الأحد 08 أيلول / سبتمبر 2024, 03:19
رسالة من شاب كردي من سري كانيه إلى الشعب الكردي




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
رسالة من شاب كردي من سري كانيه إلى الشعب الكردي
السبت 17 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012, 03:19
كورداونلاين
نحن نقتل بيد الحركة الكردية نتيجة لخلافاتها وتشتتها , وصراعها على الدولارات , لقد سحقونا , وأذلونا وأتمنى من الله أن لا يذيق ما ذقناه لأعدائنا , لقد ذهب كل شيء وأصبح خرابا

نقلها بأمانة: خالد أحمد

 

هذا ما قاله لي قبل قليل شاب من سري كانيه – ش ع س - الكلام منقول من غير تصرّف أو أي تجميل :

" أنا عاجز عن وصف ما جرى ويجري لنا الآن في سرى كانيه , بيتنا قُصف ككل بيوت المدينة التي سُويت بالأرض ,لا أدري ماذا جرى لأهلي , الوضع خطير جداً في المدينة المنكوبة , الحالة أسوء من أن يتصوّرها أي أحد , الجيش الحرّ سحق المدينة بكل ما فيها , التنسيقيات لاذت بالفرار كذلك كل أعضاء المجلس الوطني الكردي , لم يبقَ من أحد في المدينة سوى عناصر اللجان الشعبية التي تحارب حتى آخر رجل فيها في سبيل حماية المدينة وأهلها وستر الأعراض , الكلّ نزح عن المدينة كانت التنسيقيات والمجلس الوطني من أوائل الهاربين من المدينة , طائرات الميغ لا تترك

شيئاً ألبتة , تحرق كل شيء , المدينة لم تُقصف اليوم , لكن المأساة مستمرة بشكل لا يمكن تصوّره أبداً , لقد أسعفت أناس كثيرين , رأيت مناظر اقشعر لها بدني , وأصوات الجرحى تحت الأنقاض لا تزال تتردد في أذني , الجيش الحر أحيانا يساعد في الإسعاف لأنه يسيطر على كل الآليات , لا أحد الآن يقف مع الشعب سوى عناصر الحماية الشعبية في سرى كانيه , ويسقط منهم قتلى وجرحى , هم يسهرون على حفظ الأمن وحماية الأعرا ض, رأيت شيوخاً فُصلت رؤوسهم عن الأجساد وأطفالاً لم يعودوا أطفالا من آثار القصف , فقدتُ صديقي كانيوار, رأيته بعيني ممدداً على الأرض بجوار والده , اللذين بقييا تحت الأنقاض ليومين , الجيش الحر لا يعرف الرحمة وكل عناصره من الشباب الغِر الذين غُرِرَ بهم هم يحاربون ولا يعرفون لماذا يحاربون , ثمة كتيبتان في المدينة تقوم بنهب الممتلكات , واحدة اسمها أنس بن مالك , والأخرى ليس لها تسمية هي مجموعة من العناصر .

نحصل على المواد الغذائية من قامشلي ومن تركيا أحياناً , أغلبية الاهالي نزحوا إلى تركيا, لكن الأمر الذي لا أستطيع احتماله , هو تلك العوائل التي تنزح إلى تركيا ,وتضم تلك العوائل فتيات جميلات , يقوم الضباط الترك , بتأخير أوراقهم حتى تعتم الدنيا , ويقومون بانتهاك الأعراض , أمام عجز الأهالي الذين يهربون من الموت إلى الموت .

النظام يحاول أن يعيد بابا عمرو في سرى كانيه , وأعتقد أنّ الدور آتٍ على باقي المدن الكردية .

أخيراً أقول : نحن نقتل بيد الحركة الكردية نتيجة لخلافاتها وتشتتها , وصراعها على الدولارات , لقد سحقونا , وأذلونا وأتمنى من الله أن لا يذيق ما ذقناه لأعدائنا , لقد ذهب كل شيء وأصبح خرابا ُ أصبحت المدينة أثراً بعد عين , الطفولة , الشباب , المدينة الجميلة , رأيت أباءاً على الحدود السورية التركية يودعون الأبناء , ويستسمحون بعضهم الآخر , والدموع تقول كل شيء وفي النهاية قال لي :سامحني , وأعتذر منك أن أخطأت بحقك , ربما لن أعيش حتى الغد , وقل للرفاق إننا صامدون على الأرض التي هي سبب وجودنا , وأنهى المكالمة بعبرات , ودموع هي الوحيدة القادرة على نقل ما رأى , وبيّن أنه لا يبكي خوفاً من الموت , لكنه يبكي من الحال التي آلت إليه الأعراض , والنساء , وقال , سنموت هنا .

1540.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات