قريلان: مقاومة الشعب والوحدات في سريه كانيه أحبطت مخطط احتلال وطنهم
الإربعاء 28 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012, 04:49
كورداونلاين

مرة أخرى وأقول عودوا إلى رشدكم وتراجعوا عن ما انتم مقدمون عليه من صراع كردي عربي ضمن المخطط التركي، فالشعب الكردي هو أكثر الشعوب المظلومة في المنطقة وأكثر الشعوب التي لاقت الويلات على أيدي النظام
بهدينان – قال مراد قريلان رئيس الهيئة التنفيذية في منظومة المجتمع الكردستاني أن "الشعب الكردي من أكثر الشعوب التي لاقت الظلم على أيدي الدولة والنظام السوري، فهو من لاقى التعذيب والتهجير. مضيفاً أن "الفئات الاجتماعية الأخرى لاقت الظلم لحد ما ولكن ما هو أكيد بان الشعب الكردي هو من لاقاها بأعلى درجاته".
وجاءت تصريحات قريلان في برنامج خاص مع فضائية ستيرك الكردية حيث قال "الآن ما يظهر للعيان منذ بداية الثورة في سوريا هو أن الشعب والمجتمع الكردي هو مجتمع منظم قام بتنظيم ذاته ضمن مقاييس ومعايير محددة. الشعب الكردي بدأ بثورته عن طريق تنظيم نفسه بطرق سياسية ديمقراطية وليست عسكرية. أما المعارضة السورية الأخرى فقد بدأت منذ بداية اندلاع الثورة بتنظيم ذاتها سياسياً حيث قامت بعدة تظاهرات ومسيرات سلمية ومن ثم انقلبت إلى معارضة مسلحة".
وتابع قريلان حديثه "بعد اللجوء إلى التسليح بالطبع خلقت أجواء اشتباكات حيث بالطبع كلا الطرفين يتشابكون معاً. عندها حدد الشعب الكردي موقفه حيث قال إننا نقوم بنضالنا ليس بشكل مسلح بل بشكل سلمي ديمقراطي فنحن جزء أساسي من المعارضة السورية ونهدف إلى بناء سوريا ديمقراطية ولهذا نحمي مفهوم منطقة كردية مدارة ذاتيا من قبل شعبنا ونحن جزء من سوريا ولكننا لن نقوم بالمعارضة المسلحة يعني رؤوا المعارضة السياسية هي الأنسب لهم".
وأضاف قريلان "ولكن بالمقابل إن دقت المعارضة المسلحة أبوابهم فلم يبقى الشعب الكردي هناك من دون قوة لحمايته حيث قام بتنظيم نفسه على شكل قوة حماية في تلك الأثناء وفق ما يناسبهم بالطبع هذا يأتي من تجربة وخبرة لهم. فان كانت المعارضة المسلحة تناضل في حلب، فالكرد ناضلوا في مناطقهم وهكذا قاموا بتحرير مناطقهم مثل عفرين و كوباني، ولكن عندما حدث هذا يقولون هناك وجود لحزب العمال الكردستاني وهناك وجود لحزب الاتحاد الديمقراطي بالطبع هناك وجود للاتحاد الديمقراطي ولكنه من أكثر الأحزاب ذات القاعدة الجماهيرية الكبيرة والى الآن هو أكثر الأحزاب الاجتماعية التي ناضلت النضال الديمقراطي والاجتماعي ولكن بالمقابل تركيا تعرفه كأنه حزب العمال في الوقت الذي لا يوجد شي من هذا القبيل فهدف تركيا من كل هذا هو عدم وصول الشعب الكردي هناك إلى ممثلية سياسية هناك معترف بها وهذا ليس بالشي الذي يخفى عن الكل حتى أن قوى المعارضة هي من تعترف بهذا حيث الآن المجلس الوطني السوري المتمركز في اسطنبول يقول بأنه لن يتم منح التمثيلية السياسية للشعب الكردي وهذا شي واضح جداً يعني الهدف التركي الأساسي هو عدم وصول شعبنا هناك إلى حقوقه المشروعة".
ونوه قريلان أنه "رغم أن الشعب الكردي في غرب يقوم بالنضال الديمقراطي نرى حكومة العدالة والتنمية تقوم بكل ما أوتيت من قوة لإعاقة وصوله لحقوقه. ولهذا تقوم بالضغط على المعارضة الموجودة هناك ولم تكتفي بهذا فقامت هذه المرة بالاتفاق مع المعارضة السلفية ودعمها. فالمجموعات التي هجمت على سريه كانيه مثل مجموعة غرباء الشام مجموعة سلفية بحتة وتؤمن كل حاجاتها من تركيا، أما جبهة النصرة فإنها مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة كلا هاتين المجموعتين دخلت مدينة سريه كانيه ولكن الشعب الكردي لم يتدخل فبقوا في أحيائهم بينما تلك المجموعات حاربت قوات النظام إلى أن خرجت تلك القوات من هناك، مع هذا لم يكتفوا بهذا فقاموا هذه المرة بالهجوم على الشعب الكردي الآمن".
وأشار قريلان أنه "لأن الكرد يهدفون إلى وحدة سوريا ويعتبرون ذاتهم جزء من المعارضة السورية فإنهم لهذا لم يدخلوا في اشتباكات معهم لأنهم يعتبرونها قوة معارضة حتى أن رئيس المجلس الشعبي في سريه كانيه قام بالتدخل لكي لا تحدث أية اشتباكات هناك".
وأضاف قريلان أن "ما يظهر هنا هو عداوة عميقة للشعب الكردي. وهذا ما حدث قبل سريه كانيه في حلب وعفرين أيضا وعندما لم ينجحوا هناك توجهوا إلى سريه كانيه، حتى أن تلك القوى الداخلة إلى المدينة كلها كانت آتية من تركيا وكل مستلزماتهم العسكرية من أسلحة ووسائط وغيرها كلها دخلت عبر الحدود التركية المفتوحة لها يعني لا يوجد شيء اسمه حدود هنا، حيث كانت تلك المجموعات تشتبك ومن ثم تتوجه صوب تركيا لتستريح، وكان مقرهم العسكري في جيلان بينار".
وأشار قريلان أن "مخططهم بعد سريه كانيه هو احتلال الدرباسية و قسم من منطقة الجزيرة في كردستان، عندها لن يبقى أي شي للكرد. هنا بالفعل ما قامت به الحكومة التركية من مساعدة لتلك المجموعات لا يمكن تسميته فقط بالدعم أو المساعدة بل أنها بنفسها وبشكل مباشر تقوم بتسليحهم وتدربهم وتديرهم وتقيم علاقات عميقة مع تلك الجماعات. وبالمقابل من هذا فان الإعلام التركي القسم الكبير منه مؤيد لما تقوم به حكومتهم والقسم الآخر مضغوط عليه لا يمكنه التنفس وهكذا لا أحد يتحدث ولا يكتب. كيف يحدث أن يعبر 800 شخص من سريه كانيه في الشمال مع أدواتهم ومعداتهم العسكرية مثل سلاح دوشكا و احدث الأسلحة من مضادات طيران ويهجموا على سريه كانيه في غرب كردستان من دون أن يعلم أو يسمع بهم أحد أيعقل هذا".
وأكد قريلان أن "ما يحدث للمجتمع التركي هو عملية تحريف وتزيف كبرى من قبل حكومة العدالة التركية، في حين انه بمقدور العدالة والتنمية بان يقول بأننا عقدنا اتفاق مع تلك الأطراف لهذا أقوم بهذا على الأقل يعطي بعض المعلومات للمجتمع، ولكن ما يقوم به هو العكس حيث أخفى كل هذه الحقائق عن الشعب، فانظروا ما تم. قامت لجنة من حزب السلام والديمقراطية بزيارة سريه كانيه لهذا قام قائم المقام هناك بحظر كل التظاهرات والمسيرات والاجتماعات، لماذا؟".
وأشار قريلان أن "مقاومة الشعب في سريه كانيه وخاصة المقاومة التي أبدتها وحدات حماية الشعب من مقاومة يعتبر شيء هام جداً، يعني على الأقل أعاقت تلك المخططات التي ترغب بتحقيقها الدولة التركية عبر تلك المجموعات المسلحة. كما وأثمن البطولة التي أبداها شعبنا في غرب كردستان وعلى الأخص سريه كانيه وأباركهم وأحييهم عليها. لأن المقاومة والبطولة التي أبدوها أحبطوا مخطط احتلال وطنهم".
وقال قريلان "ما تحقق هناك هو كتالي أن الدولة التركية تعمل بكل ما لديها لكي تعيق أية مكاسب يحققها الشعب الكردي هناك. ولكن كيف يحدث هذا فانتم أي الدولة التركية متوحدين مع الغرب فكيف تعقدون مع القاعدة اتفاق عميق من هذا النوع وتدعمون وتدربون تلك الجماعات وخاصة السلفية منها بالرغم من وجود الكثير من الأطراف ضمن المعارضة السورية، فحتى الكثير من تلك المجموعات التي تدعمونها لا يوجد لهم حتى أي توجه سياسي وخاصة تلك المجموعات المتواجدة في مدينة عزاز حيث تلك المجموعة تأخذ المال من تركيا وتتدرب هناك لهذا مرتبطة حتى النخاع بتركيا. إنها مجموعات قاتلة ومرتزقة، فالأناس اللذين يعملون فيها يقومون بقتل الناس ورميهم من فوق الأبنية بعد ربط أيديهم وأرجلهم من الخلف أشخاص يقطعون رؤوس البشر فكيف يتحولون الآن إلى جالبي الديمقراطية لسوريا، أيعقل هذا!؟، لتتحلو بقليل من الضمير فأي نوع من الإخوة والديمقراطية هذه التي تتحدثون بها ؟. باختصار ما يتم هو إعاقة تشكل أي كيان كردي هناك وأي وحدة كردية تتشكل فانظروا كيف قام احمد داود اوغلو وزير الخارجية التركية بزيارة هولير فور إعلان الكرد في غرب كردستان عن تشكيل كيان موحد يمثلهم. وقوله بان هذه الوحدة خطأ إذاً كيف تكون وحدة الشعب الكردي خاطئة؟ وكيف تكون وحدة الكثير من الأطراف السياسية و التنظيمات خطأ؟ وبماذا تعنيك المسألة".
كما طالب قريلان بعض القوى الكردية بتحديد موقفها قائلاً: "بعض القوى الكردية ذات المواقف الضعيفة التي يجب عليها أن تحدد موقفها بشكل واضح فكل شيء بات واضحاً وكما يقال فكل الأطراف والمجتمع الكردي في غرب كردستان بشعبه كل همه الشاغل هو الوحدة الوطنية حتى انه لتتحقق الوحدة أضربت مجموعة عن الطعام في هولير. ذلك لان الشعب هناك ليس ذا كثافة سكانية عالية جداً حيث يمثل 12 بالمائة من النفوس السوري ولهذا يرغب بتشكيل وحدته الوطنية. ولكن الشغل الشاغل لتركيا هو تجزئة تلك الوحدة حيث نقول لتلك الأطراف التي تدعي المعارضة قوموا بتجريد ورفض حزب الاتحاد الديمقراطي عندها سأصرف جهودي ليتم الاعتراف بالفيدرالية لكم وليس الحكم الذاتي فقط. إذاً كيف ستحارب تلك الأطراف حزب ذو قاعدة قوية بين الشعب يعني تركيا تقول اشتبكوا معهم وسوف أمنحكم الحكم الفيدرالي هناك هذا ما قاله وزير الخارجية بذاته، وكأنه هو الآمر الناهي في سوريا. والهدف من كل هذا هو خلق صراع كردي – كردي ومن ثم خلق صراع كردي عربي. لان تلك المجموعات الأخرى هم ذات أصول عربية ولديهم رؤساء عشائر ولكن هنا أسأل عن معنى ذهاب رئيس إحدى تلك العشائر إلى جيلان بنار للقاء بالمحافظ أو الوالي هناك. الغاية من كل ذلك هو تحريض تلك العشائر ضد الكرد وخلق صراع بين الطرفين وعلى هذا الأساس تمنحهم تركيا الضمانة، ولهذا أقول بان تركيا لا تؤيد فقط بل هي بذاتها المديرة لكل ما يتم، وهذه حقائق واضحة جداً لا أقوم عبرها بالافتراء على احد. فهي منزعجة لأنها قبل عدة أعوام بقت خارج التدخل في العراق فكانت النتيجة تشكل حكومة كردية فيدرالية هناك لهذا لا ترغب بان يعاد ما تم لذا تقوم بالتدخل حتى أنها لا تتدخل بل أنها في قلب الموضوع. الاتفاق الذي قامت به الدولة التركية مع القاعدة والقوى السلفية لمنع أي تكوين كردي حُر يعتبر من أرذل الاتفاقيات في العالم".
كما أشار قريلان أن "بعض من تلك القوى صرحت بأنها لن تقوم بأية حرب مع الشعب الكردي، وبهذه المناسبة أدعو تلك الجماعات مرة أخرى وأقول عودوا إلى رشدكم وتراجعوا عن ما انتم مقدمون عليه من صراع كردي عربي ضمن المخطط التركي، فالشعب الكردي هو أكثر الشعوب المظلومة في المنطقة وأكثر الشعوب التي لاقت الويلات على أيدي النظام، فإن كنتم بالفعل تعارضون هذا النظام يجب عليكم الاتفاق مع الشعب الكردي وليس الاتفاق مع الدولة التركية لمحاربة الشعب الكردي. فإن كنتم تؤمنون بالفعل بالله فإن الله يقول كونوا دائماً إلى جانب المظلومين، والشيء الآخر هو أن الشعب الكردي هناك متحضر لكل الهجمات التي ستتم عليهم من قبل الدولة التركية وأعوانها وستحارب إلى النهاية".
ANF