الثلاثاء 18 شباط / فبراير 2025, 14:36
د.م.درويش: سوريا اليوم .خبز ودم وخردل، واجتماع مراكش




د.م.درويش: سوريا اليوم .خبز ودم وخردل، واجتماع مراكش
الإربعاء 12 كانون الأوّل / ديسمبر 2012, 14:36
كورداونلاين
الاعتراف بالائتلاف أو بالمعارضة السورية كممثل للشعب السوري لا يكفي أمام التدهور الخطير الذي حلّ على أرض سوريا شعباً ووطناً ومازالت هذه المخاطر مستمرة لتحصد ما تبقى من أطلال سوريا

بعد كل طوابير الخبز والمازوت والغاز وقوافل الشهداء والجرحى، وبعد كل القتل والمجازر ومئات الآلاف من الضحايا والمعتقلين والنازحين والمشردين والهاربين، وبعد كل جولات المعارضة السياسية والميدانية، وبعد ما يُقارب ال21 شهراً على بدء ثورة الشعب السوري العظيم، بعد كل ذلك ما زالت سياسة التجويع والقمع والقتل والتهديد والترهيب قائمة ومُتزايدة لدرجة أن الخبز لُطّخ بالدم وقريباً سيُلطّخ بالخردل وبكل أنواع الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها النظام ويُهدّد باستعمالها من وقت لآخر. رغم كل ذلك، مازال العالم ينتظر كوارث إجرامية أكبر ومصائب إنسانية خارقة حتى يبدأ بالتحرك فعلياً لإسكات هذا النظام الدكتاتوري المجرم وعلى كل المستويات.

 

اليوم سيلتئمون في مراكش ليتباكوا ويحصوا أعداد الضحايا والمصابين وليقفوا على أطلال سوريا المنكوبة سياسياً واجتماعيا واقتصادياً وإنسانيا، ولا يعرفون ماذا سيفعلون أمام الوضع السوري المُعقّد حتى في وجهات النظر المختلفة دولياً وإقليميا وحتى سورياً.

 

إن الاعتراف بالائتلاف أو بالمعارضة السورية كممثل للشعب السوري لا يكفي أمام التدهور الخطير الذي حلّ على أرض سوريا شعباً ووطناً ومازالت هذه المخاطر مستمرة لتحصد ما تبقى من أطلال سوريا، مع كل ذلك مازال الحل الحاسم مُغيّباً وتفعيل هذا الحل لم يُطرق بعد، علماً بأنّ كل المساومات والرهانات والمجاملات والتحقيقات والتداولات والاعترافات الدولية والإقليمية  وكل محاولات المعارضة السورية لم ولن تُؤد لنتائج حقيقية وفعلية على الأرض بدون تفعيل الحل الحاسم كقرار لازم وكافي لتخليص سوريا من وضعها المأساوي الغير إنساني الذي سبّبه وبالدرجة الأولى هذا النظام الدكتاتوري القائم الذي لا يفهم التعامل إلاّ بشكل وحيد مُتمثّل بالقوة والقتل وسفك الدماء وقمع وترهيب وتجويع السوريين مهما كانت انتماءاتهم وأينما كانوا في سوريا أو جوارها.

 

أتمنى من العشرة المعارضين المشاركين في مراكش كمُمثلين للائتلاف، أتمنى منهم العمل على تأكيد تفعيل المواقف التي ستُتخذ وتطبيقها فوراً بالتنسيق بين أصدقاء السوريين والسوريين أنفسهم، كما أتمنى منهم أن يتكلّموا بصوت كل السوريين بعيداً عن التكتلات والتحالفات الفرعية التي من شأنها أن تخلق تشرذمات جديدة وتولّد ثورات جديدة داخل الثورة السورية العظيمة، هذا الأمر الذي قد يؤدي تضاربات داخلية بين مختلف المكونات السورية. كما أدعوهم ليجعلوا من الثورة السورية نهجاً لتحقيق جميع مطالب السوريين في الكرامة والحرية وتقرير المصير، وليضعوا لبنة صلبة أولى لسوريا الغد ترتكز على أسس عادلة ومتوازنة تضمن حقوق جميع المكونات السورية في قالب ديمقراطي اتحادي يتناسب مع طبيعة المجتمع السوري المُتعدّد عرقياً ودينياً وفكرياً. تحيا سوريا ديمقراطية اتحادية وحرة ولكل السوريين.

 

معارض كوردي مستقل، 12/12/2012 

484.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات