 |
الإثنين 19 أيّار / مايو 2025, 11:02
|
|
جوان محمد:الاتحاد السياسي خنجر في خاصرة الهيئة الكردية العليا
الجمعة 07 كانون الأوّل / ديسمبر 2012, 11:02 كورداونلاين

معطيات كثيرة تفيد بان لهذا الاتحاد الوليد بعملية قيصرية اهداف او مآرب اخرى تقسم قبل ان تجمع و تزرع بذور الفتنة اكثر ما تدعو الى الالفة بين الاشقاء
الاتحاد السياسي خنجر في خاصرة الهيئة الكردية العلياوحدة الشعب الكردي حقيقة لا تقبل النقاش ,فهي امر واقع رغم كل المحاولات التي دعت الى زرع عوامل التفرقة و رسم الحدود بين ابناء الشعب الواحد , فعندما تلم بمدينة او منطقة كردية مصاب فأن الشعب الكردي كله يتنادى لتقديم يد المساعدة والتضامن معها وكل كردي يشعر ان ذلك المصاب هو مصابه وانه يتألم لذلك¸, و اذا حقق جزء من كردستان نصرا او تقدم خطوة في الطريق نحو الحرية فأن كل كردي يشعر بالفخر ويعتبر ذلك نصرا له, و الامثلة كثيرة ولست بصدد تعدادها الأن .وحدة الشعب الكردي التاريخية شيء ووحدة حركته السياسية شيء مختلف تماما , وبقي وحدة الخطاب السياسي الكردي في كل جزء من اجزاء كردستان الأربعة هدفا و مجالا للنضال ,و قيل الكثير و بذل الكثير في سبيل تحقيق ذلك الهدف , واذا كان اعداء الشعب الكردي قد فشلوا في تجزئة الشعب الكردي فأنهم نجحوا الى حد بعيد في زرع بذور الشقاق بين اطراف حركته السياسية و استطاعوا ان يجندوا عددا ليس بقليل من الاكراد في خدمة مآربهم تلك.ولذلك كل خطوة تقسيمية او انشقاق في اي فصيل سياسي تم وضعه في خانة خدمة اعداء الشعب الكردي , وبالمقابل اية خطوة جامعة او لقاء او تحالف بين فصيلين او اكثر اعتبر خطوة في الطريق الصحيح وقفزة باتجاه توحيد الجهود في سبيل نيل حقوق الشعب الكردي المسلوبة , وللأسف الشديد فان مشاريع التفرقة اكثر بكثير من محاولات الالتقاء ولذلك نرى ان الحركة الكردية مشتتة ومنقسمة وفي وضع اضعف مما يمكن وصفه.لقد وضعت المتغيرات في الساحة السورية - نتيجة اندلاع الثورة - الحركة الكردية امام تحديات كبيرة فإما ان توحد صفوفها وتحتل لها مكانا على الخريطة السياسية التي بدأت بالتكون او ان الاحزاب الموجودة على الساحة تنحل و تندثر كما الانظمة المتسلطة على رقاب شعوب المنطقة منذ عقود , وجاء تشكيل المجلس الوطني الكردي و على عجل وبطريقة غريبة وعجيبة محاولة لسد العجز الحاصل من طرف تلك الحركة .و لكن المجلس سقط في أول امتحان له ككيان جامع لأطراف الحركة الوطنية الكردية و لم يستطع التخلص من الامراض المزمنة التي زرعتها تلك الاطراف بنفسها , فهو لم ينجح في الحفاظ على تجانسه ولم شمل الاحزاب و القوى المنضوية تحت لوائه ولم يستطع ان ينافس نظيره الكردي مجلس شعب غرب كردستان على ارض الواقع فجاءت خطواته ثقيلة و مشيته بطيئة وقاراته ضعيفة ,وقد ساهم المرض المستفحل في تلك الاحزاب والذي انتقل الى المجلس الوطني الكردي الى فشل الهيئة الكردية العليا بشكل كبير , وهذا الامر افسح المجال لحركة المجتمع الديمقراطي ان تتبوأ المشهد السياسي وتظهرها كقوة فاعلة وحيدة على الأرض وليس استئثارها وتفردها كما يدعي اطراف المجلس الوطني الكردي . وفي محاولة لرأب الصدع الحاصل جاء مشروع الاتحاد السياسي بين اربعة احزاب منضوية تحت مظلة المجلس الوطني الكردي - هذا ما يقوله القائمون على هذا الاتحاد - ولكن معطيات كثيرة تفيد بان لهذا الاتحاد الوليد بعملية قيصرية اهداف او مآرب اخرى تقسم قبل ان تجمع و تزرع بذور الفتنة اكثر ما تدعو الى الالفة بين الاشقاء . و من هذه المعطيات ان هذه الاطراف بالأساس كانت الى زمن قريب طرفا واحدا وحزبي آزادي تكونا من انشطار في حزب آزادي الاب عشية تشكيل المجلس الوطني الكردي ,فلو كان اعضاء الحزب حريصون على وحدة الصف الكردي كما يدعون لما ساهموا في الانشقاق في وقت و الكل يبحث عن الوحدة ,فما الذي استجد في الأمر حتى يغدو اعداء الأمس اصدقاء اليوم ؟ ولم يسمع احد ان احد الفريقين قدم اعتذارا عن فعلته المشينة تلك .ومن المعطيات ايضا ان الأطراف التي وجدت نفسها محشورة في الزاوية بعد ان تسببت هي في افشال كل محاولات الالتقاء بمجلس شعب غرب كردستان في اطار الهيئة الكردية العليا ,حاولت ان تبني لها تكتلا في المجلس الوطني الكردي حتي يرتهن هذا الأخير لأهواء تلك الأطراف و يكون حجر عثرة امام اية فرصة لتفعيل الهيئة الكردية العليا ,و اذا اضفنا لكل ما سبق ارتباط العديد من شخصيات واعضاء تلك الأطراف بأجندات خارجية لا تريد للقضية الكردية بشكل عام و للقضية الكردية السورية بشكل خاص النجاح , و هذه الجهات الخارجية حاولت ان تكون جبهة سياسية وعسكرية في مواجهة حركة المجتمع الديمقراطي , نستنتج بوضوح ان الاتحاد السياسي المتشكل هو ليس الا محاولة في وضع اسفين بين المجلس الوطني الكردي و مجلس شعب غرب كردستان وهذا الاتحاد هو تعد صارخ على المجلس الوطني الكردي لأنه بذلك افرغ المجلس من محتواه وحوله من مظلة تجمع تحت ظلها احزاب و تنسيقيات و شخصيات وطنية مستقلة الى مرتعا للشلل والتكتلات المزاجية و غير المسؤولة.لذلك يخطأ من يظن ان تشكيل الاتحاد السياسي بين احزاب مصطفى جمعة ومصطفى اوسو وعبد الحكيم بشار واسماعيل حمي (مع حفظ الألقاب ) في هذه الظروف التي تمر على الشعب الكردي في سوريا هي خطوة باتجاه الوحدة ولم الشمل وواهم من يظن بأن الاتحاد السياسي المتشكل هو جواب لأسئلة المرحلة الراهنة ,فالطريق الى وحدة الصف الكردي يمر عبر الهيئة الكردية العليا التي خرج من اجلها معظم الشعب الكردي في سوريا في مظهر كرنفالي مهيب ,وكل اطار يتشكل بعد ذلك هو تهرب من المسؤولية وتحايل على الهيئة الكردية العليا بشكل خاص والحركة الكردية في غرب كردستان بشكل عام .
|
597.
مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا
|
|
|
|