السبت 21 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 14:43
طه الحامد:لامكان للضعفاء في الملاعب السياسية




طه الحامد:لامكان للضعفاء في الملاعب السياسية
الإربعاء 31 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012, 14:43
كورداونلاين
عندما يصرح الأقوياء وهم أسرى في معتقلات الكبار ، يتداول تصريحاتهم اكبر الصحف ووسائل الاعلام ويذهب الآخرون إلى حيث مقراتهم للتفاوض معهم كلاعبين ،أقوياء بينما يستجدي الضعفاء الأطراف الأخرى من أجل لقاء هنا أو هناك

لامكان للضعفاء في الملاعب السياسية


قديما قالوا إن السياسة هي لعبة الكبار، لا قوانين ولا مصالح ثابتة فيها، لا أعداء دائمون ،لا حلفاء دائمون ،مشاهدوها هم فقط الثابتون ، المنتصر فيه هو القوي الذي لايحمل بين صفوفه خائنون، أو مترددون أعينهم على مكاسب شخصية صغيرة وتافهة  ، وحين ينعق الصغار المتشتتون الضعفاء ،ويحاولوا مقارعة الكبار ، والثرثرة في مجال لا يفقهون خباياها ،عندها تصبح السياسة لعبة هزلية .

السياسة في احد جوانبه  هي  فن الحضور والبقاء ،أتقنه الأنسان في مسيرة صراعه الطويلة  ضد الأخطار التي كادت أن تودي بفناءه ،في صراعه مع قساوة الطبيعة، والوحوش الضارية،في البراري وكهوف الجبال ،توجها بمقولة اصبحت احدى المسلمات ألا وهي البقاء للأقوى .

يمكننا النظر من خلال ذلك السياق ،إلى مايحدث في منطقتنا ،من عواصف وتقلبات ، ستؤدي إلى تغيير الخرائط وتفكيك بنى أصبحت عاطلة وظيفياً، في نظر القوى العظمى التي أوكلت إليها سابقاً مهام خدمية في سياق  المشروع العالمي الذي أعقب الحرب العالمية الثانية  ، وعلى عتبة بناء الخرائط الجديدة سيكون للاعبين  جدد الدور الوظيفي الأبرز ، وإن كان سابقاً الكوردي يخوض  معاركه السياسية ، على قاعدة فن المستحيل في زمن المستحيل ، الآن فتحت له آفاقاَ وأصبحت السياسة فن الممكن في الزمن الممكن .

هنا يمكن تصنيف الحراك الكوردي إلى مجموعات ثلاث ;

- مجموعة سياسية تبغي تغيير الوضع القائم ،لكنها ضعيفة متشرذمة ،لاتملك أدوات الغيير ،ولا تتقن فنون اللعبة ولاتعرف خفاياها ،ستخسر مهزومة مأزومة من حلبة الصراع ،أو تستسلم لمسيرة الموج كمفعول به .

- المجموعة الثانية يبغي تغيير الوضع القائم من خلال تدميره والبناء على انقاضه وتدرك ماهية الممكن ،في البيئة الجديدة والزمن الجديد ،وتملك أدوات الهدم والبناء،في مقارعته للمستحيل هنا أو هناك ،من خلال قوته على الأرض ومقوماته البشرية والمالية والأعلامية ،سيفرض واقعاَ جديداً وستخرج منتصرة في هذا الصراع .

- المجموعة الثالثة تتعامل مع المتغيرات في اطاره وتدور في فلكه ،هي ليست صانعة له أو مؤثرة فيه ، بل أدوات يصنعها ويديرها الآخرون في سياق مصالحهم ، مجموعة خاملة تبغي الأستقرار والأستمرار للأوضاع القائمة حفظاَعلى مصالحها الضيقة ، وتميل للتنازلات والإنبطاحية والحلول الوسط التي تبقي على بقاءها  متسولة على موائد الآخرين .

اخيراً  نستطيع الجزم ان القوة على الارض، والماكينة الاعلامية الضخمة  والوحدة الصوانية ، والجمهور المنضبط الملتزم هي تصنع أحزابا يهابها الآخرون ويحسبون له ألف حساب ، وليس إستصغاراً بأحد لو صرح كل الأمناء العامون لبعض الأحزاب جماعة وفرادة ربما لن يعيره أحداً إهتماماً يذكر إلا من باب الفضول والتصدّق ، بينما عندما يصرح الأقوياء وهم أسرى في معتقلات الكبار ، يتداول تصريحاتهم اكبر الصحف ووسائل الاعلام ويذهب الآخرون إلى حيث مقراتهم للتفاوض معهم كلاعبين ،أقوياء بينما يستجدي الضعفاء الأطراف الأخرى من أجل لقاء هنا أو هناك ، ليس عبثا  فضّل  رب العالمين اليد العليا على اليد الدُنيا،فلا مكان للضعفاء في ملاعب الكبار.

389.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات