|
رسالة من شاب كردي من سري كانيه إلى الشعب الكردي
السبت 17 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012, 10:43 كورداونلاين

نحن نقتل بيد الحركة الكردية نتيجة لخلافاتها وتشتتها , وصراعها على الدولارات , لقد سحقونا , وأذلونا وأتمنى من الله أن لا يذيق ما ذقناه لأعدائنا , لقد ذهب كل شيء وأصبح خرابا
هذا ما قاله لي قبل قليل شاب من سري كانيه – ش ع س - الكلام منقول من غير تصرّف أو أي تجميل :" أنا عاجز عن وصف ما جرى ويجري لنا الآن في سرى كانيه , بيتنا قُصف ككل بيوت المدينة التي سُويت بالأرض ,لا أدري ماذا جرى لأهلي , الوضع خطير جداً في المدينة المنكوبة , الحالة أسوء من أن يتصوّرها أي أحد , الجيش الحرّ سحق المدينة بكل ما فيها , التنسيقيات لاذت بالفرار كذلك كل أعضاء المجلس الوطني الكردي , لم يبقَ من أحد في المدينة سوى عناصر اللجان الشعبية التي تحارب حتى آخر رجل فيها في سبيل حماية المدينة وأهلها وستر الأعراض , الكلّ نزح عن المدينة كانت التنسيقيات والمجلس الوطني من أوائل الهاربين من المدينة , طائرات الميغ لا تترك شيئاً ألبتة , تحرق كل شيء , المدينة لم تُقصف اليوم , لكن المأساة مستمرة بشكل لا يمكن تصوّره أبداً , لقد أسعفت أناس كثيرين , رأيت مناظر اقشعر لها بدني , وأصوات الجرحى تحت الأنقاض لا تزال تتردد في أذني , الجيش الحر أحيانا يساعد في الإسعاف لأنه يسيطر على كل الآليات , لا أحد الآن يقف مع الشعب سوى عناصر الحماية الشعبية في سرى كانيه , ويسقط منهم قتلى وجرحى , هم يسهرون على حفظ الأمن وحماية الأعرا ض, رأيت شيوخاً فُصلت رؤوسهم عن الأجساد وأطفالاً لم يعودوا أطفالا من آثار القصف , فقدتُ صديقي كانيوار, رأيته بعيني ممدداً على الأرض بجوار والده , اللذين بقييا تحت الأنقاض ليومين , الجيش الحر لا يعرف الرحمة وكل عناصره من الشباب الغِر الذين غُرِرَ بهم هم يحاربون ولا يعرفون لماذا يحاربون , ثمة كتيبتان في المدينة تقوم بنهب الممتلكات , واحدة اسمها أنس بن مالك , والأخرى ليس لها تسمية هي مجموعة من العناصر .نحصل على المواد الغذائية من قامشلي ومن تركيا أحياناً , أغلبية الاهالي نزحوا إلى تركيا, لكن الأمر الذي لا أستطيع احتماله , هو تلك العوائل التي تنزح إلى تركيا ,وتضم تلك العوائل فتيات جميلات , يقوم الضباط الترك , بتأخير أوراقهم حتى تعتم الدنيا , ويقومون بانتهاك الأعراض , أمام عجز الأهالي الذين يهربون من الموت إلى الموت .النظام يحاول أن يعيد بابا عمرو في سرى كانيه , وأعتقد أنّ الدور آتٍ على باقي المدن الكردية .أخيراً أقول : نحن نقتل بيد الحركة الكردية نتيجة لخلافاتها وتشتتها , وصراعها على الدولارات , لقد سحقونا , وأذلونا وأتمنى من الله أن لا يذيق ما ذقناه لأعدائنا , لقد ذهب كل شيء وأصبح خرابا ُ أصبحت المدينة أثراً بعد عين , الطفولة , الشباب , المدينة الجميلة , رأيت أباءاً على الحدود السورية التركية يودعون الأبناء , ويستسمحون بعضهم الآخر , والدموع تقول كل شيء وفي النهاية قال لي :سامحني , وأعتذر منك أن أخطأت بحقك , ربما لن أعيش حتى الغد , وقل للرفاق إننا صامدون على الأرض التي هي سبب وجودنا , وأنهى المكالمة بعبرات , ودموع هي الوحيدة القادرة على نقل ما رأى , وبيّن أنه لا يبكي خوفاً من الموت , لكنه يبكي من الحال التي آلت إليه الأعراض , والنساء , وقال , سنموت هنا .
|
1641.
مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا
|
|
|