المستعمر هذه المرة أدهى وأخبث وأقوى لأنه يعتمد على بعض الدول المنافقة التي أرشاها بالمال طيلة فترة حكمه ومازال يرشيهم ويدفع لهم من أموال السوريين مقابل تأييدهم له.
قد لا أبالغ إذا أردت القول والاعتراف بأنني أزرف دما على شعبي في سوريا إلى ما وصل إليه من فظاعات وجرائم بشعة تقشعر لها الأبدان يوميا وعلى مرأى من العالم .
من نظام حكم عصابة مأجورة باع الوطن والمواطن وبأبخس الأثمان متخليا عن إنسانيته وضميره كبشر , إن كان بشرا بالأصل ناسيا أو متناسيا أنه عاش في هذا الوطن وشرب وأكل من خيراته ,ماعدا كل ما أختلسه هو وعائلته من أموال هذا البلد وأن كان دخيلا علينا
وما يؤلمني أن الشعب عامة يدرك أن الطريق نحو النصر أصبح واضحا وجليا ولابد من الاستمرار والمتابعة فيه وأن كانت ملأى بالأشواك والصعوبات والقرابين التي تقدم يوميا.
مع ذلك مازلنا نفتقر ونحتاج إلى الاتحاد والوحدة أكثر في وجه هذا النظام الطاغي الخائن لله والإنسان.
فالواجب على كل سوري وكل طائفة وكل قومية وعقيدة أن تتنازل عن مصالحها الشخصية والطائفية والقومية ونتحد جميعا في سبيل المصلحة العليا التي هي أكبر منا جميعا مصلحة الوطن .
فالعربي والكردي والشركسي والدرزي والعلوي كلنا أبناء هذا البلد ونعيش فيه منذ مئات السنين وكنا متحدين في وجه كل التحديات قديما ,فلنتحد كما كنا في وجه طاغ مجرم باغ ,الكل نال من سياساته الشوفينية والطائفية والعنصرية طيلة سنوات سابقة وما نتعرض له حاليا من مجازر وويلات .
فأهدافنا واحدة وطريقنا واحد ومتفقون جميعا على إقامة دولة مدنية ديمقراطية تعددية حرة الجميع فيها متساوون أمام القانون ولكل حقوقه وواجباته.
فقد نختلف في الأمور الثانوية ولكننا متفقون على الأهداف الأساسية التي فيها مصلحة الشعب والوطن ,فعدونا واحد وهدفنا واحد ,إسقاط النظام وبناء الدولة الديمقراطية ,فالنظام أصبح بلاءا على طائفته وسائر الشعب السوري ويجب التخلص منه وبوحدتنا.
وكذلك الأمر بالنسبة للجيش الحر الذي خلق من رحم الثورة والشعب مدافعا عن الشعب الأعزل والذراع العسكري الأقوى في ضرب النظام ووضع حدا لجبروته الذي لا يرحم بشرا ولا شجرا ولا حجرا.
فالنظام يلعب بكل الأوراق في سبيل البقاء وعلى كل المجالس والكتائب العسكرية للجيش الحر أن يكونوا وحدة واحدة للخلاص من عبودية الأسد وأعوانه.
فلا ننكر ولن ننكر بأن سوريا فيها الكثير من الطوائف والأقليات والقوميات وأديان مختلفة ومن مصلحة الجميع أن يدرك بأن الهدف واحد والطريق واحد ,وعاجلا أم آجلا يجب أن نسلكه ونسير نحو الهدف المنشود ولا رجعة فيه ولو كان الثمن غاليا وباهظا فالآتي أغلى وأثمن ,فأن لم ننقذ بعضنا البعض فلا يأتي الغريب لإنقاذنا والشعب السوري كفيل بذلك أن اتحدنا أكثر ,وسنجد وقتها الكثيرين ممن يرغبون بإنقاذنا أيضا .
فلا يوجد في التاريخ إرادة أقوى من إرادة الشعوب ولا شخصية أضعف من شخصية ديكتاتور أدعى الشجاعة ,فالحرية لا تأتي هبة من ديكتاتور لشعب يبخل بدفع ثمن عتقه والسوريين لم يبخلوا يوما بدفع الثمن.
فالفاتورة اليومية ثمنها الكثير والغالي ,فقتل الأطفال والشيوخ والنساء وانتهاك الأعراض وسلب الممتلكات والدمار اليومي من أجل نيل الحرية ولا تعادل لحظة عيش بحرية وكرامة .
فنحن أحفاد أبطال الثورة السورية الذين طردوا الاستعمار الفرنسي خارج البلاد كالسلطان باشا الأطرش في جبل العرب(السويداء), وصالح العلي في الساحل السوري ,وإبراهيم هنانو في جبل الزاوية والكثير من البطولات والمعارك في الجزيرة كمعركة بياندور وعامودا ومعارك حلب وحمص وحماة ودرعا وديرالزور وغيرها من المناطق.
فالمستعمر هذه المرة أدهى وأخبث وأقوى لأنه يعتمد على بعض الدول المنافقة التي أرشاها بالمال طيلة فترة حكمه ومازال يرشيهم ويدفع لهم من أموال السوريين مقابل تأييدهم له.
وثانيا مستعمرنا داخلي وفترة استعماره أكثر بكثير من الاستعمار الفرنسي وسياساته أشد عنصرية وذلك بقهر السوريين وإذلالهم وإخضاعهم لحكمه والعمل جاهدا لفقر الشعب وضياعه وبكل الوسائل حتى لا يفكر سوى في لقمة عيشه ونسف خيرات الوطن والعمل على تدميره.
وما أريد قوله فالشعب الذي أجبر المستعمر عن الجلاء عن سوريا قادر على طرد العصابة الأسدية خارج البلاد.
فقط نحتاج إلى وحدة وطنية عامة وشاملة ورموز وطنيين أقوى من السابقين فالعدو أقوى وأدهى ونياته أكثر خبثا .
فكلنا نعلم بأن الأسد أصبح عالة على طائفته وعموم الشعب السوري وليس هناك من مخرج سوى إسقاطه ومحاكمته محاكمة عادلة.
فالأسد فرد واحد في وجه شعب بأكمله وبكل تنوعه وليس له أي قاعدة شعبية سوى المأجوريين بالمال والمتورطين بدماء الناس والمجرمين بجرائم قتل أو سلب أو نهب أو تجارة حشيش فهؤلاء ههم شبيحة الأسد,بالإضافة إلى حزب الله وإيران الذراع الأيمن للأسد في ضرب الثورة السورية .
وبوحدة شعبنا سوف تسيل الثورة وستجرف كل ماهو قذر وبال وتنظف الأرض السورية من رجز الغرباء والدخلاء عليها وتتحقق طموحات الشعب السوري وتنفتح الورود في حدائق الشهداء