د.م.درويش:حرب المبادرات وتسلّط بعض المكوّنات على تشكيلة المعارضة السورية
السبت 10 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012, 06:30
كورداونلاين

أتمنى من أي مجلس معارض جديد أن لا يكون هناك أي تسلّط أو تهميش أو تقزيم لأي مكوّن سوري وأن تُحترم المرأة وتُعطى نصابها الطبيعي كأي مكون سوري آخر بل وأكثر
حرب المبادرات وتسلّط بعض المكوّنات على تشكيلة المعارضة السورية الجديدة؟
يتّضح للمعارضين المستقلين كمطّلعين وكمتابعين للشأن السوري ولتطورات الأوضاع الميدانية وتفاقم أزمة المعارضات السورية للاتفاق والخروج بثوب شامل يغطي الجميع ويجمعهم على هدف وآلية مشتركة تضمن الدعم الكامل للثورة السورية في سبيل انتصارها والانطلاق من قاعدة ثابتة وواضحة نحو مرحلة انتقالية ذات أبعاد تعددية وتشاركيّه دون إقصاء أو تهميش أو تقزيم لأي مكوّن سوري دون السّماح لأي من هذه المكونات أن تتسلّط أو أن تتقوقع أو أن تتكتّل للضغط على المكونات الأخرى مُستفيدة من ممارسات أتباعها ميدانياً ومُستفيدة من عمقها القومي أو الديني؟
أستطيع القول بأن التمويه الإعلامي وضحالة ما يصدر إعلامياً عن المعارضين المتصارعين فيما بينهم واستئثار البعض منهم للمعلومة، جعل من المتابعين في حيرة من أمر المعارضات السورية وتفرّعاتها وتبعيّاتها في الداخل والخارج، وهذه الحالة المضّطربة لدى المعارضات السورية ولاسيما تلك المجتمعة في الدوحة لا أرى فيها أي تقدّم أو نجاح إلاّ بما تحمله من مفاجآت جديدة على المستوى الزمني وعلى مستوى مكان انعقادها وتتابع اجتماعاتها دون الخروج بما يفيد السوريين الذين تظاهروا منذ 20 شهراً ومازالوا يتظاهرون رغم كل العنف الموجّه لهم من النظام ورغم كل تقاعس وتصارع المعارضات السورية وعدم توافقها على إستراتيجية عمل مشتركة بسبب أنانيتها وتكتّلها واعتمادها على مؤثرات إقليمية ودوليّة، هذه المؤثرات كادت أن تُفرغ الثورة السورية من مطالبها وطموحاتها في الحرية والكرامة والتخلّص من القمع والاستبداد والبحث عن حقّهم في تقرير مصيرهم.
لا أدري بماذا ستخرج المعارضات السورية بعد كل هذه الجولات الاستعراضية في الدوحة ومن قبلها كانت هناك جولات كثيرة في إستانبول والقاهرة، ولو عدنا بإجراء مسح سريع لهذه الجولات السابقة مُضافاً إليها تقديراتي لما ستؤول له جولات الدوحة، لوجدنا أن التيار الديني مازال يثابر في نفس المضمار سعياً لفرض هيمنة إخوانيّة إسلامية متُعاطفة مع الجوقة المسيحية وتفاهمهما كلاهما مع التيار القومي العروبي وتعاضدهم مُجتمعين في وجه التيار الليبرالي والعلماني السوري الذي يحاول أن يستفيد من تقاربه مع الكورد، ثاني اكبر قومية في سوريا، وتعاطف هذين الأخيرين مع كل القوميات الغير عربية في سوريا، وسعي الكورد وهذه القوميات اللاّعربية إلى ترسيخ مفهوم ومشروع سوريا الاتحادية التّشاركية بين العرب والكورد كمكونين غالبين في سوريا.
طالما لن تُحدّد كل الثوابت المشتركة والطموحات المستقبلية التي تسعى لها كل المعارضات السورية عرباً وكورداً وآشوريين وآخرين، إسلاميين ومسيحيين، لن يكون هناك معارضة سورية مشتركة ومُتفاهمة ولن تتقدّم أو تنجح أو تلحق بسويّة السوريين الثائرين السلميين والمسلّحين، بل أستطيع أن أقول بأن هذه المعارضات ستصبح قريباً عبئاً على الثورة السورية وعنصراً مُضلّلاً لبناء سوريا الجديدة فيما إذا انتصر الثوار على الأرض وبقي المعارضون السوريون يتصارعون خارج الحلبة لحقيقية مُتنقّلين بين إستانبول والقاهرة والدوحة.
أتمنى من أي مجلس معارض جديد أن لا يكون هناك أي تسلّط أو تهميش أو تقزيم لأي مكوّن سوري وأن تُحترم المرأة وتُعطى نصابها الطبيعي كأي مكون سوري آخر بل وأكثر.
أدعو كل المعارضات السورية للتفاهم والتسامح والتشارك في مجلس ثوري وطني سوري يجمع مُمثلي الناشطين والعسكر والساسة ويعكس من خلاله كل المكونات السورية وبأحجامها الطبيعية، وبأن تتفق على خارطة طريق واقعية لنصرة الثورة السورية وعلى وثيقة وطنية لسوريا الغد، تُوضّح فيها حقوق كل المكونات السورية السّاعية لتحقيق مصيرها، وبالتالي للخروج بمعارضة سورية مشتركة ومتفاهمة. تحيا سوريا حرّة اتحادية ولكل السوريين.
معارض كوردي مستقل، 09/11/2012