 |
الأحد 09 شباط / فبراير 2025, 18:29
|
|
د. جوان محمد: المجلس الوطني الكردي – كشف حساب
الإثنين 03 كانون الأوّل / ديسمبر 2012, 18:29 كورداونلاين

كان موقف المجلس الوطني الكردي مخزيا بالمقارنة مع الملاحم البطولية لوحدات حماية الشعب في سري كانية, فمجلسه المحلي هرب الى تركيا قبل كل الناس وعمل العديد من اعضاء احزابه و تنسيقياته دليلاً ومرشداً لتلك العصابات الى بيوت الوطنيين
يقف الشعب السوري عامة والشعب الكردي في سوريا على اعتاب مرحلة تاريخية بالغة الحساسية والأهمية ,وإذا كان السوريون قد اخذوا قرارهم بعبور المرحلة واحرقوا سفنهم حتى لا يتركوا للعودة او التراجع احتمالا, فان الشعب الكردي يعيش في حالة من التوجس و الحذر وحركته السياسية لا تزال تعيش حالة من التردد و الارتباك ,فهي حتى هذه اللحظة لم تستطع ان تتبنى برنامجا سياسيا واحدا او اجندة واضحة وتعيش في دوامة وحدة الصف الكردي و منع الصراع الداخلي بين فصائلها .وعلى مدار قرابة السنتين من عمر الثورة انشغلت الحركة الكردية السورية بالخلافات الحزبية و لم تكن النقاشات التي تدور بينها تتجاوز المحاصصة الحزبية في جسم المجلس الوطني الكردي العتيد وباستثناء حركة المجتمع الديمقراطي التي نأت بنفسها عن تلك الحسابات, لم تخرج تلك التنظيمات من دائرة المصالح الحزبية و الشخصية في كثير من الاحيان وراحت تبحث عن غطاء تغطي رأسها و تترك عورتها عرضة لكل شيء.لقد اصبح المجلس الوطني الكردي المتشكل من الاحزاب الكردية الموجودة وبعض الشخصيات" المستقلة ؟!" بالإضافة لتجمعات الشباب تحت اسماء تنسيقيات مختلفة ( لا احد يعرف كيف تشكلت و لماذا ؟) جزء اً من المشكلة وليس اداة للحل ,لقد افتقد المجلس الوطني الكردي للبرنامج السياسي الواضح و المشروع الوطني لحل القضية الكردية كجزء من الحلول التي يجب ان تقدمها الثورة السورية, و لم يمتلك المجلس الوطني الكردي سوى كلمات رنانة من قبيل نحن جزء من الثورة و نحن ضد النظام الشمولي و نحن ونحن ....لذلك عندما ذهب وفد المجلس الوطني الكردي الى مؤتمر المعارضة في القاهرة وهو بهذه الحالة - ودون ان يكون في جعبته اجندة واضحة - وجد نفسه غريبا عن جسم المعارضة ,و جاءت ردة فعل اعضائه من مواقف المعارضة ارتجالية و انفعالية و ما الى ذلك من تصرفات لا تليق بأعضاء وفد يمثلون شعب عريق وقع عليه الغبن و الظلم على مدى عقود طويلة, فبدل ان يظهروا انفسهم كأصحاب الثورة او روادها ظهروا و كأنهم يتسولون الاعتراف بهم كشعب يعيش على ارض اجداده .وبعد ان وصلت الامور الى هذا الحد من السوء تدخل الرئيس مسعود البارزاني ودعى كل من المجلس الوطني الكردي و مجلس شعب غرب كردستان الى هولير , وفي هولير بدأت تتبلور فكرة توحيد الحركة الكردية تحت مظلة واحدة وتكوين كيان كردي جديد ,وهنا وجدت احزاب و تنظيمات و اشخاص المجلس الوطني الكردي انفسهم امام حقيقة اخرة , وهي ان المجلس الوطني الكردي الفاقد لكل مقومات القوة , مطالب بالتشارك مع حركة المجتمع الديمقراطي في تشكيل الهيئة الكردية العليا ,و الكل يعرف مدى استعداد و تنظيم و قدرات حركة المجتمع الديمقراطي ,فما ان ارتخت القبضة الامنية المطبقة على المناطق الكردية حتى بدأت هذه الحركة بتنظيم المجتمع الكردي في تنظيمات شملت جميع مناحي الحياة السياسية و الاجتماعية والفكرية و العسكرية وقدمت مشروع الادارة الذاتية الديمقراطية كرؤية سياسية لحل القضية الكردية في سوريا و جندت لأجل ذلك كل الطاقات المتوفرة و كونت منظومة اعلامية متكاملة لتسويق مشروعها هذا, وبذلت من اجل ذلك الكثير وقدمت العديد من الشهداء في هذا الطريق .ان عدم تساوي طرفي الهيئة الكردية العليا في الامكانات المادية و التنظيمية وامتلاك الكوادر المحترفة والمدربة كان السبب المهم في عدم تمكن الهيئة الكردية من تحقيق الأهداف المرجوة منها وليس لتصرفات مجلس شعب غرب كردستان و تفرده بالساحة السياسية كما يدعي المجلس الوطني الكردي المحترم .ان عجز المجلس الوطني الكردي في مجاراة مجلس شعب غرب كردستان بدى واضحا و جليا ,و خاصة عندما حاولت مجموعات مسلحة تحسب نفسها من الجيش الحر في اقتحام المناطق الكردية في احياء الاشرفية والشيخ مقصود و قرى منطقة عفرين , وبدل ان يبادر المجلس الوطني الكردي الى ادانة ممارسات تلك المجموعات و الوقوف الى جانب حركة المجتمع الديمقراطي في دفع الخطر عن الشعب الكردي في مناطق سكنه الآمنة تحجج بأمور ثانوية ليشوه المقاومة العظيمة لأبطال وحدات حماية الشعب ولم يقف عند هذا الحد بل خرج يتظاهر ضد هذه الوحدات ونشر عنها اشاعات واكاذيب مضللة تشوه صورتها وتسيئ لتضحياتها . تلك المواقف المؤسفة شجعت العصابات الاجرامية و المدعومة من الدولة التركية الى انتهاك الحرمات في سري كانية مما ادى الى تشريد اهلها وجلب الدمار للبلدة الآمنة., وكشفت زيف ادعاءات وارتباط العديد من احزاب المجلس الوطني الكردي بتلك الجماعات. وهنا ايضا كان موقف المجلس الوطني الكردي مخزيا بالمقارنة مع الملاحم البطولية لوحدات حماية الشعب في سري كانية, فمجلسه المحلي هرب الى تركيا قبل كل الناس وعمل العديد من اعضاء احزابه و تنسيقياته دليلاً ومرشداً لتلك العصابات الى بيوت الوطنيين من انصار حركة المجتمع الديمقراطي مما ادى الى نهبها وتخريب محتوياتها ,و في الخارج ذهب وفد المجلس الى مؤتمر الدوحة بمفرده ونصب نفسه ممثلا شرعيا ووحيداً عن الشعب الكردي في غرب كردستان ضارباً بعرض الحائط كل مقررات الهيئة الكردية العليا و بنود اتفاقية هولير. لقد وضعت احداث سري كانيه وما تلاها حكومة اقليم كردستان امام مسؤوليتها التاريخية في دعم الشعب الكردي في سوريا و حمايته من الهجمة الطورانية السلفية العروبية الشوفينية ,لذلك قام رئيس الاقليم باستدعاء اعضاء الامانة العامة للمجلس الوطني الكردي ,ودعوة مجلس شعب غرب كردستان بعد ذلك للاجتماع في هولير لإعادة الروح الى الهيئة الكردية العليا , ونجح الرئيس مسعود البارزاني في اقناع طرفي الهيئة الكردية العليا بالجلوس على الطاولة ثانية وتعهد الطرفان بعدها بفتح صفحة جديدة من التعامل السياسي مع بعضهما و مع الاخرين وخرج الطرفان بورقة عمل مشتركة تنص على تبني رؤية سياسية مشتركة وتفعيل اللجان المشتركة ,... كلنا امل بنجاح تلك المساعي ,على ان يبدل الطرفين ما بأنفسهم حتى يغير الله ما فيهم ....
|
523.
مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا
|
|
|
|