كنت قد انضممت إلى تلك المجموعات لإسقاط النظام، ولكن ما كانوا يقومون به لم يكن من أجل ذلك، إنما من أجل النهب وقتل المدنيين، فتركتهم، تاركاً خلفي شباناً كرد لا يزالون يضعون أصابعهم في عيونهم
من صفوف المجموعات المسلّحة إلى صفوف وحدات حماية الشعب قصة شاب رفض قتل أخوته
فرهاد شامي
16:34 / 16 ديسمبر 2012
سريه كانيه - محمد حسو؛ صنمي؛ المسلّح السابق في صفوف المجموعات المسلّحة التي دخلت سري كانيه من تركيا، استرجع جزءً من ثقافة مجتمع مدينته، وذاكرة التعايش الأخوي لقاطنيها، فحمل السلاح الذي منحته أياه تلك المجموعات المسلحة لقتل أخوته في وحدات حماية الشعب، ظناً منها بأن العمى مرض هذا الشعب، وامتثالاً لاعتقاد زرعته الذهنية الشوفينية في نفوسهم المرضى بأن الانتصار لن يكون إلا بقتال الأخوة مع بعضهم البعض، فسلّم محمد نفسه مع سلاحه إلى كتيبة الشهيد آردال، موجهاً في نهاية المطاف بندقيته إلى صدور من عاثوا في سري كانيه خراباً، وهجّروا أهلها، ونهبوا أملاكهم، وقتلوا أبناءها.
محمد حسو يقول بعد قتال شرس دام يومين متتالين وشارك فيها مدافعاً عن أبناء مدينته "كنت قد انضممت إلى تلك المجموعات لإسقاط النظام، ولكن ما كانوا يقومون به لم يكن من أجل ذلك، إنما من أجل النهب وقتل المدنيين، فتركتهم، تاركاً خلفي شباناً كرد لا يزالون يضعون أصابعهم في عيونهم".
ويضيف "خوارزية الكرد" معلّقاً على الاشتباك الشرس الذي حدث في 12 و 13-12-2012 "بعدما منحتني وحدات حماية الشعب ثقتها، عملت بكل جهدي على أن أكون بمستوى تلك الثقة، فحاربت إلى جانبهم معلناً انضمامي إلى صفوفهم، لأنهم قوة تحمي أولادي قبل أن يحموا أنفسهم".
وناشد صنمي في نهاية لقاءنا به الشبان الكرد والعرب والمكونات الأخرى في سريه كانيه إلى الوحدة والتكاتف والانضمام إلى وحدات حماية الشعب أملاً في إعادة الاستقرار والأمن إلى المدينة، داعياً الشبان الذين يقاتلون في صفوف المجموعات المسلّحة إلى غسل أيديهم من "قذارة" أفعالهم، معاهداً على الاستفادة من الفرصة التي منحته وحدات حماية الشعب في الدفاع عن مدينته وأبناءها.
وكان محمد حسو قد كشف عن تورط بعض "المرتزقة الكرد" في محاربة وحدات حماية الشعب بسريه كانيه، وذلك في لقاء سابق عقب تسليمه لنفسه إلى كتيبة الشهيد آردال