الأحد 08 أيلول / سبتمبر 2024, 03:06
حسني كدو :التاريخ يعيد نفسه




حسني كدو :التاريخ يعيد نفسه
الجمعة 02 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012, 03:06
كورداونلاين
في الماضي القريب والحاضر عشنا الابادة الجماعية , والانفال والحزام العربي , والغازات الكيميائية واقسى انواع التطهير العرقي , والاقصاء والتهميش والفقر والمجاعة , والحرمان من اللغة

       التاريخ يعيد نفسه

بداية أعتذر عن الاساءة الى أي حد صغيرا كان ام كبيرا , فردا أم حزبا , أمراة ام رجلا  , ثم ان هذه ليست لغة تشاؤمية أو  مزاجا رماديا بل واقعا لمسته من خلال القراء ة الموضوعية والواقعية للحالة الكوردية في جميع مراحل نشأتها وتاريخها قديما وحديثا , وأخشى أن يكون مستقبلا ,  وهنا لا الوم صديقي الكوردي وبعد كل هذه النقاشات والاجتماعات والمؤتمرات الذي قال بصريح العبارة لا تسألني عن الكورد فأنا (حلبي  )من الان وصاعدا  , توقفت لبرهة  ثم تأملت حال الالاف مثل صديقي (الحلبي ) وتبادر الى ذهني  كيف سيكون حالنا ؟ ومن وما الذي أوصلنا الى مثل هذا التفكير.

هل حقا نحن  امة  عظيمة  ؟ لماذا لم نستطع انشاء دولتنا القومية أسوة بالشعوب والامم الأخرى ؟وما هي معايير النجاح والفشل للامة وللشعب ؟ مالذي قدمه الشعب الكوردي للانسانية وللبشرية ؟ ماذا قدم الساسة الكورد قديما وحديثا من اجل نفسه ومستقبله وامته وجغرافيته ؟ هل قرأنا التاريخ القديم والحديث للدول والشعوب ؟ هل استفدنا من تجارب شعبنا المريرة والباهظة في كل أجزاء كوردستان ؟ هل نعرف ماذا نريد , وما لنا وما علينا ؟ لماذا نحن خير الناس للغير ؟ وأباطرة على اخوتنا وشعبنا ؟ لماذا كل هذه التضحيات اذا كنا لا نتفق مع بعضنا ولا نعترف بقائد لنا يوحدنا ؟ ا

لقد كان للكورد كيانات مستقلة تحكم نفسها بنفسها اسوة بالشعوب المجاورة لها , ولكنها لم ترق وتسم الى مستوى الدول والشعوب التي كانت اقل تماسكا ومستوى ومع ذلك اصبحت دول مهمة وحكمت العالميين العربي والاسلامي لقرون عديدة.

لقد ضحى قادة الكورد قديما بشعوبهم ودولتهم القومية في سبيل انشاء كيان اسلامي اشمل واقوى , مؤمنين بالدولة الاسلامية والاخوة الاسلامية  على حساب مصالحهم القومية  , وتجلى ذلك في الدولة الايوبية والمروانية  و الخ..

لقد ظلمنا العالم والتاريخ, لقد غدر بنا الصفويين والعثمانيين , لقد فرقنا وقسمنا سايكس وزير خارجية بريطانيا العظمى وبيكو الفرنسي , لقد قاتلنا بعضنا البعض عشائريا وطبقيا وديننيا , وكنا دائما كبش فداء لاننا كنا جهلة وغير واعيين لما يدور حولنا, لقد خذلنا زيد وعبيد  , ودخل بيننا الاعداء , ولم نتنازل لبعضنا البعض , وكنا أنانيين ...و  ...  و ... و . . و لذلك امسينا بدون كيان , لقد حللننا الماضي  , وكشفنا عن المستور , وانتقدناه  واخذنا منه العبر .....ولكن هيهات .....

غير ان ما يحدث على الساحة الكوردية السورية   اليوم خير دليل على اننا شعب نعيد انتاج انفسنا ولكن  باضافات , وبان التاريخ يعيد نفسه بدوائر , وباننا بعقليتنا هذه سندور في هذه الدوائر من دو ن اي تأثير يذكر. و سندور وندور  فقط ولن  نحقق اي شيء ....ثم نلوم الأعداء و الغير................

اين مجلسنا الوطني الكوردي ؟ أين الهيئة الكوردية العليا  ؟ اين الشارع الكوردي  ؟ أين التنسيقيات من الاحداث التي تجري على الساحة السورية عامة و  الكوردية  خاصة؟ اين الشعارات التي كنا نطلقها  ؟

ففي الماضي  القريب والحاضر عشنا الابادة الجماعية  , والانفال والحزام العربي , والغازات الكيميائية واقسى انواع التطهير العرقي , والاقصاء والتهميش والفقر والمجاعة , والحرمان من اللغة  ....فما الذي فعلناه لهذا الشعب المقهور ,  المغلوب على امره , والمخدوع في كثير من قادته , و في مثقفيه و في وجهائه ومشايخه  ؟ الا يكفي كل هذه المهانات , والحرمان من الوطن الواحد  , والعذابات ,  واليتامى في الجنوب والشمال والشرق والغرب ؟ الى متى سيبقى الكورد غير متحدين كاضعف ايمان ؟ والى متى سنهدر الفرص تلو الفرص .؟ والى متى ستبقى احزابنا تغرد بمفردها بعيدة عن الهدف المنشود, والامل المعهود, والامن المفقود, والوحدة المنشودة  ؟ الا يكفي اننا كامة كوردية محاصرة من قبل اربع دول تنهش لحمنا ليلا ونهارا؟

أما اليوم فنحن نعيش حالة اسوء بكثير من الماضي , الاحزاب لاتعد و لا تحصى , وهي تعيش بورصة المزايدات , والخلافات تتفاقم بسبب وبدون سبب , وهذا العضو يلقي محاضرة في عامودة وذاك في  معبدة وثالث في عنترية ورابع في هلالية ..والخامس في كوباني والسادس في عفرين  ....ولكن الكل بعيد عن الجوهر والخلافات  في تزايد وامل الشعب المسكين يتناقص يوم بعد يوم , والاخطار تتزايد ...والصدام  والانفجار قاب قوسين او ادنى  ...والتصريحات من هنا  او هناك ... والكتائب التي تتدعي الثورة ستخلط الحابل بالنابل....

حقا الامم العظيمة تنهض من الركام , وتتحدى العالم وتقف على ارجلها , وتبني نفسها بسواعد ابناءها , اما نحن امة الكورد , نعرف كيف نحرق انفسنا , وندمر مابناه الاخرون في غفلة عن الزمن لنا ¸مثلما نتصرف اليو م مع الثورة السورية , هذه الثورة التى تعد خير خلاص لنا من الظلم الذي لحق بنا منذ اربعة عقود , ومن واجبنا ان نقف  معها وضد من يحاول ان ينحرف بها  ويجرها الى ثورة مضادة , ثورة ضد التحرر والتمدن والديمقراطية  والحرية.

الرياض

الخمبس 1-11-2012

Hezni.gadoo@hotmail.com

423.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات