معرض فوتوغرافي عن الانفال وعمق الجرح الانساني الكوردي في عيوان دانييل ميتران
الأحد 14 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012, 02:24
كورداونلاين
الأنفال ومآسيها ،دانييل ميتران وحبها للكورد وتاريخ حافل بالدم والنضال في سبيل قضية انسانية ووجع الانسان الكوردي في الغربة ..ربع قرن من ذكريات مؤلمة مع عمليات الانفال
بدل رفو
كوردستان\دهوك
الأنفال ومآسيها ،دانييل ميتران وحبها للكورد وتاريخ حافل بالدم والنضال في سبيل قضية انسانية ووجع الانسان الكوردي في الغربة ..ربع قرن من ذكريات مؤلمة مع عمليات الانفال (السيئة الصيت) تحل ضيوفاً على مدينة دهوك في كوردستان العراق وغاليري دهوك وصالات المهرجان السينمائي العالمي في دهوك وكل الوجع الانساني حملته عدسة المناضل والشاعر الكوردي (شكري برواري)والذي رافقني مرحلة السبعينيات في الموصل ولكن وبعد 35 عاما لقاء وحديث عن معرضة الفوتوغرافي وعن الانفال والجالية الكوردية في فرنسا ،في احدى المقاهي الشعبية في دهوك وكان هذا اللقاء:
ـ كم يبلغ عدد صور المعرض وهل كانت كلها بالاسود والابيض؟
جلبت 160 صورة ولكن إخترت منها 130 صورة بسبب المكان وكانت جميع اللوحات بالأسود والأبيض.ـ هل كانت الصور وثائقية اكثر مما تكون فنية؟وهل حاولت ان تمزج بين الواقع والفن في الصورة.؟
بالطبع كانت الصور وثائقية لأنها كانت تجسد مراحل على مر 24 عاماً على مرور عمليات الأنفال وركزت من جانبي على الحدث أكثر من التركيز على الجانب الفني وبالرغم من ذلك فقد راعيت الجانب الفني في إختيار الصور.
ــ عمر هذه الصور تجاوز 25 عاما فالى كم مرحلة توزعت هذه الصور؟
المعرض تضمن ست مراحل وكالتالي:
أـ مرحلة الهجرة وتبدأ من يوم ٢٨/٨/١٩٨٨
ب ـ مرحلة وصول اللاجئين إلى المخيمات في تركيا جسدت الحياة اليومية للاجئين في مخيم ماردين .
ج ـ مرحلة وصول عدد من اللاجئين من مخيم ماردين في تركيا إلى فرنسا وحصولهم على اللجوء السياسي.
د ـ بعض النشاطات الجماهيرية للجالية الكوردية في فرنسا وخاصة تضامنهم مع الهجرة المليونية لعام ١٩٩١
هـ ـ العلاقات الدبلوماسية بين إقليم كوردستان وفرنسا والتي ساعدت في تكوينها الراحلة دانيال ميتيران ودورها المشرف في إقليم كوردستان ( زياراتها المتكررة إلى الإقليم ولقاءاتها مع المسؤولين في القيادة الكوردية وخاصة مع رئيس الإقليم السيد مسعود بارزاني )
وـ رحيل السيدة دانيال ميتيران ومشاركة الجالية الكوردستانية في مراسيم العزاء بشكل كثيف ولافت للنظرفقد أدهشت المشاركة الشعب الفرنسي وكان دليل على الوفاء من الشعب الكوردي لاصدقاءه الذين وقفوا معه في المحن والمراحل العصيبة.
ـ مالذي اردت ان تقوله من خلال معرضك هذا واليس من المفضل ان اقيم هذا المعرض في الخارج بدلا من كوردستان؟
سؤال ذو جوابين:
للجالية الكوردستانية في فرنسا خصوصيتها وهي أن جميع اللاجئين هم من البيشمركة وذوي الشهداء والمؤنفلين وكانوا في الصف الأمامي في الخنادق أيام الثورة الكوردية وناضلوا وضحوا بكل ما لديهم من أجل الثورة الكوردية وهذه ليست منه على أحد وإنما كنا نقوم بواجبنا الوطني وعن إحساسنا وشعورنا القومي. للأسف نحن نشعر بنوع من الغربة ليس فقط في فرنسا وإنما حتى خلال زياراتنا إلى ربوع الوطن، نشعر بنوع من التهميش والغبن من جانب المؤسسات الحكومية والحزبية. لذلك تولدت لدي فكرة أن أقوم بعرض معاناة هؤلاء اللاجئين المؤنفلين إلى أبناء جلدتهم في داخل الوطن من جهه وإلى أصحاب القرار من جهة أخرى، علهم يتذكرون هؤلاء المهمشين. وعلى ضوء ما قاله الخالد مصطفى البارزاني( اناعلى يقين بأننا سننتصر ولكن جلٌ ما اخشاه ان يضيع حق كل من ناضل وكافح).
قامت الجالية الكوردية في فرنسا بعدة نشاطات جماهيرية ثقافية فنية وفي جميع المناسبات الوطنية، باعتقادي ومن خلال تجربتي الصحفية وكناشط سياسي وإجتماعي على الساحة الفرنسية فأن الجالية الكوردستانية قدمت الكثير من النشاطات المختلفة لتعريف عدالة القضية الكوردية للرأي العام الفرنسي، من خلال المشاركة في المؤتمرات والمناسبات الوطنية والنشاطات الفنية، حسب إمكانياته المحدودة وبدون أي دعم يذكر من المؤسسات الثقافية أو السياسية في كوردستان.
لهذا السبب ورغبة مني لتعريف معاناة البيشمركة القدماء واللاجئين المهملين أردت في البداية عرض معاناتهم إلى أصحاب القرار في كوردستان.
وبالرغم من إبتعادي عن الوطن إلا أنني كنت على تواصل دائم مع الداخل بحكم عملي الصحفي ولكن خاب الظن، إعتقادا مني أن المعرض سيحقق أهدافه، ولكن لنكون صريحين أن الناس في كوردستان ومع كل الأسف لا تعي أهمية لمثل هذه النشاطات، مع كل تقديري للمديرية العامة للفنون والثقافة والشباب في دهوك، ورعاية وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين للمعرض ولكن على المستوى الجماهيري أعتقد لو كنت قد عرضت اللوحات في الخارج لكان لها صدى أكبر، ومع ذلك سيقام المعرض في باريس في المستقبل القريب. وبذلك سيحقق الهدفين: تعريف معاناة البيشمركة القدماء واللاجئين المهمشين في الداخل ،وتعريف الإبادة الجماعية ومعاناة الشعب الكوردي للرأي العام الفرنسي. بالاضافة إلى وفاء الشعب الكوردي للراحلة ميتيران ودورها في دعم القضية الكوردية.ـ هل قدرت الجالية الكوردية التي احتضنتها فرنسا بعد الانفال ان تنقل الى العالم الفرنسي قضيتهم؟
منذ وصول اللاجئون الكورد إلى فرنسا نهاية عام 1989 بدأت الجالية الكوردية بتنظيم نشاطاتها وكان هدفها الرئيسي تعريف القضية الكوردية، ففي البداية كان الفرنسيون لا يعرفون إلا القليل عن القضية الكوردية، فقمنا بتأسيس جميعة الصداقة الكوردية ـ الفرنسية ( فرانكو ـ كورد ) وقمنا بعقد عدة ندوات ومؤتمرات لتعريف القضية الكوردية والشعب الكوردي بشكل عام وعدالة قضيته. وكانت نشاطاتها مهمة بالنسبة لنا ولداخل كوردستان وقما بارسال المعونات والأدوية عن طريق منظمة أطباء بلا حدود إلى الحدود التركية العراقية، بالاضافة إلى تقديم المساعدات إلى منظمات الطلبة والشبيبة والنساء في كوردستان، وقمنا ببناء علاقات بين عدد من المنظمات في فرنسا وكوردستان، هذا بالاضافة إلى الدعم المعنوي وكانت كوردستان بحاجة لمثل هذا الدعم في التسعينيات وبداية سقوط الدكتاتورية في العراق.
ـ هل يعد هذا معرضك الشخصي ام معرض مشترك؟
شخصيا لست بمصور فوتغرافي وإنما في إطار عملي الصحفي كاعلامي عملت ما يقارب الربع قرن في الصحافة الكوردية، لدي أرشيف غني من الصور والوثائق إحتفظت بها وهناك من ساعدني في إقامة هذا المعرض مثل المصور الصحفي الفرنسي جاك لوك سيمون، والصحفي الفرنسي باسكال شاريرون، والمدير الحالي لمنظمة فرنسا الحريات ميشيل جولي الذي خلف السيدة دانيال ميتيران بعد رحيلها.ـ لماذا لم ينتقل معرضك الى كل كوردستان واجزاء كوردستان لتعريف ابناء الشعب الكوردي بها؟
تلقيت دعوة من المديرية العامة للثقافة والفنون والرياضة في مدينة دهوك وغاليري دهوك وبعدها عرض اللوحات خلال أيام المهرجان السينمائي في جامعة دهوك، وكانت هناك فكرة لعرض اللوحات في بارزان وأربيل وهذه كانت مهمة بالنسبة للجالية الكوردية والمؤنفلين من الناحية الرمزية ولكن للأسف لضيق الوقت لم أتمكن من القيام بذلك أرجو أن تتاح لي فرصة أخرى وفي مناسبة كهذه القيام بنشاط مماثل في المستقبل.
ـ ما دور ام الكورد دانييل ميتران في المعرض؟
لاشك أن المعرض جسد الأنفال ومعاناة الشعب الكوردي بشكل عام وافتتح بمناسبة ذكرى مروم ٢٤ عاما على عمليات الأنفال السيئة الصيت التي قام بها النظام العراقي السابق ضد الشعب الكوردي، وبمجرد ذكر الأنفال نتذكر أسم أم الكورد الراحلة دانيال ميتيران تلك المرأة العظيمة التي ناضلت وتعرضت إلى مضايقات من قبل النخبة السياسية في فرنسا بسبب دعم الشعوب المضطهدة وخاصة القضية الكوردية وتعريف الإبادة الجماعية للشعب الكوردي في العديد من المحافل الدولية وبحكم موقعها الإجتماعي كعقيلة الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتيران إستطاعت إقناع المجتمع الدولي لوضع منطقة آمنة للشعب الكوردي عام 1991 في إقليم كوردستان.
صحيح أن ما حصل عليه الشعب الكوردي في إقليم كوردستان العراق جاء نتيجة تضحيات أبناءه ودماء شهداءه الأبرار ولكن من دون دعم المجتمع الدولي وخاصة أصدقاء الشعب الكوردي من أمثال السيدة ميتيران لا يمكن لنا الوصول إلى هذه المرحلة.
فبالنسبة لي ولأبناء الجالية الكوردية في فرنسا إستذكار هذه الشخصية العظيمة هي مسألة إنسانية أخلاقية قبل كل شيء ووفاءاً لها ربطنا إسمها بمعرض خاص بالأنفال.
حديث ذو شجون مع شكري برواري وودعنا بعضنا وانا اردد مع نفسي يا ترى هل سالتقي صديق السبعينيات ثانية ام الغربة ستنهش بنا وانفال الغربة تستمر مع الجالية الكوردية.
أوربا في أحدى السوبرماركيتات والمراكز التجارية لكي يراه قدر أكبر من الجمهور.
ـ كيف رايت ازدهار الفن الفوتوغرافي في كوردستان ان كان هناك ازدهارا؟
مع تقدم التكنولوجيا الحديثة في جميع المجالات وخاصة في مجال الفن الفوتوغرافي إلا أنني لم أتلمس أي إبداع في هذا المجال. ـ كيف كا ن استقبال الزوار للمعرض وبعدها ايام المهرجان السينمائي؟
في الحقيقة كان الحضور بشكل كثيف في يوم إفتتاح المعرض والغالبية كانت من الطبقة المتعلمة وشعرت بنوع من الحزن لعدم حضور أطفال المدارس وهذا يعود إلى عدم الإهتمام بالجانب التربوي والتثقيفي لمثل هذه النشاطات. أما خلال أيام المهرجان السينمائي فلا شك أن المعرض كان له جمهوره بشكل أفضل ولكن كان على مستوى النخبة المهتمة بالفن. كنت أرغب في عرض الصور على غرار