الحسكة- تعيش مدينة الحسكة مؤخرا ارتباكا ملحوظة وخصوصا بعد الخسائر التي تعرضت لها المجموعات المسلحة في سريه كانيه أمام مقاومة وحدات حماية الشعب التي رسخت مقاومة بطولية لم تشهدها الساحة الكردية في غرب كردستان سابقا.

والسبب الرئيسي الذي أدى إلى تأثر الحسكة وجود كتائب مسلحة في المدينة والتي سميت نفسها بأحرار غويران، وبعد تكبد المجموعات المسلحة خسائر فادحة في سريه كانيه وصلت جنازات أعضاء تلك المجموعات إلى المدينة وتفاقمت حالة الاحتقان في المدينة أثناء تشييع القتلى الذين تم نقلهم ودفنهم داخل المدينة.

وقام مؤخرا عدد من الشبان الذين يسكنون في حي غويران أثناء تشييع القتلى التي وصلت جثثهم إلى مدينة الحسكة بإلقاء شعارات ضد الشعب الكردي وطالبت أبناء القومية العربية بالانتفاض ضد الكرد، كما قام عدد آخر منهم بكتابة كتابات على الجدران ضد أبناء ورموز الشعب الكردي, ومن جهة أخرى قامت تلك المجموعة بخطف الشاب الكردي ا.ع وإجباره على الإدلاء باعترافات غير صحيحة وتسجيلها. كما أصبحت هذه المجموعة تتهجم على الطلبة الكرد بغية إثارة الفتنة والبلبلة بين أبناء الشعبين الكردي والعربي, وذلك لخدمة بعض الأجندة الخارجية. 

تدخل القائمين على أعمال مجلس أخوة الشعوب وقاموا بحل المشاكل ومنع تلك المجموعة من التعرض للطلبة الكرد في المدارس المتواجدة في أحيائهم, كما زار وفد من مجلس إخوة الشعوب في الحسكة بزيارة عوائل تلك المجموعة وحذرتها من أي تحريض وأبلغتهم ان العلاقة الكردية العربية تعود لسنين وإنها لن تسمح لمثل هكذا مجموعة بفرض أجندات ومصالح بعض الجماعات الإسلامية التي ليس لها أية علاقة بالمجتمع المتعايش في المدينة.

من يحكم الحسكة؟

في ظل الظروف التي شهدتها سوريا تزايدت المجموعات المسلحة المتواجدة في الحسكة, كما ازدادت حالات السرقة والنهب والخطف وأحيانا القتل دون أي تدخل من قبل الجهات الأمنية ولا بأي شكل من الإشكال, الشيء الذي جعل المواطنين يقومون بحماية أنفسهم من تلك المجموعات المسلحة، وتكوين منظومة جديدة داخل المدينة فمثلا الأحياء الكردية تم تنظيم مجالس شعبية تابعة لحركة المجتمع الديمقراطي وكل حي تم تأسيس مجلسه الشعبي ليقوم بتسيير أمور المواطنين كما تم افتتاح دارا للشعب الذي يقوم باستقبال شكاوي المواطنين وتوزيعها على المجالس حسب توفر سبل الحل.

في الأحياء العربية قامت لجان العشائر والأحياء بإدارة تلك الأحياء ووضع حواجز والسهر على حماية مناطقهم. أما بالنسبة لتواجد الأمن السوري فقد حوصر تواجدهم داخل دوائرهم والمراكز الحكومية التي تعود لهم والتي تم إغلاق جميع الطرق المؤدية إليها بسور منيع يصعب الوصول إليها, كما تمركزت مجموعات مسلحة تابعة لرجال الأمن أمام تماثيل الرئيس السوري السابق حافظ الأسد المنتشرة في المدينة.

حيث يمكن القول ان المواطنين يقومون بحكم مناطقهم دون اي تواجد للسلطة، اما بالنسبة لتواجد الجيش الحر فهناك خلاية تنتشر في الأحياء العربية لا يوجد لها اي تواجد في النهار, تقوم بهجمات عسكرية ضد الحواجزو الدوائر الحكومية, مما يؤدي الى نشوب اشتباكات بين الطرفين احيانا تودي بحياة عدد من القتلى بين الطرفين.

من يعيش في الحسكة؟

يسكن في مدينة الحسكة خليط سكاني متنوع, حيث يمكننا القول ان مدينة الحسكة تمثل نموذجا مصغرا لسورية الكبرى من حيث التوزع الديمغرافي. لكن الغالبية هم من العرب والكرد بالإضافة لعدد من الأقليات كالارمن والاشورين والتركمان والشيشان، بالنسبة للكرد يتوزعون في حي الصالحية والمفتي وتل حجر والعرب يعيشون في إحياء غويران والنشوة والعزيزية ومشيرفة أما المسحيين اغلبهم يسكن أحياء مركز المدينة والمساكن. كما هناك أحياء ممتزجة بخليط سكاني وهي أحياء الناصرة والكلاسة الكل يتعايش حياة مشتركة. 

ما عاشته المدينة في الأيام الأخيرة

شهدت المدينة الكثير من الاشتباكات بين رجال الآمن وعناصر من الجيش الحر, ويعيش السكان في المدينة حالة خوف بسبب سماع أصوات أطلاق النار بشكل يومي، كما تشهد المدينة نقصا للمواد الغذائية بما فيها الخبز وذلك بسبب التوافد الكبير لأبناء المدن المنكوبة إلى المدينة، كما ان هناك حواجز للمسلحين العرب في مداخل أحياء غويران تخرج في الليل, وتوجد حواجز تعود للاسايش الكردية في مدخل حي المفتي ودوار الطلائع تقوم بحماية الحي بالاضافة للجان الحماية الشعبية التي تحمي احيائها من العصابات المسلحة. 



ANF