قامشلو - بعد زيارة دامت قرابة الشهر في أوربا وعودتها إلى غرب كردستان, أجرت وكالة فرات للأنباء لقاء مع سينم محمد الرئيس المشترك لمجلس شعب غرب كردستان, وعضو الهيئة الكردية العليا, حول الهدف من زيارتها والجهات التي التقت بها في ألمانيا والنتائج التي توصلت إليها من زيارتها تلك. 

حيث بدأت سينم محمد زيارتها إلى أوربا بعد الدعوة التي وجهها مؤتمر الوطني الكردستاني KNK لهم كأعضاء الهيئة الكردية العليا بغية المشاركة في المؤتمر الذي نظمه KNK من أجل دعم ثورة الشعب الكردي في غرب كردستان والهيئة الكردية العليا التي تمثل الشعب الكردي في غرب كردستان.

بعد ذلك المؤتمر سافرت محمد إلى ألمانيا، التي تعتبر من بين الدول القوية في أوروبا وخاصة من الناحية الاقتصادية, حيث أجرت في العاصمة برلين معظم لقاءاتها مع أحزاب ومنظمات ألمانية وشرحت لهم الوضع الكردي والقضية الكردية في غرب كردستان بالإضافة إلى مشاركة الكرد في الثورة السورية الجارية, كما التقت هناك بأبناء الجالية الكردية ومناقشتها للأوضاع السياسية والاقتصادية التي يعيشها أبناء الشعب الكردي في غرب كردستان.

وأكدت محمد بان معظم لقاءاتها كانت باسم الهيئة الكردية العليا وكانت دائما تقدم الهيئة الكردية العليا للأمام, لأن الوحدة الكردية هي الأساس لهم, وكانت اجتماعاتهم على أساس المطالب الكردية في غرب كردستان. 

وأشارت محمد أنها التقت بالعديد من التنظيمات الألمانية, مثل حزب اليسار الألماني وحزب الخضر المعروف بشعبيته في ألمانيا, والحزب الديمقراطي الحر, ورئيس معهد الشرق الأوسط الألماني "معهد البحث عن المشاكل السياسية والاجتماعية في الشرق الأوسط", مؤسسة مساعدة الثورة السورية في ألمانيا "مؤسسة متخصصة لدعم الثورة السلمية والديمقراطية في سوريا", مجمع الفكر الألماني, بالإضافة إلى الكثير من التنظيمات والشخصيات الألمانية الأخرى.

وحول مضمون الاجتماعات واللقاءات التي أجرتها محمد مع تلك الجهات والنقاط التي تم نقاشها قالت: "كانت أغلب أسئلتهم لنا هو حول وضع الكرد في غرب كردستان, وفيما إذا كانوا يشاركون في الثورة السورية أم لا, وحول أسلوب مشاركتهم في الثورة, وكان جوابنا لهم هو أن الكرد يشاركون في الثورة منذ اندلاعها, وإنهم يسعون للوصول إلى أهداف الثورة بشكل سلمي وديمقراطي, كما وضحنا لهم أنهم ضد تسليح الثورة منذ البداية", وأضافت محمد بصدد مسألة تسليح الثورة قائلة: "سألونا عن وحدات حماية الشعب في غرب وفيما إذا كانت هذه الوحدات أيضا جزء من تسليح الثورة, ووضحنا لهم بأن هذه الوحدات تم تشكيلها من قبل الشعب في غرب كردستان من أجل الدفاع وحماية الشعب الكردي من أية هجمات, وليس للهجوم على الغير".

وعن ردود الفعل التي أبدتها تلك الجهات حول ما تم نقاشه وحول القضية الكردية ووضع الشعب الكردي في غرب كردستان, أشارت محمد إلى أن معظم الردود كانت إيجابية, ولفتت انتباه العديد من تلك الجهات الكثير من الوقائع التي وضحناها لهم حول الشعب الكردي وثورته وأبدوا تقرباتهم الإيجابية حولها, وخاصة بعض المواضيع التي كانوا قد فهموها من جهات أخرى بشكل سلبي.

وأشارت محمد في حديثها إلى أن بعض اللقاءات الهامة والإيجابية التي أجروها مع بعض الأحزاب الألمانية مثل حزب الخضر المعروف في ألمانيا, حيث التقوا برئيسة الحزب "كلوديا روز" ومجموعة من أعضاء الحزب, وناقشت معها العديد من المواضيع, حيث استفسرت عن مطالب الكرد في حال سقوط النظام, وبصدد ذلك قالت محمد: "وضحت لروز أن الشعب الكردي في غرب كردستان طبق نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية في غرب كردستان, وأنه الآن يقوم بإدارة معظم مدنه ذاتيا, ولفتت انتباه روز سماع ذلك وتشوقت إلى معرفة الآليات التي يعتمدون عليها في إدارة مناطقهم, والجهات التي تقوم بدعمهم للقيام بذلك, وكيف بإمكانهم تقديم الدعم المالي لتطبيق هذا النظام", وأضافت محمد "أكدت لروز إن اعتمادهم في تطبيق نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية هو على الدعم المادي والمعنوي الذي يقدمه الشعب وكل ما نقوم به هو عمل طوعي من قبل الشعب".

كما تطرقت محمد في حديثها إلى لقاءين آخرين أجرتهما مع كل من الحزب الديمقراطي الحر, ورئيس معهد الشرق الأوسط والذي كان مواقفهم إيجابية اتجاه قضية الشعب الكردي, ووعدوا بتقديم الدعم للشعب الكردي في غرب كردستان.

من جهة أخرى أشارت سينم محمد إلى ردود الفعل الإيجابية التي أبدتها العديد من الجهات بعد معرفتهم بوضع المرأة في حركتهم ومساواتها مع الرجل في جميع مجالات العمل, وتحدثت عن لقاء أجرتها معها صحفية فرنسية حول وضع الشعب الكردي والثورة في غرب كردستان, التي توقفت مطولا عند موضوع حقوق المرأة, ونيلها لحريتها في ظل حركة المجتمع الديمقراطي, وتابعت محمد حديثها بالقول: " اندهشت الصحفية الفرنسية وأرادت زيارة غرب كردستان, بعد أن شرحت لها الواقع الذي تعيشه المرأة في ظل النظام الجديد "نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية", وكيف أنها تتمتع بكافة حقوقها وتشارك الرجل في جميع المجالات, كما لفتت انتباهها نسبة مشاركة المرأة في جميع التنظيمات بنسبة 40% مقابل 40% للرجل, إضافة إلى نظام الرئاسة المشترك الذي يطبق في ظل نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية.

وعلى صعيد أخر قالت محمد إنهم ناقشوا في العديد من هذه الاجتماعات الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي يعيشه أبناء غرب كردستان. والعمل من أجل دعم شعب غرب كردستان وتقديم المساعدات الإنسانية لهم, مشيرة إلى إن جميع المساعدات التي تصل إلى سوريا لا يصل شيء منها إلى غرب كردستان وخاصة إن المناطق الكردية تأوي مئات الآلاف من النازحين من المناطق السورية الأخرى.

كما أشارات محمد إلى عقدها اجتماعا مع مجموعة من الأطباء الكرد من جميع أجزاء كردستان, ومطالبتهم بلعب دورهم كأطباء كرد لدعم أشقائهم في غرب كردستان, وذلك بتقديم الدعم الطبي من أدوية ومستلزمات وخاصة في الظل النقص الحاد للأدوية والمستلزمات الطبية في غرب كردستان, بالإضافة إلى مطالبتهم بتقديم الدعم من أجل تهيئة المستوصفات والمشافي في المدن الكردية, وتابعت محمد بالقول: "أبدا جميع الأطباء تجاوبا إيجابيا مع مبادرتنا هذه, وأعلنوا استعدادهم لإرسال الدعم إلى غرب كردستان بشرط أن تؤمن الهيئة الكردية العليا وسائل وطرق إيصال تلك المساعدات الطبية إلى غرب كردستان". مشيرةً في الوقت نفسه إلى قيام أبناء غرب كردستان في أوروبا بتنظيم حملة مساعدات لغرب كردستان هناك, وسيقومون بإرسال المساعدات والدعم لهم لاحقا.

وحول المخططات المستقبلية التي تنوي محمد القيام بها كعضو في الهيئة الكردية العليا ورئيس مشترك لمجلس شعب غرب كردستان, أشارت محمد أنها تستعد في الأيام القليلة القادمة للسفر إلى روسيا والعاصمة موسكو, بغية اللقاء بأبناء الشعب الكردي هناك وشرح واقع ثورة الشعب الكردي في غرب كردستان لهم, بالإضافة إلى إجراء لقاءات مع أحزاب وتنظيمات وشخصيات روسية هناك للغرض نفسه.



ANF NEWS AGENCY