الأحد 09 شباط / فبراير 2025, 06:34
مظلوم حسو :أربيل و قنديل والثورة السورية




مظلوم حسو :أربيل و قنديل والثورة السورية
السبت 20 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012, 06:34
كورداونلاين
التنسيقيات الكردية تبخرت وطاقات الشباب الكردي لم تجد طريقها الى من يحتويها وينميها فكان الملاذ الآمن لهم هو الهجرة والهروب من الواقع السياسي الكوردي المزري , الهجرة خارج كوردستان متخلين عن أرضهم وعن قضيتهم

أربيل و قنديل..  والثورة السورية

انطلق ربيع الثورة فكانت تونس بالمرصاد , استشهد بو عزيزي فكانت الحرية للشعب التونسي ,واستمرت الحرية في طريقها مروراً بليبيا ومصر واليمن الى أن وصلت سوريا من الجنوب لتضيء من درعا اول شمعة تقشع سماء سوريا , ف لب ّ الشمال الشرقي صوت الحرية والكرامة حيث قامشلو .

بدأ الشباب الكردي شق طريقهم نحو الحرية الى جانب االشباب السوري المنتفض , دعا فئات المجتمع جميعها الى الاحتجاجات والتظاهر , عمل في الاعلام , شكل التنسيقيات , نجح في اقامة علاقات وطيدة مع تنسيقيات المحافظات السورية الاخرى .

بعد مرور شهرين من عمر الثورة , عمل النظام السوري وببراعة على تحييد المناطق الكردية فكانت ورقة قنديل هي الفاصلة الى جانب أربيل , من خلال السماح لحزب الاتحاد الديمقراطي pyd  بمعاودة ممارسة نشاطهم السياسي في المناطق الكردية السورية بعد أن كان الحزب محظورا لسنين طويلة , ضمن رؤى ً متبادلة وقد تكون اتفاقياتٍ بدت خطوطها واضحة للعيان   ’’عدم تأجيج الساحة الكردية من قبل النظام مقابل تكفل pyd  ضبط الحالة الكردية الهائجة ’’

عمل حزب الاتحاد الديمقراطي في هذا الاطار مؤمنا بسياسته وأفكاره وقناعاته , ومؤمنا إيمانا مستميتاً أنه يخدم القضية الكردية , آخذا ً بالحسبان اذا ما تم القضاء على الثورة من قبل أجهزة الأمن السورية وبقي نظام الأسد قائماً وعاد كل شيء مثلما كان , فأنه حقق بذلك عودته سياسيا الى الساحة الكردية السورية بعد صراع طويل مع المخابرات السورية في الفترة التي سبقت الثورة , أما اذا انتصرت الثورة على بشار الأسد , فإنه حقق النصف الآخر من استراتيجته وهو حماية الشعب الكردي في سوريا من القتل والدمار , الى جانب المطالبة فيما بعد بمشروع الادارة الذاتية التي يحلم بها هو وشعبنا الكردي .

ضمن هذه الاستراتيجية الثنائية التي عمل بها حزب الاتحاد الديمقراطي  pyd    غفل الحزب عن حلقة ثالثة مفقودة وهي الأهم , حيث لم  يستطع قياديوا الحزب الى الآن  ايجاد هذه الحلقة والتي ستكون مكملة لنجاح استراجيتهم في حال الوصول اليها , وهذه الحلقة هي عدم قدرة الحزب على كسب الجماهير الغير منضوية تنظيميا تحت لوائهم ’’على سبيل المثال عندما يدعو الحزب الى تظاهرة ما أو الى أي نشاط آخر, لايلبي ندائه سوى أعضائه المنظمين’’  والمعلوم أن قوة أي حزب تأتي من كثرة جمهوره وليس من كثرة أعضائه المنظمين , وعلى مدار السنة والنصف من عمر الثورة لم يستطع سياسيوا  pyd  ترسيخ الإيمان عند المجتمع الكردي بما يقدمونه من برامج سياسة واقتصادية واجتماعية تخص الأفق المستقبلي للشعب الكردي .

في الجانب الآخر لم يكن أربيل أقل شأنا من قنديل , فقد كان النصف الثاني من الفاكهة لأربيل .

حرصت القيادات في أقليم كوردستان العراق على توجيه الأحزاب الكردية الموالية لها في كوردستان سوريا توجيه دقيقا عُرِف بالموت السريري للأحزاب خلال نصف السنة الأول من عمر الثورة الى حين انعقاد مؤتمرها الأول في 26-10-2011 م  والذي تمخض عنه المجلس الوطني الكردي . خلال فترة الموت السريري إتبعت الأحزاب نهج الصمت وعدم المشاركة رسميا في الإحتجاجات , قد يكون ذلك تنفيذا ً لرؤىً متفقة بين الإقليم ودمشق ’’ وهوعدم تأجيج المناطق الكردية مقابل عمل الأحزاب على تخفيف وطأة هيجان الشباب الكردي التواق الى الحرية ’’ إيمانا منهم بضرورة إتباع هذه المنهجية لحماية شعبهم الكردي من آلة القمع الأسدية الإستبدادية , ومن الصور التي إتبعتها في إستراتيجيتهم هو خلق تنسيقيات وهمية لا وجود لها , اضافة الى دس بعض العناصر بين التنسيقيات الكردية لأخماد طاقاتهم , متناسين خلال كل ذلك, البحث عن أهم مفصل في العمل السياسي وهو كسب المجتمع وكسب الجماهير من الشعب  .

ايجابياً , حقق مفصلي السياسة الكورديين الأساسيين  مجلس غرب كوردستان  والمجلس الوطني الكوردي غطاءً آمنا ً لحماية شعبهم الكردي من القتل , وحماية مناطقهم من الدمار , أما سلبا ً نجد المجتمع الكردي في حلقة منسية بعيدة كل االبعد عن الحراك السياسي , وهذا هو الخطأ التاريخي بعينه يتكرر والذي طالما أفضى دائما وأبدا الى الفشل وعدم تحقيق ما يبغو اليه الكرد .

والتنسيقيات الكردية تبخرت وطاقات الشباب الكردي لم تجد طريقها الى من يحتويها وينميها فكان الملاذ الآمن لهم هو الهجرة والهروب من الواقع السياسي الكوردي المزري , الهجرة خارج كوردستان متخلين عن أرضهم وعن قضيتهم

ميؤسين من المستقبل , كما كان الشاب الكردي في العشرينيات والتسعينيات 0

                                                                                                         مظلوم حسو

412.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات