إدانات لتفجير بيروت وسط اتهامات مباشرة للأسد
الجمعة 19 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012, 09:36
كورداونلاين
وجهت قوى لبنانية مناهضة للنظام السوري اتهامات مباشرة للرئيس بشار الأسد بالوقوف خلف تفجير بيروت الذي أسفر عن مقتل مسؤول أمني كبير، فيما توالت الإدانات الداخلية والخارجية للعملية التي وصفتها دمشق بالعمل "الإرهابي الجبان"
اتهم الزعيم اللبناني السني المعارض لسوريا سعد الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط الرئيس السوري بشار الأسد باغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن في تفجير ضخم وقع ظهر الجمعة (19 تشرين الأول/ أكتوبر 2012) هز منطقة الأشرفية شرق بيروت.
وفي اتصال هاتفي مع قناة "المستقبل" التلفزيونية اللبنانية، وجه الحريري اتهاما مباشرا للرئيس السوري باغتيال العميد اللبناني؛ معتبرا الهجوم أنه "ضد استقرار لبنان". وقال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق "أتهم بشار حافظ الأسد باغتيال وسام الحسن".
وفي ذات السياق، وجه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط اتهاما "علنيا"، لبشار الأسد ونظامه بقتل الحسن، وقال لوكالة فرانس برس "أتهم علنا بشار الأسد ونظامه بقتل وسام الحسن". وأضاف أن وسام الحسن "كان حامينا أمنيا...لكن المهم أن لا نتهم أحدا في الداخل لأننا سنكون قد وقعنا في الفخ الذي نصبه بشار وهو أن يشعل لبنان".
وقال سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي المعارض، إن الحسن استهدف "لأنه أوقف ميشال سماحة"، المتهم مع مدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك من القضاء اللبناني، بالتخطيط لتفجيرات في لبنان.
وأسفر هجوم الأشرفية الذي نفذ بوساطة سيارة مفخخة عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم الحسن القريب من رئيس الوزراء السابق سعد الحريري المناهض للنظام السوري، و جرح نحو 110 شخصا، حسب المحصلة النهائية للصليب الأحمر اللبناني. فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن عدد القتلى بلغ سبعة أشخاص إضافة إلى العميد الحسن.
واعتبرت قوى لبنانية مناهضة للنظام السوري أن عملية الاغتيال للعميد لحسن جاءت كرد مباشر على عملية اعتقال الوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة المقرب من دمشق، والمتهم بالإعداد لحملة تفجيرات في مناطق لبنانية عدة، بعد ضبط متفجرات في حوزته كان ينقلها من سوريا إلى لبنان. ولعب فرع المعلومات بقيادة العميد الحسن في مكتب الأمن الداخلي اللبناني دورا بارزا في ذلك.
دمشق وحزب الله يدينان العملية
واستبقت دمشق اتهامات المعارضة لها، بالتنديد بهذا العمل "الإرهابي الجبان"، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السورية (سانا) نقلا عن وزير الإعلام عمران الزعبي، الذي أضاف أنها "تفجيرات إرهابية مدانة أينما حدثت، ولا يوجد ما يبررها".
من جانبه دان حزب الله، الموالي للنظام السوري، في بيان بشدة "الجريمة النكراء التي استهدفت العميد وسام الحسن" معتبرا أنها "محاولة آثمة لاستهداف الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية"، وداعيا الأجهزة الأمنية والقضائية إلى "استنفار أقصى الجهود والطاقات لوضع اليد على الجريمة وكشف الفاعلين وتقديمهم إلى العدالة". من جهته عبر رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون المتحالف مع حزب الله عن إدانته الشديدة لاغتيال العميد الحسن، معتبرا أن "المرحلة صعبة والجريمة تستهدف استقرار لبنان" داعيا "جميع اللبنانيين إلى التفكير بروية والى التصرف بحكمة وروية وبرودة أعصاب".
وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في بيان إن الحكومة تحاول الكشف عن الذين نفذوا الهجوم مضيفا أن مرتكبيه سيعاقبون.
إدانات دولية ودعوات لكشف الحقيقة
من جهتها، دانت الولايات المتحدة الأمريكية بشدة الاعتداء الذي وصفته ب"الإرهابي" و"غير المبرر"، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند "قلنا قبل أسابيع وأشهر أننا نتخوف من عودة التوترات وخصوصا الطائفية في لبنان، التي ستنجم عن تمدد النزاع في سوريا".
كما أدان الفاتيكان أيضا لتفجير الذي "يتعارض مع الجهود والالتزامات بالحفاظ على التعايش السلمي في لبنان". أما وفي الجانب الفرنسي، فقد دعا الرئيس فرنسوا هولاند المسئولين اللبنانيين إلى حماية "وحدة بلدهم" من "كل محاولات زعزعة الاستقرار"، وفقا لما جاء في بيان عن الرئاسة الفرنسية. وأضاف البيان أن "فرنسا تأمل بكشف الحقيقة كاملة حول هذا العمل الإرهابي وتذكر بالتزامها امن واستقرار واستقلال وسيادة لبنان".
احتجاجات وتوترات في لبنان
احتجاجات في عدة مناطق سنية على حادثة مقتل الحسن
وقال شهود إن محتجين من السنة خرجوا إلي الشوارع واحرقوا إطارات سيارات في أنحاء متفرقة من لبنان احتجاجا على مقتل الحسن. وأغلق المحتجون الشوارع في معاقل للسنة في منطقة البقاع الشرقي ومنطقة عكار الشمالية وأحياء بالعاصمة بيروت وفي مدينة صيدا الجنوبية. وفي مدينة طرابلس الساحلية سمعت أصوات أعيرة نارية من حي باب التبانة الذي تسكنه أغلبية سنية. وتدور اشتباكات بين الحين والآخر في المنطقة بين مسلحين من الحي وخصوم لهم في حي جبل محسن المجاور الذي تسكنه أغلبية من الطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد. وقال شهود عيان في اثنين من أحياء بيروت إن محتجين غاضبين بدأوا يهاجمون السيارات المارة.
وفي تطور لاحق طالبت المعارضة اللبنانية باستقالة الحكومة، بحسب ما جاء في بيان لقوى لمعارضة، الذي تلاه أحمد الحريري، الأمين العام لتيار المستقبل، أحد ابرز أحزاب المعارضة، "هذه الحكومة مطالبة بالرحيل ورئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) مدعو شخصيا إلى تقديم استقالته فورا"، وذلك اثر اجتماع طارئ عقدته قوى المعارضة مساء الجمعة في منزل رئيس الوزراء السابق سعد الحريري في وسط بيروت.
(و.ب/ع.ج.م ( د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)