومياته ومكوناته وتياراته السياسية وغير السياسية المختلفة، في زمن أضحت الثورة السورية الشعبية العارمة بفضل سواعد أبنائها الأبطال قاب قوسين أو أدنى من النصر المؤكد، ومصير الديكتاتور أوشك على الزوال، ونهايته غدت مؤكدة، بأن الحكمة تقتضي منا جميعاً أن نهيء الأجواء لغد أفضل لبنات وأبناء شعبنا السوري جميعاً دون استثناء، ونسد المنافذ والفجوات التي قد تتسرب من خلالها مظاهر الإستبداد والحيف والإقصاء ثانية إلى ساحتنا الوطنية، وإلا سنضطر معها مجدداً للبحث عن طوق للنجاة، وهو أمر لايرتضيه لنفسه من كان يتحلى بقسط وافر من الحكمة والعقلانية وحب الوطن، واحترام حقوق الإنسان، ونحن نراقب مايجري في مصر وليبيا وتونس واليمن عن كثب.
من هنا نؤكد مجدداً لأبناء شعبنا الكوردي أولاً، ولمختلف أبناء شعبنا السوري ثانياً أن الحل الذي سيرضي جميع السوريين من وجهة نظرنا يكمن في الفكر الليبرالي الذي يقبل الناس على ما هم عليه شريطة الإلتزام بحدود المشتركات، وعدم التعرض لخصوصيات الآخرين أو المس بها وبحقوقهم ماداموا يتحركون ضمن الحدود المرسومة لهم بالنص القانوني والدستوري.
هذا في الإطار السوري العام، أما في إطار كوردستان سوريا فإن الإتحاد الليبرالي الكوردستاني كان ولايزال مع جمع الشمل والكلمة على أسس ثابتة وقوية، والإلتفاف حول خطاب جامع يُجسِّد طموحات شعبنا في نيل حقوقه كاملةً، واستعادة كرامته المنتهكة، بعيداً عن سياسة المحاور والأساليب الملتوية للإحتواء، ونعتبر الحراك السياسي الكوردي بكل أسفٍ لايزال قاصراً لايقوى على النهوض بالمسؤولية التاريخية المنوطة به، والتي تقتضي منا جميعاً الإبتعاد كلياً عن الأنا الشخصية والحزبية القاتلة، والعمل على تكوين الشخصية الجمعية الحقيقية للكورد، التي سترتقي بالجميع أفراداً و جماعات و أطر تنظيمية و ثقافية أو غيرها إلى مستوى مواكبة روح العصر، ليغدو الجسد الكوردي معافىً وعصياً على الإختراق من قبل المناهضين لتطلعاته المشروعة.
ولتكوين وحماية هذه الشخصية الإعتبارية الكوردية المستقلة المأمولة، فلابد من:
- تفعيل دور الهيئة العليا المشتركة، بعد إعادة النظر في تركيبتها البنيوية، لتقوم على أسس سليمة قوية ومتينة من خلال فتح المجال أمام كافة الفعاليات السياسية والثقافية والعلمية الكوردية - المنظمة منها والمستقلة - بالمساهمة الفعالة فيها ( ونؤكد هنا على المستقلين إنهم ليسوا بأولئك من يتم تزكيتهم -كما جرت عليها العادة - من قبل الأحزاب ممن يومئون برؤوسهم بنعم دون مناقشة، فهؤلاء أتباع لامستقلون، ولن تكون هناك حقيقة إلا بالمصارحة والمكاشفة ومناطحة الدليل بالدليل، والحجة بالحجة ، إن المستقلين الوطنيين الحقيقيين هم الذين يجرؤون على قولة الحق بتوجيه الإنتقادات البناءة بلا تجريح ولا تشهير لسياسات الأحزاب المتبعة بغية تقويم اعوجاجها، وتصحيح مساراتها، وهؤلاء مهمشون ولايعتد بآرائهم حتى الساعة ) ليكون التمثيل حقيقياً لاصورياً كما هو عليه الحال، هذا إن نشدنا فعلاً للسياسة الكوردية في كوردستان سوريا النجاح، وأردنا لها أن تتبوأ مكانتها الطبيعية على الساحة السياسية السورية العامة، وأن تفرض احترامها على القريب والبعيد.
-أن تكون للكورد قوة عسكرية رادعة، ومهابة الجانب، على أن يكون ولاؤها المطلق للشعب فقط دون سواه.
-العمل على إنشاء صندوق مالي لتمويل ماينبغي تمويله.
كلنا أمل أن تتضافر قوانا من أجل تذليل العقبات أمام تحقيق طوحات شعبنا، وماننشده جميعاً له من خير، ومانصبوا إليه من تقدم وازدهار .
الإتحاد الليبرالي الكوردستاني – سوريا ( الهيئة السياسية) 29.12.2012