السبت 01 حزيران / يونيو 2024, 22:32
سلمان الخليل:الأغلبية الصامتة وضرورة العمل السياسي




سلمان الخليل:الأغلبية الصامتة وضرورة العمل السياسي
الجمعة 26 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012, 22:32
كورداونلاين
هذه الأغلبية لها كل القدرة على القيام بدور فاعل في الحياة السياسية الكوردية وذلك من خلال بناء وتأسيس مشروعها الفكري السياسي , وصياغة أهدافها على أسس واقعية

الأغلبية الصامتة وضرورة العمل السياسي ...           سلمان الخليل *

يعتبر الفكر النقدي جزء أساسي من الديمقراطية واحد الشروط الضرورية لتحقيقها , لذلك من البديهي عندما نقوم بتشخيص وتحليل الواقع السياسي الكوردي نعتبرها ممارسة ديمقراطية أولا , ولأننا ندرك بان الجديد لا بد إن يولد من رحم القديم ثانيا , فالمراجعة النقدية الفكرية الشاملة والتحليل النظري المستمر للواقع السياسي الكوردي , يمكن أن تبنى عليه التحولات السياسية الجديدة .

 ان التشكيلات السياسية الكلاسيكية الموجودة على الساحة الكوردية مع تقديرنا الشديد لها ولكافة أعضائها أثبتت بأنها غير قادرة على تشكيل حراك مجتمعي جديد في خضم الثورة السورية التي مازلنا نعيش أحداثها فهذه التشكيلات على ما يبدو لم تكن تمارس السياسة بشكل حقيقي على مدى أكثر من خمسين عاما إنما مارست الحزبوية الضيقة وهذا النزوع نحو الحزبوية كان نزوعا مدمرا ومانعا من نشوء مفهوم فاعل للمصلحة الكوردية والوطنية , ان المشكلة الحقيقة لهذه التنظيمات إن الفاعلين فيها والقائمين عليها لم يكونوا يؤمنون إيمانا حقيقيا بان التنظيم السياسي هو أداة نضالية لتامين حقوق الشعب الكوردي المشروعة إنما فعليا كانوا يستخدمون تنظيماتهم كواجهة لتحقيق مصالحهم الحزبية أو الشخصية النفعية , لذلك لم تستطع ان تقوم بمهمة الاستقطاب الجماهيري في اللحظات التاريخية الحاسمة مثل هذه اللحظة الهامة من تاريخ سوريا وثورة شعبها على نظام الاستبداد و الفساد , ولأننا نعتقد أن التاريخ لن يرحمنا إذا ضيعنا الفرصة على الشعب الكوردي في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا .

إذا فالواجب الأخلاقي والقومي والوطني يستدعي منا كغيورين على  حقوقنا القومية كشعب كوردي وكحريصين على مصلحة وطننا سوريا , تأسيس اطر سياسية مدنية جديدة تمثل الإرادة الشعبية أي نابعة من الجماهير وهذا يعني تلقائيا تراجع التنظيمات السياسية التقليدية أو على الأقل تقليص دورها إلى حد كبير , إن ولادة تنظيمات سياسية جديدة حاملة مطالب قومية ومصلحة وطنية , يفترض لا محال إعادة تموضع القوى السياسية على الساحة الكوردية مما يقلص كثيرا من نفوذ وسيطرة التشكيلات السياسية التقليدية التي دخلت مرحلة الشيخوخة الفكرية والعمرية , أو التي لا تمثل ولا تعبر عن مطالب الشعب الكوردي في سوريا بشكل حقيقي وهذا يستلزم من النخب المرتبطة بالطبقات الشعبية و الطبقة الوسطى الخروج من عزلتها وهامشيتها , وكذلك يستوجب من الأغلبية الكوردية التي ما زالت إلى الآن تلتزم الصمت وليس لها دور فاعل على الساحة السياسية لأنها غير راضية عن هذا الواقع وغير راضية أيضا عن أداء التنظيمات السياسة , يستوجب عليها التحرك والانخراط في الشأن العام لتصحيح المسار , لان الواقع السياسي الكوردي لن يتم تصويب مساره بالهروب منه أو نحن جالسون في بيوتنا , ومنقطعون عن التفكير والعمل من اجل حقوق شعبنا ومستقبل أبنائنا , فلا تغيير ممكن إلا إذا قبلنا بتحمل مسؤلياتنا بشكل عملي , وواجهنا أخطاء واقعنا من خلال إيجاد البدائل المناسبة .

ان تغيير هذا الواقع يتطلب من الأغلبية الصامتة الخروج من عزلتها وسلبيتها لان التغيير لن يكون سهلا ولن يأتي بالتنظير والكلام والتمني .

إن هذه الأغلبية لها كل القدرة على القيام بدور فاعل في الحياة السياسية الكوردية وذلك من خلال بناء وتأسيس مشروعها الفكري السياسي , وصياغة أهدافها على أسس واقعية تستطيع من خلالها الدفاع عن حقوق الشعب الكوردي , بذلك تتمكن هذه الأغلبية من إعادة صياغة الحالة السياسية عبر تجاوز الحالة الحزبوية الضيقة التي نرجو أن تكون قد شارفت على نهايتها ( لان الحركة السياسية في أي مجتمع هي احد اشكال تحديده الذاتي وتعبير عياني عن مستوى وعيه لذاته ) ونعتقد إن الأغلبية الصامتة الكوردية أصبح لديها الوعي الاجتماعي والسياسي الذي يؤهلها لتقييم التجربة السياسية الكوردية , وتاليا تأسيس مشروعها الفكري السياسي الذي يخدم الإنسان الكوردي والقضية الكوردية أولا , وكذلك يخدم مسالة الديمقراطية في سوريا بوجه عام .

 

233.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات