ناقوس الكنيسة الكاثوليكية يقرع في عامودا بعد أكثر من عشرين سنة
الإثنين 10 كانون الأوّل / ديسمبر 2012, 14:31
كورداونلاين

ألقى كل من عدنان صالح باسم الديانة الأيزيدية وعلي بكاري باسم الهيئة الكردية العليا وإبراهيم عمو رئيس بلدية عامودا وصباح قاسم باسم أهالي عامودا ومحمد خير توفيق باسم دار الشعب كلمات, أكدوا فيهاعلى التعايش السلمي والمشترك بين كل مكونات الشعب والتي تشكل لوحة جميلة تليق بسوريا
عامودا- بعد إغلاقها لأكثر من عشرين سنة افتتحت يوم أمس الأحد الكنيسة الكاثوليكية الموجودة في مدينة عامودا. بحضور وفد عن الطائفة الكاثوليكية وممثلين عن الديانة الإسلامية والإيزيدية والهيئات والحركات الكردية وأهالي المدينة. وفي عام 1930 بنيت كنيسة طائفة السريان الكاثوليكية في مدينة عامودا، وكانت تقوم باستقبال المصلين من الديانة المسيحية من أبناء مدينة عامودا. حيث كان يمثل وجودهم ضمن المدينة عدداً لا يستهان به, فقد تجاوز عدد العائلات المسيحية الموجودة في عامودا أكثر من 165 عائلة.
في عام 1984 شهدت المدينة نزوحاً للعائلات المسيحية إلى مدينتي قامشلو والحسكة، ومع تناقص عدد العائلات المسيحية في المدينة استغل أحد البعثيين ذلك النزوح وقام بتحويل الكنيسة من بيت الله إلى سكن للعيش متجاوزاً كل القيم الدينية والأخلاقية.
وبعد استقبال أهالي المدينة للوفد القادم من مدينة قامشلو، بدأ الوفد بأداء الصلاة وممارسة الطقوس الدينية. ألقيت بعدها كلمة رئيس المجلس الملّي في قامشلو للسريان الكاثوليك قال فيها: "نشكر كل ما ساعد في إعادة الكنيسة إلى ما كانت عليه داراً للعبادة, وأن ما يصيب هذه المدينة يصيبنا أيضاً كوننا أبناء مدينة واحدة". وأكد على التعايش السلمي بين كل مكونات الشعب السوري عامةً وفي منطقة الجزيرة خاصةً.
تحدث بعدها الشيخ محمد ظاهر القادري قائلاً: "التعايش بين الأديان هو ما يميز بلدنا, وأكد على أن لهذه الكنيسة ذكريات كثيرة معه ومع قساوستها الذين كان دوماً الحاضرين في المولد النبوي الشريف تأكيداً على مشاركتهم لأفراح ومناسبات بعضهم البعض". واستشهد الشيخ القادري بآيات من القرآن الكريم تؤكد كلها على أن التعايش بين الشعوب هو جوهر الإسلام.
وقال بشير ملا نواف عضو مجلس شعب غرب كردستان: "بعد أن قمنا بتنظيف مدينتنا من بقايا النظام البعثي أردنا أن يعود الحق لنصابه وقمنا بدعوة الأخوة المسيحية في قامشلو إلى إعادة إحياء هذه الكنيسة ودق ناقوسها بعد أن كان أتباع النظام قد حولوها لسكن لهم". وأضاف "كان القصد من إعادة إحياء الكنيسة هو التأكيد على أن التعايش بس سكان المدينة هو خير وسيلة لمجتمع حرّ ديمقراطي فيه مكان للجميع لأن العوامل الاجتماعية والوجدانية خير من السياسية". واشار في حديثه "إن أتباع سياسة الدولة القومية لم تتسبب إلا في الحروب والدمار وتخليف القتلى, لذلك نصرّ على مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية التي فيها مكان لكافة شعوب المنطقة دون إي إقصاء لأحد على أساس ديني وطائفي وقومي".
وألقى كل من عدنان صالح باسم الديانة الأيزيدية وعلي بكاري باسم الهيئة الكردية العليا وإبراهيم عمو رئيس بلدية عامودا وصباح قاسم باسم أهالي عامودا ومحمد خير توفيق باسم دار الشعب كلمات, أكدوا فيهاعلى التعايش السلمي والمشترك بين كل مكونات الشعب والتي تشكل لوحة جميلة تليق بسوريا.
قرع بعدها ناقوس الكنيسة لتستأنف من جديد استقبال المصلين وسط مشاركة واسعة من أهالي عامودا والأخوة الأيزيدية وكل مكونات الشعب في المدينة.
ANF