 |
الثلاثاء 18 شباط / فبراير 2025, 14:02
|
|
د. جوان محمد:الجزيرة السورية تستغيث فهل من مجيب
الإثنين 17 كانون الأوّل / ديسمبر 2012, 14:02 كورداونلاين

السبب في الوضع الكارثي الذي يعيشه الناس في مناطق سكن الاكراد في سوريا يعود الى تعرض ها لحصار خانق من قبل مجموعات مسلحة تحسب نفسها على الجيش الحر والتي تقطع الطرق و تمنع وصول امدادات الوقود و البضائع الاخرى اليها
الجزيرة السورية أرض الخضرة و " الميه " و البترول تعيش في اوضاع انسانية كارثية, فالحياة بكل جوانبها متوقفة ,و ذلك بسبب انعدام مصادر الطاقة و الوقود .و فقدان المواد الغذائية من الاسواق بشكل تدريجي و ارتفاع اسعار الموجودة منها بشكل جنوني , وأصبح الحصول على رغيف الخبز يتطلب عملا بطوليا . لقدر تراكمت النفايات في مراكز المدن و اصبحت هذه المدن قنابل جرثومية موقوتة لا احد يعرف موعد تفجرها , لذلك لا بد ان تعلن الجزيرة منطقة منكوبة . و السبب في ذالك لا يعود الى الوضع العام في البلد أو ضعف النظام و تقدم الثورة أو فشل الدولة كما يتوهم البسطاء و السذج من الناس, لقد مضى على الثورة اكثر من عشرين شهرا و منطقة الجزيرة ترفدها بكل ما تملك من مساعدات مادية و معنوية ,وكانت مدنها و قصباتها سباقة في احتضان المظاهرات المطالبة بالحرية و اسقاط النظام , فشوارع و ازقة عاموده كانت تعج بالمتظاهرين في وقت كان يخشى ابناء المدن افي المناطق الاخرى من الخروج من منازلهم , وعندما دخلت الثورة في طريق العسكرة و بدأ النظام بقصف المدن فتحت الجزيرة احضانها لكل السوريين الهاربين من بطش النظام و تقاسمت معهم المأكل و الملبس و المبيت و تشكلت لجان اغاثة مختلفة لدعم و مساعدة اولئك المهجرين من مناطقهم . لقد تضاعف عدد السكان في منطقة الجزيرة عدة مرات , والناس كانت تتحمل وزر ذلك ما دامت المواد الغذائية و الوقود و وسائل دعم دورة الحياة متوفرة ولو في حدها الادنى.ان السبب في الوضع الكارثي الذي يعيشه الناس في مناطق سكن الاكراد في سوريا يعود الى تعرض ها لحصار خانق من قبل مجموعات مسلحة تحسب نفسها على الجيش الحر والتي تقطع الطرق و تمنع وصول امدادات الوقود و البضائع الاخرى اليها , و الدولة التركية التي اغلقت المنافذ الحدودية وتدعم تلك الجماعات المسلحة ,و حكومة اقليم كردستان العراق تشارك في ذلك الحصار من جهتها و تمنع دخول الوقود والبضائع متحججة بأسباب مختلفة و غيرة مقنعة .ان السبب الحقيقي لهذا الحصار هو موقف حركة المجتمع الديمقراطي tev-dem و طريقة تعاملهما مع المعارضة السورية المسلحة و الغير المسلحة و الدول المجاورة . لقد اصبحت الحركة على مفترق هام ,فأما ان ترتهن للمجموعات السلفية المسلحة التي غزت المنطقة من بوابة سري كانية أو لحكومة اقليم كردستان العراق التي تتحجج بوجوب توحيد صفوف الحركة الكردية في سوريا أو للدولة التركية التي تريد ان تتخلص من كل كردي يحمل في قلبه ذرة تعاطف مع حزب العمال الكردستاني , و إما ان تعيش المنطقة الكردية في ظل حصار خانق يجعل الحياة فيها جحيما لا يطاق , يهرب منها الجميع و يزداد فيها معدل الجريمة و حوادث الخطف و السلب و النهب, حتى تظهر حركة المجتمع الديمقراطي و كأنها عاجزة في تنظيم المنطقة و تجبر على تقديم تنازلات لم تقدمها في ساحات القتال في سري كانية .ان حكومة اقليم كردستان تتحمل مسؤولية كبيرة فيما يحصل للشعب الكردي في سوريا الآن , فهي التي اغلقت الطريق امام الحركة التجارية مع المنطقة الكردية في سوريا و منعت عنها كل انواع الدعم الاقتصادي و حتى اللاجئون الكرد في الاقليم يعيشون في اوضاع انسانية مزرية .لقد نسي اخواننا في كردستان العراق ان الشعب الكردي في سوريا وقف معهم في كل الظروف الصعبة التي ألمت بهم . لقد تقاسمنا معهم لقمة العيش في اعوام الثورة الكردية ايام الملا مصطفى البارزاني و ايام الانفال و ايام حلبجة و ايام الهجرة المليونية في التسعينات من القرن الماضي .ان حكومة اقليم كردستان تشارك بقصد او بدونه في مؤامرة قذرة ضد ابناء الشعب الكردي في سوريا و عليها ان تنتبه الى ذلك, و إلا فان النتائج ستكون كارثة على وطننا و شعبنا , و اذا ارادت حكومة الاقليم متمثلة في الرئيس مسعود البارزاني ان تبرأ ذمتها مما يحصل للكرد في سوريا عليها ان تمد يد العون و المساعدة اليهم , ليس بتقديم الهبات و توزيع الأموال على رؤساء الاحزاب لشراء ولائهم , بل بفتح الطريق امام التجار كي يدعموا المنطقة بما تحتاجها من مستلزمات الحياة الضرورية, و ان تضغط على أطراف المجلس الوطني الكردي بالإسراع في تشكيل اللجان اللازمة لتفعيل اتفاقية هولير . و أن تسكت تلك الاصوات التي تدعو و من داخل الاقليم الى توتير الاجواء و تصب الزيت على نار الخلافات بين اطراف الحركة الكردية في سوريا.وأما حركة المجتمع الديمقراطي فهي ايضا تتحمل جزءً من المسؤولية و لو من الجانب الأخلاقي لأنها تتصدر المشهد الكردي و تأخذا على عاتقها مسؤولية تنظيم المجتمع وادارته و تتبنى مشروع الادارة الذاتية الديمقراطية , ولذلك عليها بذل المزيد من الجهود و تقديم المزيد من التضحيات لحل كل اشكال الخلاف مع المجلس الوطني الكردي والارتقاء بعمل الهيئة الكردية العليا و قطع الطريق امام كل الذرائع التي تمنع حكومة الاقليم من تقديم يد المساعدة و العون للشعب الكردي في سوريا, بالإضافة الى التعامل مع المعارضة السورية و خاصة الائتلاف الوطني بشكل أكثر جدية لسحب البساط من تحت اقدام المجموعات المسلحة ومن يدعمها .
|
551.
مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا
|
|
|
|