أراس محمد :ما القصد من محاولات البارتي لتعطيل اتفاقية أربيل

أراس محمد :ما القصد من محاولات البارتي لتعطيل اتفاقية أربيل

الإربعاء 14 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012, 11:58

كورداونلاين

المخابرات التركية اختارت حزبين كرديين متطرفين في شعاراتهما وسلوكهما( يكيتي وآزادي ) , وحزباً له أرضية جماهيرية اكتسبها من مناداته بالبرزانية , فقامت بالتنسيق معهم لهذه الهدف و للأسباب السابقة مقابل منحهم وعن طريق المجلس الوطني السوري " ونفوذ تركيا فيه كبير" امتيازات شخصية وحزبية في المناطق الكردية

محاولات البارتي تعطيل اتفاقية أربيل ...مالغاية ؟؟!!

آراس محمد

ما إن تم الإعلان عن توصل المجلسين الكرديين في سوريا ( الوطني الكردي وغربي كردستان ) حتى لاقى تأييداً من لدن جميع شرائح شعبنا وبعث فيهم روح التفاؤل , خاصةً وأنه كان بإشراف ورعاية فخامة رئيس الإقليم كاك مسعود البرزاني , لإدراكه وإدراك الشعب الكردي في سوريا أن السير في اتجاه الصراع الكردي – الكردي سيكون بمثابة ضياعٍ حتمي لهذه الفرصة التاريخية لشعبنا لنيل حقوقه القومية العادلة .

تم الاتفاق بطريقة غير شرعية من الناحية التنظيمية , حيث أقدمت ثلاثة أحزاب بانتحال صفة المجلس ووقعوا على الاتفاقية بدون التشاور أو إبلاغ الهيئة التنفيذية في المجلس , ومع ذلك وتقديراً لعظمة مقام البرزاني , ولما في الاتفاقية من مصلحة عامة للشعب الكردي فقد تم غض الطرف عن هذا الخرق في الأدب التنظيمي .

أي أن من وقّع الاتفاقية هم نفسهم الذين يدعون بأنهم الرؤوس الثلاثة لهرم المدرسة البرزانية في سوريا , متناسين أن تاريخ صفحاتهم مليء بالتهجم على هذه المدرسة العريقة ( البارتي " جناح د .حكيم " – يكيتي " عليكو " – آزادي " مصطفى جمعة " ).

بالمحصلة ما أن بدأت القضية الكردية تتنفس الصعداء بعد مخاوف من الوقوع في شراك الاحتراب الداخلي حتى بدأ البارتي ومن خلفه حلفاؤه الجدد بتحركات من شأنها تعطيل عمل الهيئة الكردية العليا ومن ثم توجيه الضربة القاضية إلى اتفاقية أربيل لنسفها من الأساس .

من أهم التحركات التي أثارت الشبهة هي عدم تحركهم بتاتاً لتشكيل اللجان على جميع الأصعدة – توجيه الاتهام المباشر لوحدات الحماية الشعبية وعبر وسائل الإعلام بالتورط في حادثة اختطاف عضو اللجنة المركزية للبارتي السيد بهزاد دورسن دون وجود أي دليل ملموس يدينهم ( طبعاً تحميل وحدات الحماية الشعبية المسؤولية كونهم متواجدين في المنطقة شيء , واتهامه بشكل مباشر بعملية الاختطاف شيء آخر ) " بالرغم من أنهم عرفوا الآن أن رفيقهم موجود لدى المن العسكري إلا أنهم قرروا عدم إخبار رفاقهم " , واستغلال هذه الحادثة للتنصل من الاتفاقية وتعليق عضويتهم , على الرغم من أن مسألة عضويتهم لا تعود لهم كحزب بل هي عائدة لقرار المجلس الوطني الكردي في سوريا إذ أنها هي الجهة التي انتخبتهم وبالتالي من حقها فقط اتخاذ مثل هكذا قرار , كما أنهم بدؤوا بحملة إعلامية شديدة ضد حزب ال pyd غير آبهين ببند اتفاقية أربيل الذي ينص على وقف الهجمات الإعلامية بين الطرفين , وصلت إلى درجة اتهمهم فيها سكرتير البارتي د . عبدالحكيم بشار بشكل مباشر – كما أن عملية التزوير التي قام بها الدكتور عبدالحكيم بشار بالنسبة لأسماء الوفد الذي شارك باسم المجلس الوطني الكردي في مؤتمر الدوحة تعتبر خطوة مقصودة , حيث كان الوفد مؤلف من السادة هوشنك درويش رئيساً وبعضوية صالح كدو ومصطفى أوسو , فقام سكرتير البارتي بإرسال فاكس مزور إلى رياض سيف حاذفاً اسم هوشنك من رئاسة الوفد مضيفا اسمه محل اسم هوشنك , فهذا الخرق الفاضح يهدد وحدة المجلس بشكل مقصود , كما كان ينبغي على الوفد أن يذهب باسم الهيئة الكردية العليا ولكن للأسف ذهبوا باسم المجلس الوطني الكردي امتثالا لأوامر أحمد داوود أوغلو - كما جاء هجوم الجيش الحر على مدينة رأس العين الأمر الذي تسبب في هجوم قوات النظام على المدينة بشكل وحشي مستخدمين المدفعية والطائرات مرتكبين من خلالها أبشع المجازر بحق أبناء شعبنا , حتى بدأ الوجه الحقيقي لهم بالظهور إنهم كانوا من المشجعين لقدوم الجيش الحر ( هم ويكيتي وآزادي ) , وقد قامت هذه الأحزاب الثلاثة بالاستعداد لمساعدة الجيش الحر في حال قدومهم إلى القامشلي , وقد كان ذلك جلياً ليلة الجمعة 10/11/2012 حيث أعلنوا النفير لدعمهم .

كما أنه قبل ذلك حدثت استفزازات عديدة من قبل آزادي ضد ال pyd , فالجميع يدركون أن كتيبة صلاح الدين التي هاجمت الأشرفية عائدة لحزب آزادي , كما أن مقاطعة البارتي ويكيتي لاجتماعات الهيئة الكردية العليا تأتي في هذا السياق .

ويجب أن لا ننسى أن هذه الأحزاب باتت مسلحة , وإذا ما عرفنا أن رئاسة إقليم كردستان العراق نفت وبشكل قاطع بأنها لم ولن تقوم بتسليح أي حزب , لأن ذلك سيؤدي إلى تشكيل ميليشيات أحزاب وهي بداية الاقتتال الداخلي بينها , وقد أكدوا أن القوات الكردية السورية الموجودة في أحد معسكرات الإقليم هي عائدة للمجلس وليس لأي حزب بذاته , فهذه الأحزاب بدأت تظهر مسلحة وبشكل علني وخاصة في مكاتبها , وحسب المعلومات التي ترد من رفاقهم فإنهم اتفقوا مع تركيا عبر كتيبة صلاح الدين بدعمهم بالسلاح لهدفين متبادلين أولهما وقف مد نفوذ ال pyd وثانياً للسيطرة على المناطق الكردية بمساعدة الجيش الحر .

والآن , لماذا تقوم هذه الأحزاب بالتنسيق مع تركيا ؟ ولماذا يتزعم البارتي هذه المهمة ؟

بدون أدنى شك إن ما حدث في الأيام الأخيرة لا يغدو كونه مخطط استخباراتي تركي هدفه إجهاض أية مكاسب مستقبلية للشعب الكردي في سوريا , وكذلك يستهدف نسف البنية التحتية اقتصادياً في مناطقنا , وكذلك لخلق فتنة بين المعارضة السورية والحركة الكردية نفسها , وطبعاً بين مكونات الحسكة من كرد وعرب ومسيحيين , فإذا لم يكن الأمر كذلك فلماذا لم تقم تركيا بتقديم كل هذا الدعم للجيش الحر في باقي المحافظات السورية الحدودية , فقد قامت القوات التركية بفتح حدودها بشكل كامل قبل أيام من الهجوم على مدينة رأس العين , كما أنها سمحت ولأول مرة بدخول الجيش الحر إلى أراضيها والانطلاق منها للهجوم على المدينة , وقد قامت بنقلهم بالقطار .

بالنتيجة :

المخابرات التركية اختارت حزبين كرديين متطرفين في شعاراتهما وسلوكهما( يكيتي وآزادي ) , وحزباً له أرضية جماهيرية اكتسبها من مناداته بالبرزانية , فقامت بالتنسيق معهم لهذه الهدف و للأسباب السابقة مقابل منحهم وعن طريق المجلس الوطني السوري " ونفوذ تركيا فيه كبير" امتيازات شخصية وحزبية في المناطق الكردية ,

واليوم هذه الأحزاب لتكمل هذا المخطط الاستعماري تقوم سراً بالتقارب التنظيمي بينها وبين المجلس الوطني السوري , ومن جهة أخرى ستعلن قريباً اتحاد ثلاثي فيما بينها لإنهاء المجلس الوطني الكردي وكذلك لإنهاء اتفاقية أربيل وبالتالي الهيئة الكردية العليا , ولعلهم يدركون أو لا يدركون أن هذه الأمور إن تمت فسيكون اللاحق له هو الصراع الكردي الكردي وبالتالي ضياع هذه الفرصة ولعلها لن تتكرر خلال عقود طويلة من الزمن .

ملاحظة : كل ما سبق لا يعني أن pyd حمل وديع , بل له ما له من علات وتجاوزات وخروقات ولكن نقول رغم كل ذلك يجب علينا أن نستوعبهم لخطورة المرحلة والالتجاء بعد ذلك إلى صناديق الاقتراع .

وعليه فيجب على الشعب الكردي جميعاً أن يقف صفاً واحداً في وجه هذه المؤامرة القذرة على قضيته , ويكون يقظاً أمام ما يجري من حوله ويحافظ على مناطقه كرمز للأمان وللعيش المشترك وعنوناً للسلم الأهلي .

كما أننا نوجه نداءاً عاجلاً إلى فخامة رئيس إقليم كردستان العراق لوضع حد عاجل لتآمر حليفه الوهمي في سوريا ومنع هذا المخطط من المرور , والعمل بكل ما يملك من طاقة في سبيل الحفاظ على اتفاقية أربيل وتفعيلها لأنها الضامن وصمام الأمان لقوة الشعب الكردي ومستقبله .