 |
السبت 08 شباط / فبراير 2025, 07:36
|
|
حسني كدو :الطفل السوري وغربة العيد
الخميس 25 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012, 07:36 كورداونلاين

سنذهب ونبني وطنا بحق...وطنا لكل السوريين , وطنا يسود فيه العدالة والحرية والديمقراطية ,وطنا يستطيع فيه صديقك شورش الحديث والتعلم بلغته الأم . وطنا خال من الظلم والحزب الواحد
عيد الاضحى المبارك على الابواب الكل مبتهج والاطفال يرقصون ويفرحون لقدومه والناس من حولنا يجهزون انفسهم للاحتفال بالعيد وقضاء الاجازة بين الاهل والاقارب حيث لا اجمل من صبيحة يوم العيد بين الاهل والاحباب . سمع الولد الصغير هذه الكلمات من امه, فهاج وماج, وذهب الى والده الذي كان جالسا في ركنه المعهود متظاهرا بعدم سماعه بما دار بينهم من حديث . نهض الولد الصغير وجلس في حضن والده وهو يداعب لحيته الرمادية قائلا ابي ..... لقد اشتقت كثيرا الى اولاد عمي وخالي وخالتي وعمتي .... اشتقت كثيرا الى بيتنا ...... اريد ان اقضي اجازتي بين اهلي في بلدي في مدينتي الصغيرة الجميلة............ لقد مضى وقت طويل لم نتحفل بالعيد هنا في غربتنا وهناك بين الاهل .نظر الاب اليه بكل حنية و حسرة......... حسنا يا بني سنقضي اجازة العيد مع الاصدقاء على شاطىء البحر في الدمام حيث المنتزهات وجسر الملك فهد الذي يربط بين السعودية والبحرين ونستطيع ان نذهب الى شاطىء جبيل وشاطىء نصف القمر , وشاطىء المرجان ونركب البحر ..... ونسبح ......ونشوي السمك و.....الخ . تأفف الولد الصغير وهو يقضم أظافره .. لا لا لا اريد الدمام لقد ذهبنا الى الدمام كثيرا . اريد ان نذهب الى سوريا حيث جدي وجدتي وعمي وخالي واصدقائي الذين اشتقت اليهم كثيرا , وبيتنا الذي انتظرناه طويلا ,ولم نره الا لبضعة أيام ............... هيا ....هيا يا ابي ارجوك ارجوك .............. امي تبكي ليلا ونهارا بسبب والدتها المريضة , واباها المريض واخيها الذي اصيب بأزمة قلبية ........... هيا يا ابي... تشجع كل الامور على ما يرام ....... سيارتنا جديدة ووسيعة .............واخي الكبير سيساعدك في القيادة .............. والجوازات معك ...ولاينقصنا اي شىء ارجوك ...يا ابي تشجع ........هيا هيا أرجوك الاجازة طويلة ومملة هنا ..... اتذكر كيف كنت تزور الديار في جميع الاجازات والمناسبات!............لماذا لاتريد السفر الأن يا ابي... التفت الاب الى زوجته وتحاشى النظر في عيونها الحزينة المتلهفة وهي تنتظر الرد على الحاحات ابنها ...تنهد الاب طويلا والدموع في عينيه , والحسرة تعصر قلبه... وهو الذي كان يعد الشهور والأيام بل الساعات والدقائق والثواني وينطلق كالسهم لقضاءالاجازة بين ربوع الوطن ودفء المشاعر لايأبه بشيء ..ولكن......الأمر مختلف...........ثم نظر الى ولديه وزوجته حسنا كفا يا بني ...لاتفتح الجروح اكثر مما فتحت ...نحن لانستطيع ان نذهب الى الديار والو...... لم يصبر الولد لسماع الاجابة كاملة .... انتفض صارخا انت لاتحبنا .....ولا يهمك سعادتنا........ لماذالا لانستطيع السفر؟.........................جارنا سامر السوري سيسافر غدا وجارنا عواد الاردني سيسافر بعد غد الى بلده , وكذلك جارنا المصري سيسافر غدا , فلماذا لانستطيع ان نسافر ايضا ؟ حسنا يا بني الاوضاع في بلدنا غيرمستقرة وغيرمناسبة للسفر والطريق من الحدود الى ديارنا محفوفة بالمخاطر قد نقتل او نعتقل .. سوريا لم تعد كما كانت يا بني ....القتل في كل مكان ..وكذلك الدمار ... ونحن لم نعد مرحبا بنا يا بني... لقد وقفنا الى جانب الحق ...الى جانب الثورة ....... هذه الثورة التي انتظرها جيلنا منذ اكثر من اربعة عقود حالمين بأن يكون لنا وطنا نشعر بدفئه وحنانه , ولكننا اصبحنا كالغرباء ............المسافر اليه لايعود الا بشق الانفس او بثوب الذل ........... سننتظر يا بني أياما .......... او أشهرا ... ثم نذهب اليه رافعينا الرؤوس شامخين مكللين بالنصر المؤزر على الظلم والاستبداد والطائفية البغيضة الكريهة . ....... سنذهب ونبني وطنا بحق...وطنا لكل السوريين , وطنا يسود فيه العدالة والحرية والديمقراطية ,وطنا يستطيع فيه صديقك شورش الحديث والتعلم بلغته الأم . وطنا خال من الظلم والحزب الواحد .......... وطنا لجميع السوريين لعربه وكرده , بعلويه ودروزه ومسيحيه ومسلميه , وجميع طوائفه , وطنا حلمنا به طويلا, وحرمنا منه حتى هرمنا ....صبرا صبرا.. يابني , و صبرا صبرا يا وطني العزيز, سنعود ونزور منازل اصدقائنا الشهداء والجرحى وسنفتش عن المفقودين , وسنضع أكاليل الزهور على القبور, وسنقبل جبهات امهات الشهداء ,وسنمسح دموع الثكالى واليتامى وسنحتفل برجوع الوطن الى اهله ,وعودة الاهل اليه , وبعودة البسمة الى شفاه الاطفال والامهات. وعدا مني ياولدي الحبيب سنحتفل بالعيد القادم بمشيئة الله في الوطن الحبيب ونرفع علم أزادي على كل ربوع سوريا.
|
358.
مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا
|
|
|
|