حزني كدو:الى أين تتجه الثورة السورية
الخميس 20 كانون الأوّل / ديسمبر 2012, 14:41
كورداونلاين

أما الكورد ، فقد اشتبكوا مع النظام ومع الجماعات المتطرفة التي تنسب إلى الجيش الحر وهي تحاول أن تفرض سيطرتها على منطقتها، ولا تريد أن تبقى هذه الجماعات تعيث فساداً وفتنا بين مكونات المنطقة التى كانت تعيش في أمن وأمان ووئام
إلى أين تتجه الثورة السورية...
الثورة السورية السلمية التي انتظرها الشعب السوري بكل طوائفه وأقلياته وأثنياته ، والتي ضربت بها المثل في جميع أنحاء العالم، والتي كتب وغنى ولحن لها أفضل الشعراء والملحنيين والمطربين من الكورد والعرب والغرب ، والتي خطط لها النظام وأجهزته القمعية لعسكرتها والصاق صفة الإرهاب بها، حتى تبرر ما تقوم به من فتك وقتل وتدمير ووحشية، مستخدما جميع صنوف العتاد العسكري دون أن تحقق أي نصر ، بل كفة النصر بدأت تميل لصالح المعارضة والتي اختلط فيها الحابل بالنابل ، و تفيد التقارير الصادرة من بروكسل بأن الثورة اتخذت منحا بعيدا كل البعد عن طموحات وآمال وأهداف الشعب السوري المرجوة من هذه الثورة والتي قامت من أجلها.
و تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الثورة السورية تتجه بشكل متزايد نحو الحرب الأهلية ، وتتجه بشكل كبير ومؤثر ومتزايد إلى حرب طائفية طاحنة يغذيها النظام كما الغالبية السنية التي أنشقت بشكل رئيس عن النظام السوري، وقال: "سيرجيوا بانيريو" والذي يترأس لجنة مستقلة للتحقيق في الانتهاكات والتجاوزات أن الجزء الأكبر من الضحايا منذ عامين هم من المدنيين وأن المعارضة والنظام هما المسؤولين عن القتل والتعذيب والاعدامات غير القانونية.
تشير التقارير المكلفة من مجلس الأمن للأمم المتحدة لحقوق الانسان بان المقاتلين الاجانب الذين يتوافدون على سوريا مرتيطين بمجموعات سنية متطرفة من الداخل السوري وهم يعملون بشكل مستقل وبتنسيق مع الجيش السوري الحرالجهة الرئيسية المدعومة من الجانب الغربي.
ويعبر رئيس لجنة حقوق الإنسان للأمم المتحدة عن قلقهم واستياءهم عن تصرفات المقاتلين الأجانب الذين لا يقاتلون من أجل الديمقراطية والحرية والعدل بل يتباهون بخرقهم للقوانين الانسانية والحقوقية والدولية ولا يوجد ما يردعهم.
ويضيف سيرجيوا أن زيارته الخاصة مع فريقه إلى دمشق ، والتي منعت من العمل بشكل مباشر استطاعت أن تجمع تقارير ما بين شهري ديسمبر ويناير عن آراء كثير من الذين فروا من الصراع إلى الدول المجاورة، وأضاف سيرجيو بأن الجيش الحر والجماعات المتطرفة كانت تدخل تجمعات السكان المدنين وهذا ما أدى إلى تزايد أعداد القتلى بين صفوف المدنيين بسبب قصق النظام لهذه التجمعات جوا وبرا.
إن الانقسام الطائفي الحاد بين النظام حيث الأغلبية العلوية المسيطرة والسنة أدى إلى تورط مجاميع من الاقليات إلى الإنضمام ومن السنة من داخل المؤسسة العسكرية إلى الصراع , ويضيف سرجيو بينما بلغ الصراع بين القوات المسلحة والجيش الحر والمجموعات المسلحة سنتها الثانية ، فقد لوحظ انضمام الاقليات كالدروز والارمن والمسحيين وغيرهم بانحياز كبير إلى جانب النظام وذلك بسبب نهج الجماعات الإسلامية المتطرفة على وترويعها لكثير من المكونات التي لم تحزم أمرها ، وأن هذه الجماعات المتطرفة ومن بينها الجماعة الأكبر جبهة النصرة قد هاجمت مراكز واماكن العبادة والتجمع لهذه الأقليات وهذا أدى إلى تهجيرعدد كبير من مسيحي حمص والبالغ عددهم أكثر من ثمانين ألف مسيحي وهربها إلى لبنان والاردن ودمشق.
أما الكورد ، القومية الثانية في البلاد والذين عانوا المرارة والحرمان والتعريب والمعتقلات وحميع أنواع العقوبات والقوانين الاستثنائية بحقهم من قبل النظام، والذين يعيشون بشكل مستديم في شمال شرق سوريا فقد اشتبكوا مع النظام ومع الجماعات المتطرفة التي تنسب إلى الجيش الحر وهي تحاول أن تفرض سيطرتها على منطقتها، ولا تريد أن تبقى هذه الجماعات تعيث فساداً وفتنا بين مكونات المنطقة التى كانت تعيش في أمن وأمان ووئام .
21-12 2012