الإثنين 19 أيّار / مايو 2025, 22:44
نوري بريمو :كلا.لأية معارضة سورية لا تعترف بالفدرالية لكوردستان سوريا




نوري بريمو :كلا.لأية معارضة سورية لا تعترف بالفدرالية لكوردستان سوريا
الجمعة 30 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012, 22:44
كورداونلاين
على الأرجح لن يفي إخواننا في المعارضة بوعودهم وتسويفاتهم بعد سقوط النظام وسيواصلوا إغتصاب كوردستان سوريا أرضاً وشعباً وسيتابعوا تطبيق مسلسل تعريب الكورد وصهرهم بذريعة أن جميع المواطنين سواسية كأسنان المشط

نوري بريمو

بعد طول إنتظار دام لعهود مظالمية رزح فيها الشعب الكوردي تحت حكم نظام البعث والأنظمة الدكتاتورية التي سبقته في الإستيلاء على سوريا، ليس من المعقول أن يقبل الجانب الكوردي بإقصائه وتهميشه مرة أخرى وتحت أية ذريعة كانت، فقبل قرابة قرن غابر تم تقسيم كوردستان في إطار محاصصة استعمارية لتقاسم تركة السلطنة العثمانية التي انهارت على أثر خسارتها في الحرب العالمية الأولى، وبموجب إتفاقية سايكس بيكو المبرمة آنذاك تم إلحاق كوردستان الغربية (كوردستان سوريا) بالدولة السورية التي نشأت حينذاك وصارت تحت الإنتداب الفرنسي، وبعدها بعدة عقود جاء نظام البعث وانقلب على البلد برمته، ونال الكورد النصيب الأكبر من المظالم والقهر القومي، إذا قام بتطبيق سياسة شوفينية عنوانها الأبرز الإضطهاد والتمييز وتعريب المناطق الكوردية بحجة أنّ الوطن ينبغي أن تحكمه أكثرية عربية يحق لها صهر جميع الأقليات القومية والدينية والطائفية في بوتقة استراتيجيتها القوموية العروبية.

واليوم وبعد مرور سنة وثمانية أشهر من عمر الثورة السورية، نجد أنّ المعارضة السورية تسلك نفس السلوك الإقصائي، حيث تطرح نفسها كبديل مركزي على نحو الحكم الحالي، ولا يختلف البديل المطروح عن سوابقه من الأنظمة الإستبدادية التي احتلت سوريا ماضيا وحاضرا، وتتنكّر بشكل علني لوجود وحقوق الشعب الكوردي في كافة مؤتمراتها ومجالسها وإئتلافاتها، وتكتفي بإعطاء الوعود والتسويفات الشفهية، وتتبكاى على "الوحدة الوطنية" وتتغنى بشعارات إعطاء الأولية لإسقاط النظام!؟.

أما الجيش السوري الحر الذي يعود له الفضل الأكبر في مقارعة نظام الأسد الدموي، فقد ترك جبهته الرئيسية في العاصمة دمشق وتوجه نحو الشمال وقام بفتح جبهة ساخنة ضد الكورد وتجرّأ وإقتحم مدينة سةري كانية (رأس العين) الكوردية الآمنة، ويبدو أنه أعطى الحق لنفسه واحتلها ولا ينوي الخروج منها لا بل يخطط ويهدّد ليقتحم كافة ديارنا الكوردستانية الآمنة بحجة تحريرها رغم أنّ أهلها الكورد قد حرروها وهرب منها النظام منذ شهور عديدة.

والخشية تكمن في تكرار مآسي الماضي وخروج شعبنا الكوردي من هذا المولد السوري بلا حمّص (كما يُقال في سوريا) رغم مشاركته في الثورة منذ إندلاعها وتقديمه لآلاف الشهداء أبرزهم القادة (نصرالدين برهيك ومشعل تمو والدكتور شيرزاد ومحمود والي والشاب ولات حسي)، إذ على الأرجح لن يفي إخواننا في المعارضة بوعودهم وتسويفاتهم بعد سقوط النظام وسيواصلوا إغتصاب كوردستان سوريا أرضاً وشعباً وسيتابعوا تطبيق مسلسل تعريب الكورد وصهرهم بذريعة أن جميع المواطنين سواسية كأسنان المشط!؟.

وبالنسبة للإئتلاف الأخير للمعارضة السورية الذي تم تشكيله مؤخرا في الدوحة القطرية، فقد اعتبره معظم المراقبون المهتمون بالشأن السوري بأنه صورة طبق الأصل ولا يختلف شكلا ومضمونا عن غالبية الإئتلافات التي سبقته وكانت أشطر منه واعتمدت لغة تسويف الحلول وتأجيل الملفات العالقة، ولكن الجديد في هذه المرة هو إعتماد اسلوب الترغيب ومحاولة شراء بعض الذمم عبر منح بعض الكراسي إضافة إلى تخصيص حقيبة نائب ثالث للرئيس لـ "شخص كوردي" شريطة إعطاء الأولوية لإسقاط النظام ومن ثم تشكيل برلمان حر من صلاحياته الإعتراف أو عدم الإعتراف بالحقوق الكوردية!؟.

في الحقيقة لا أعرف كيف يفكر شركاءنا في هذه المعارضة التي ينطبق عليها مقولة: إن كنتَ لاتدري فتلك مصيبة وإن كنتَ تدري فالمصيبة أكبر!؟، فإما أنهم منساقون ولا يدرون ماذا يفعلون أو أنهم يتقصّدون ما يفعلونه حيال الكورد وغيرهم فالمصيبة أكبر، وفي كل الأحوال فهم يرتكبون خطأ كبيرا في هذه المرحلة المصيرية بحق جزء كبير وفعال في الثورة السورية وهو الشعب الكوردي الذي يعتبر ثاني أكبر قومية في البلد ويعيش فوق أرضه الكوردستانية التي ورثها عن أبائه وأجداده منذ ألاف السنيين.

إنّ مشهد عدم اعتراف المعارضة السورية بالقضية الكوردية بالترافق مع إصرار الجيش السوري الحر على غزو المناطق الكوردية بهدف إركاعها وإخضاعها لسيطرته، قد يفرض على الجانب الكوردي أن يحسب لنفسه أكثر من حساب وتحسُّب، مما قد يؤدي إلى تعطيل الحراك السياسي المعارض وإطالة أمد الثورة وإبقاء ملف إسقاط النظام عالقاً، في حين لسان حال الأقليات في سوريا، يقول علناً: نعم للمساهمة الفعالة في مسعى إسقاط حكم البعث...وكلا لأي إئتلاف سوري معارض لا يعترف بحقوقنا ولا يسعى للإتيان ببديل ديموقراطي تعددي لامركزي.

490.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات