المفقودون في تلكلخ مقابل رهائن أعزاز
الأحد 02 كانون الأوّل / ديسمبر 2012, 09:56
كورداونلاين
الجيش اللبناني يقوم باتصالات مع الجانب السوري من اجل كشف مصير الشبان واعادتهم الى لبنان اياً تكن حالهم. واتخذ الجيش اجراءات في المناطق التي تفصل بين باب التبانة وبعل محسن
تحيي طرابلس بعد ظهر اليوم ذكرى مرور اربعين يوما على اغتيال اللواء وسام الحسن مثقلة بتداعيات هذه الذكرى من جهة، وبالغموض المقلق الذي اكتنف مصير اكثر من 25 شاباً من ابنائها وقعوا ضحية مكمن لهم في تلكلخ قبل يومين، من جهة اخرى.
ووسط تضارب واسع في الروايات والمعلومات المتناقضة حول المفقودين او الضحايا من ابناء المدينة زاد تفاقمه عقب 48 ساعة من شيوع خبر المكمن، برز ما ذكرته جهات متابعة لهذا الملف في بيروت لـ"النهار" امس من ان ثمة تشابها في ما جرى مع شبان الشمال وما سبق ان واجهه المخطوفون اللبنانيون في حلب الذين انتهى امرهم بأن اصبحوا رهائن في اعزاز. ولفتت هذه الجهات الى ان الامر تكرر مع شبان الشمال ليتبين لاحقا ان لا صحة للمعلومات التي تحدثت عن مقتل 21 شاباً، وتساءلت عما اذا كانت هناك صلة بين حادث تلكلخ والمخطوفين في اعزاز.
وافادت معلومات "النهار" من طرابلس ان عدد الشبان الذين وقعوا في المكمن هم 25 ينتمون الى مناطق مختلفة في المدينة والشمال. ومن بوادر التحرك لكشف مصيرهم الخيمة التي نصبها ذوو خمسة شبان في باحة مسجد المنكوبين، محذرين من التصعيد في حال لم تتحرك اجهزة الدولة لجلاء مصيرهم. ولوحوا بامكان قطع الطريق الدولية غدا في منطقة البداوي في حال لم ينجلِ مصير ابنائهم. وفي كلية العلوم التابعة للجامعة اللبنانية في القبة، دعا زملاء الطالب مالك الحاج ديب، وهو من الشبان الذين ذهبوا الى سوريا، الى اقفال الكلية غدا للمطالبة بكشف مصيره.
وافادت معلومات ان عدد الضحايا هو أربع، فيما وقع 3 في الاسر. اما بقية الشبان فقد وصلوا الى "الجيش السوري الحر". وقد عمد ذوو الشبان الى سحب اوراق نعيهم بعد تبلغهم معلومات تفيد بأنهم احياء.
وعلم ان الجيش اللبناني يقوم باتصالات مع الجانب السوري من اجل كشف مصير الشبان واعادتهم الى لبنان اياً تكن حالهم. واتخذ الجيش اجراءات في المناطق التي تفصل بين باب التبانة وبعل محسن، فيما شهد شارع سوريا عودة الى الحياة الطبيعية امس.
وليلاً ذكرت معلومات ان المكمن الذي أوقع بالشبان نصب على الجانب اللبناني من الحدود في منطقة تلكلخ، وان من دبره هو الشخص الذي كان يتولى تسهيل عبور الشبان.
وأوضح منسق تيار "المستقبل" في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش لـ"النهار" ان المهرجان الذي دعت اليه قوى 14 آذار بعد ظهر اليوم في طرابلس احياء للذكرى الاربعين لاستشهاد اللواء وسام الحسن قائم في موعده "وسط تجاوب عالٍ للمشاركة فيه".
ووصف المعلومات حول مصير الشبان في سوريا بأنها "متضاربة والاهالي يتلقون معلومات متناقضة مما يشير الى غموض في القضية. ولم يعد امام الأهالي إلا المطالبة بمعرفة حقيقة مصير ابنائهم".
ورجح "ان يكون الشبان قد تعرضوا لاستدراج من أناس خدعوهم ليقعوا في المكمن".
صيدا
وفي السياق الأمني ايضاً، أكد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل ان الاجراءات الامنية في شأن احياء ذكرى اللواء الحسن في طرابلس كما في شأن التجمع الذي سينفذه اليوم في صيدا الشيخ أحمد الأسير وانصاره، قد اتخذت. واوضح ان اتصالات أجريت على أعلى المستويات لتأمين الانضباط والتحرك ضمن القوانين والانظمة في صيدا، مشدداً على انه لن يكون هناك قطع للطرق والجيش سيكون بالمرصاد لأي محاولة للاخلال بالأمن. وأعلن مجلس الأمن الفرعي في صيدا ان خطة أمنية محكمة وضعت للحفاظ على سلامة المشاركين في التجمع والمسيرة ومنع حصول أي صدامات.
في بعبدا
أما على الصعيد السياسي، فعلمت "النهار" ان الرئيس فؤاد السنيورة أبلغ أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال لقائهما في قصر بعبدا وجهة نظر قوى 14 آذار من الحوار والتي لم يتسن له أن يبلغها اليه مباشرة بسبب سفره الى واشنطن ثم الى الامارات، وهي أن المعارضة تقدر جهود الرئيس سليمان في الدعوة الى الحوار. وقال له: "لقد شاركنا مراراً في الحوار. لكن الطرف الآخر يريد فقط الصورة وليس الالتزام، بدليل انه لم يكن قد جفّ بعد حبر "اعلان بعبدا" حتى بادر الأمين العام لـ"حزب الله" الى ارسال طائرة "أيوب" والمقاتلين الى سوريا".
وسأل السنيورة: "أي جدوى من الحوار في ظل حكومة تغطي المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ومحاولة اغتيال النائب بطرس حرب؟". وشدد على "ان لا مفر من مجيء حكومة حيادية انقاذية تزيل التوتر وتشرف على اجراء الانتخابات النيابية المقبلة".
ورد رئيس الجمهورية على ما طرحه الرئيس السنيورة بأن الدستور لا يخوّله تغيير الحكومات، والأمر منوط بالأكثرية النيابية.
ولما انتهى اللقاء وهمّ السنيورة بمغادرة مكتب الرئيس سليمان، حضر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، فجرت مصافحة بينه وبين السنيورة. وسأل ميقاتي سليمان عما إذا كان تلقى معطيات ايجابية تسهل انعقاد اجتماع هيئة الحوار، فرد السنيورة: "لم يتغير شيء. فموقف 14 آذار ما زال هو هو، وفي مضمونه ان لا عودة الى الحوار قبل تغيير الحكومة".