سريه كانيه- شددّت وحدات حماية الشعب  إجراءاتها القتالية في أماكن تمركزها بمدينة سريه كانيه فيما يبدو على أنه استعداد لضرب المجموعات المسلّحة في حال استمرار استفزازاتها تجاه المدنيين، حيث كانت طلبت هدنة لوقف القتال وسحب جثث قتلاها التي بقي عدد منها مرمية في الشوارع حتى مساء أمس، دون موافقة وحدات الحماية على طلب الهدنة حتى الآن، مع السماح لها بسحب الجثث دون التعرّض لهم ولسياراتهم أثناء العملية، وذلك وفق هدنة انسانية تنتهي بعد سحب جميع الجثث.

وبموازاة ذلك عاشت مدينة سريه كانيه هدوء ساده الترقّب من إمكانية اشتعال شرارة القتال من جديد، رافق ذلك تدخّل بعض الوجهاء لبدء الحوار بين الطرفين، ولكن دون حصول ذلك حتى ساعة متأخرة من عصر اليوم، فيما نقلت وحدات الحماية شروطها من جديد إلى المجموعات المسلّحة عن طريق وفد الوجهاء، وتمحور بشكل أساسي حول إطلاق سراح الأسرى المدنيين فوراً، وكذلك الانسحاب من المدينة بشكل كامل.

إنسانياً، بقي الفرن الآلي مغلقاً لليوم الثاني بعد الاشتباكات، وكذلك سيطر الشلل بشكل كامل على المحال التجارية في المدينة، في ظلّ توافد عدد من الأسر الكردية وخاصة الشباب إلى المدينة لتفقد منازلها، بينما بقي حيّ الخرابة وكذلك حيّ زور آفا الأكثر اكتظاظاً بالسكان نظراً للظروف الأمنية المستقرة التي تعيشها تلك الأحياء الواقعة تحت سيطرة وحماية وحدات حماية الشعب.

إلى جانب ذلك، شنّت طائرات الهليكوبتر السورية عدة هجمات على قرى السفح مستهدفة مستودع البذار فيها، والتي كانت عدد من المجموعات المسلّحة تقوم بنهبها، وكذلك قرى حكيمة والهاشمية إلى جنوب شرق سري كانيه بنحو 15 كم، وكذلك قرية "كري مير" القريبة من منطقة أبو راسين حيث يتواجد فيها عدد من عناصر المجموعات المسلّحة، حيث لم يتسنى لنا معرفة عدد القتلى بسبب صعوبة الوصول إليها لقيام تلك المجموعات باستهداف المدنيين دون تمييز، فيما نقل سكان محليون عن إصابة عدد من العناصر المسلحة وجرح مدنيين إثنين.

من جانب آخر شدّد قائد في لواء الشهيد عابد بأن أي خبر منسوب إلى الوحدات دون بيان رسمي منها هو خبر ليس له أية أساس من الصحّة سواء تعلّق بحجم الإصابات بين صفوف الوحدات أو مفاوضات مع المجموعات المسلّحة، وأيّ شيء يصدر دون بيان رسمي هو تكهنات وتوقعات تنشرها بعض الجهات البعيدة عن الميدان في سريه كانيه، أو أخبار تنشرها جهات مقرّبة من تلك المجموعات بغية التمويه على انكسارها وفشلها.



ANF