كلمة الرئيس اﻹتحادي يوآخيم غاوك بمناسبة اﻹحتفال بعيد الوحدة اﻷلمانية
الخميس 04 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012, 09:33
كورداونلاين
بفضل قوتنا الإقتصادية ، بل وكذلك بفضل مواقفنا التي أثبتت جدارتها واتسمت بالمصداقية منذ عقود فقد تنامى الدور الذي تضطلع به بلادنا داخل أوروبا – إنه دور نريد أن نثبت أننا قادرون على الإضطلاع به. نريد أن نتحمل المسؤولية
إنه عيد الوحدة الألمانية الأول الذي أتوجه فيه بكلمتي إلى حضراتكم بصفتي رئيسا لجمهورية ألمانيا الإتحادية ، يوم نشعر فيه بالغبطة والسعادة التي حظي بها تاريخنا الألماني المعاصر. ففي عام ١٩٨٩ حطمت جسارة الشعب المقهور في الشطر الشرقي من البلاد كل القيود وانتزعت بكفاحها الحرية والديموقراطية ، ثم أنجزت من بعدها وحدة بلادنا. واليوم وبعد مرور اثنين وعشرين عاما على هذا الحدث نرى ونحن يملأنا الشكر والإمتنان كيف أن بلادنا قد عادت إلى نفسها. جميعنا علم بما تم إنجازه على مدار العقود الأخيرة الماضية ، إذ شهد الشطر الغربي من بلادنا آنذاك المعجزة الإقتصادية ، ثم إقامة ديموقراطية راسخة ومجتمع مدني بعد أن عانى من الويلات التي جلبتها عليه النازية والحرب العالمية ، وصولا إلى ثورة الألمان الشرقيين السلمية من أجل الحرية ، وانتهاء بانتزاع وحدة ألمانيا.
إن ألمانيا دولة حرة يسودها القانون وتتمتع باقتصاد متين ، وهي في الوقت ذاته دولة الرعاية الإجتماعية. ومن ثم فإنه حرى بنا أن نروج في كافة ربوع العالم لهذا النموذج المجتمعي الذي يرتكز على نظام اقتصاد السوق الإجتماعي. كما يجدر بنا اليوم أن نفخر ببلادنا وبالدور الذي تضطلع به من أجل نشر الخير في ربوع العالم.
نحن متمسكون بأوروبا لا سيما في الأوقات التي تطرح علينا تحديات سياسية واقتصادية ، إذ أن أوروبا تمثل رد الكثير من مختلف الدول على الحروب التي شهدها القرن العشرين. ليس هذا فحسب ، بل إنها تشكل كذلك مهدا ثقافيا متعدد المشارب والأطياف ، إنها مشروع سياسي متميز ، إنها فكرة كونية سياسية مبهرة لوحدة قوامها التنوع. نحن راغبون في الحفاظ على أوروبا وفي مواصلة تنميتها ، لا سيما في خضم الأزمة الراهنة التي يبدو للبعض فيها بريق وجاذبية الإنكفاء على الذات خلف حدود الدولة القطرية. نحن راغبون في أن نجعل من أوروبا موطئا يسود جنباته سبل السلام وترفرف في سمائه رايات الحرية. ونحن في سبيل ذلك نستحضر في أذهاننا دائما وأبدا أننا برغم كوننا دولة كبيرة في أوروبا نعتبر دولة أصغر من قدرتها على التعامل وحدها بصورة ملائمة مع التغيرات السياسية والطفرات الإقتصادية التي يشهدها العالم. نحن الألمان في حاجة إلى أوروبا ، نحن الألمان نريد أوروبا.
وبفضل قوتنا الإقتصادية ، بل وكذلك بفضل مواقفنا التي أثبتت جدارتها واتسمت بالمصداقية منذ عقود فقد تنامى الدور الذي تضطلع به بلادنا داخل أوروبا – إنه دور نريد أن نثبت أننا قادرون على الإضطلاع به. نريد أن نتحمل المسؤولية ، وهذا ما ينتظره الآخرون منا - يا لها من هبة قيمة هى كنز من الثقة على درب مسيرتنا التاريخية!