د.م.درويش:القضية الكوردية في سوريا هي من أكبر تحديات المعارضة السورية
الجمعة 30 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012, 14:35
كورداونلاين

ضرورة العمل مع الكورد السوريين كشريك وكشعب ثائر يبحث عن حريته ويطمح لتكريس الاعتراف الدستوري بحقوقه كاملة كشعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية.
القضية الكوردية في سوريا هي من أكبر تحديات المعارضة السورية وإئتلافها الوطني الجديد؟
بعد كل جولات وصولات المعارضات السورية منذ بدأ الثورة السورية تمخّض عنها ولو نسبياً ما يمثلها كتجمع سوري وطني معارض، تمخّض عنها ما سُمي بالمجلس الوطني السوري ثم الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي يسعى لتجمع وطني سوري معارض مُوسّع، هذا الائتلاف يُنبأ خيراً في طالعه ولاسيما بوجود شخصية دينية ووطنية على رأسه توافقت عليها معظم الأطراف في المعارضات السورية.
لكن السؤال الهام الذي يطرحه كل معارض مستقل ومتابع للشأن السوري، يتمحور هذا السؤال حول عبارة لطالما ردّدها الساسة أو المتابعون المطّلعون وهي ( ماذا عدا عن ما بدا؟؟؟ ) أي ما الجديد الذي جاء به الائتلاف كي يكون أكثر تمثيلاً أو شرعية من المجلس الوطني السوري الذي سبقه وخاض تجربة في نفس المضمار دون أن يُحقق طموحات الشعب السوري الثائر، في الحقيقة لا جديد فعلي أو مُؤثر حقيقي ينحو باتجاه الطموحات العظيمة التي مازال السورين الثائرون يتطلّعون لها وينادون بها، والشيء الجديد المعروف عن الائتلاف بأنّه استطاع أن يضم إليه ما تبقى من المجلس الوطني السوري ولو أن هذا الأخير مازال يتظاهر باستقلاليته ما، كم أن الجديد أيضا أن الائتلاف عُمّد في الدوحة بينما المجلس كان قد عُمّد في إستانبول ، ناهيكم عن ذكر ما ترتّب عن هذين التعميدين في مكانين مُؤثّرين في مجرى وتطورات الأحداث في سوريا أوّلاً وفي المنطقة ثانياً.
الآن بالعودة إلى لُب الموضوع المُتمثل بالعنوان العريض لمقالتي هذه، فالمجلس الوطني السوري كان له تجربة فاشلة مع المعارضات الكوردية السورية حيث أنه لم ولن يتوصّل معهم على صيغة تجعلهم يطمئنّوا للأطراف المُكوّنة للمجلس الوطني السوري بل كان الكورد عل خلاف معهم بشأن القضية الكوردية وبشأن اعترافهم بحقوق الكورد كشعب شريك وتاريخي وذو سوية عالية من الوطنية في سورية، ناهيكم عن تضارب وتناقض تصريحات بعض الأعضاء القياديين في المجلس تجاه الكورد وحقوقهم المشروعة في سوريا ( وثيقة تونس، عهد إستانبول ) مما جعل من الكورد يتابعون عملهم كما كانوا دوماً مُضافاً إلى ذلك توافق معظمهم باتخاذ مبدأ حق تقرير المصير وبشكله الاتحادي ضمن سوريا اتحادية كمطلب و كطموح شامل وأساسي في ثورتهم القديمة المتجددة والمستمرة كثورة كوردية في سوريا مؤكّدين على دورهم كشريك مع المجلس الوطني السوري.
هذا من جهة أمّا ما نستطيع أن نذكره هنا عن الائتلاف الوطني السوري الجديد فالوقت مازال مبكراً نسبياً ولكن ذهنيّة الكثير من أعضائه غير مُطمئنة ولاسيما بعد مداولات الدوحة والقاهرة وما صدر من تصريحات من بعض قياداته وتم تتويج كل ذلك برسالة من رئيس الائتلاف للكورد والتي يُرحّل فيها البحث بِشأن الكورد ومطالبهم المشروعة من اعتراف دستوري وتمثيل حقيقي للكورد وصيغة توافقية تشاركيّة لسوريا المستقبلية الحاضنة لكل السوريين وباسم شامل مجرّد عن أي تبعية وعن أي مركزية ، وهذه الأمور لاأعتقد ستحتاج لبرلمان ما بعد الثورة كي أن يبث بها، ناهيكم عن لا موضوعية التصويت في البرلمان القادم مهما كان شكله، في شؤون وحقوق شعب يطمح بثورته إلى حريته وكرامته وتحقيق مصيره، كما يجب أن يعلم الساسة في الإئتلاف أن أي تصويت لن يكون سليماً طالما أن هناك أغلبية تكتلات قومية أو دينية أو كلاهما سوية أمام أي طرف آخر لن يعترف بتاتاًبديمقراطية الأغلبية التي نسميها اليوم بالديمقراطية السوداء أو السلبية.
كما أود الإشارة إلى أن أي تفاهم أو اتّفاق بين مختلف أطراف المعارضة السورية لن يكون مُثمراً وواعداً ونظيفاً دون وضع إستراتيجية بيّنه منذ البداية تتضمن فيها حقوق جميع المكونات دون أي إقصاء، ومن هنا يأتي ضرورة العمل مع الكورد السوريين كشريك وكشعب ثائر يبحث عن حريته ويطمح لتكريس الاعتراف الدستوري بحقوقه كاملة كشعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية.
أدعو الجميع في المعارضة السورية العربية والكوردية إلى عمل ثوري مشترك في سبيل حرية كل السوريين ووضع الخطوط العريضة لسوريا جديدة تعددية وإتحاديه بين مكوّنيها الأساسيين والغالبين والمتمايزين لغة وثقافة وجغرافيةً في وطن جامع ومشترك تُحترم فيه حقوق بقية الأقليات والطوائف. شخصياً أدعو دوماً لسورية إتحاديه حرة ولكل السوريين.
معارض كوردي مستقل، 29/11/2012