إن أنكرنا أم لم ننكر فنحن بالمحصلة ننتمي إلى مجتمع شرقي أو أسرة شرقية وكلنا نعلم واجبات البنات في الأسرة كترتيب البيت الداخلي للأسرة أو تنظيفها أو حتى مساعدة الأم في أعمال الطبخ .
ويبدو ذلك واضحا عندما تزور بيتا ,فالوهلة الأولى تبدو أناقة البنات للعيان ونأخذ نظرة شاملة بأن البنات يقومون بواجبهم أو لا في ذلك البيت ,هذا على الصعيد الاجتماعي فهي تماما كالصعيد السياسي,فكلنا نعلم إن محافظة الحسكة منذ بداية الثورة وحتى يومنا هذا لم تقصر يوما في أداء واجبها في التنديد بالنظام واستهداف سقوطه وسقوط أعوانه في المحافظة,وحافظت على سلمية الثورة وذلك بالمظاهرات السلمية اليومية والأسبوعية منددا بالحكومة في الاعتداء على المحافظات الأخرى في سوريا ,وذلك بالعصيان المدني أو التنديد السياسي وذلك عبر بيانات رسمية أو مظاهرات خاصة للتنديد بذلك وفضح جميع جرائم النظام عبر لافتات مكتوبة أو صحف إلكترونية محلية ودولية وعالمية .
وكان لها دور مهم جدا في إيواء العديد من أبناء الوطن من بقية المحافظات في بيوتهم وأحضانهم متقاسمين رغيف الخبز بينهم متعاونين دائما في إسقاط النظام مطالبين بالديمقراطية والحرية وتقديم الكثير من وسائل العيش لسكان المحافظة وسكان المحافظات الأخرى بالطعام والشراب والألبسة وحتى ماديا.
فهي كانت بمثابة منطقة عازلة هادئة نوعا ما لجميع أهالي سوريا.
ولكنني أخذ على الجيش الحر تدخله في المحافظة وذلك بتحرير مدينة (رأس العين )وغيرها ,فتحرير هكذا مدن من مفارز الأمن للنظام أو عدم تحريرها لا يقدم ولا يؤخر شيئا في الثورة السورية .
فعلى العكس تماما يجب أن تتوجه كل المعارضة من جيش وثوار باتجاه العاصمة لإسقاط النظام واقتلاع جذوره من الأصل فأن حررنا محافظة الحسكة أو لم نحررها لا تفيد شيئا في إسقاط النظام ولا تخدم الثورة لأن في ذلك توزيع للجيش الحر في مناطق هي بالأساس ليس للنظام معاقل فيها أو قوى يجب محاربتها لإسقاطه في العاصمة أو هو تشتيت لقوى الثوار على أكبر مساحة في الوطن وعندها تضعف التركيز في المركز .
فالمهم في الوقت الحاضر يجب أن يكون التركيز على أهم مدينتين حلب ودمشق حصرا فبإسقاط العاصمة الاقتصادية (حلب)تساعد في إسقاط العاصمة السياسية وهذا هو جوهر الصراع الذي نسعى إليه لأن في ذلك حسم للثورة في القضاء على عصابة الأسد في معقله السياسي والاقتصادي.
فليس من تحرير محافظة الحسكة أو غيرها من المحافظات البعيدة عن العاصمة ما يخدم الثورة والثوار فبالأساس ليس للنظام ما يخاف عليه في محافظات كهذه .
المهم في هذه المرحلة أن يجمع الجيش الحر قواه وكتائبه ونخطط للهجوم على العاصمة معقل بشار وتوجيه ضربات قاصمة وقاتلة له فأن تحرك وقع وأن وقع مات وبذلك نكون قد خدمنا الثورة السورية .
ومن جهة أخرى لا يخفى على أحد التصريحات التي أدلى بها بشار للقناة الروسية عندما قال :(إن رحلت فسوف ارحل من سوريا إلى سوريا ,ولست دمية صنعها الغرب فأنا من صنع سوريا وسأعيش وأموت في سوريا)لم يكن كلامه عبثا بل عن قناعة وترتيب مخطط لها مسبقا.
فهو يقصد أن رحل من دمشق فسوف يرحل إلى قرداحة اللاذقية ,وبذلك ينوي تقسيم سوريا إلى دويلات فهذا هو الحل الأخير لديه .
وهذا مالم يقبل به الشعب السوري فسوريا وحدة واحدة ولكل السوريين وبشار ليس إلا شوكة في خاصرة الجسد السوري ويجب اقتلاعها.
وفي الأخير أوجه كلامي إلى أخوتي في الجيش الحر الذين أقدرهم أكثر من أي شيء في الحياة لأنهم هم الحماة الواهبون بحياتهم في الدفاع عن الوطن والمواطن .
أن يدركوا ويخططوا ويجتمعوا على مصلحة الوطن والمواطن قبل كل شيء وفي دحر الأسد ثانيا فمحافظة الحسكة بقيت عذراء طيلة أيام الثورة ولم يعبث بها النظام ولم يغتصبها كما عبث بالمحافظات الأخرى ,فدعوها عذراء حتى لا تغتصب من النظام ويكون له حجة في تدمير مدنها وقتل سكانها أو تهجيرهم بحجة أن الجيش الحر قد حرر تلك المدن فهذه المحافظة ومدنها محررة بالأساس .
فأن حررت العاصمة من نير الاستعمار الأسدي فحينها كل سوريا محررة وعلى الثوار أن يدركوا ذلك جيدا.