مسؤول إسرائيلي: نعمل على تطوير شراكة أمنية وإستراتيجية مع كردستان العراق
الثلاثاء 02 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012, 11:21
كورداونلاين

الإدارة الأمريكية حريصة على ضمان مصالح إسرائيل في العراق، وعلى توفير هذه الضمانات
كشف وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق آفي ديختر عن أن "ذروة أهداف" إسرائيل الإستراتيجية في العراق هو دعم الكرد بالسلاح والتدريب والشراكة الأمنية من اجل تأسيس دولة كردية مستقلة في شمال العراق، تسيطر على نفط كركوك وكردستان.
وقال ديختر، خلال محاضرة حول الدور الإسرائيلي في العراق، إن: جل وذروة الأهداف (الإسرائيلية) هو دعم الأكراد لكونهم جماعة أثنية مضطهدة من حقها أن تقرر مصيرها بالتمتع بالحرية شأنها شأن أي شعب"، مضيفاً "في البداية كان المخططون في الدولة وعلى رأسهم أورى ليبرانى، المستشار الأسبق لرئيس الوزراء ثم سفيرنا في تركيا وأثيوبيا وإيران قد حدد إطار وفحوى الدعم الإسرائيلي الأكراد. هذا الدعم كان في البداية متواضعا، دعم سياسي و إثارة قضية الأكراد وطرحها فوق المنابر. لم يكن بوسع الأكراد أن يتولوها في الولايات المتحدة وفى أوروبا وحتى داخل بعض دول أوروبا. كان دعم مادي أيضا ولكنه محدود". وفقاً لما أورده موقع "البوابة" الالكتروني.
وتابع محاضرته بالقول: "التحول الهام بدأ عام 1972. هذا الدعم اتخذ أبعادا أخرى أمنية، مد الأكراد بالسلاح عبر تركيا وإيران واستقبال مجموعات كردية لتلقى التدريب في إسرائيل بل وفى تركيا وإيران". وأضاف: "هكذا أصبح هذا الدعم المحرك لتطور مستوى العلاقات الإستراتيجية بين إسرائيل والأكراد، وكان من المنتظر أن تكون له نتائج مهمة لولا أن إيران الشاه والعراق توصلا إلى صفقة في الجزائر عام 1975، هذه الصفقة وجهت ضربة قوية إلى الطموح الكردي. لكن وفق شهادات قيادات إسرائيلية ظلت على علاقة بزعيم الأكراد مصطفى البرزاني. الأكراد لم يتملكهم اليأس، على العكس ظلوا أكثر إصرارا على الاستمرار في صراعهم ضد السلطة في بغداد".
وبحسب المسؤول الإسرائيلي السابق، فانه "بعد انهيار المقاومة الكردية كنتيجة للاتفاق مع إيران توزعت قياداتهم على تركيا وسوريا وإسرائيل. إسرائيل وانطلاقا من التزام أدبي وأخلاقي كان من واجبها أن تظل إلى جانب الأكراد وتأخذ بأيديهم إلى أن يبلغوا الهدف القومي الذي حددوه، تحقيق الحكم الذاتي في المرحلة الأولى ومرحلة الاستقلال الناجز بعد ذلك".
ومضى بالقول: "الآن في العراق دولة كردية فعلا، هذه الدولة تتمتع بكل مقومات الدولة أرض شعب دولة وسلطة وجيش واقتصاد ريعي نفطي واعد، هذه الدولة تتطلع إلى أن تكون حدودها ليست داخل منطقة كردستان، بل ضم شمال العراق بأكمله، مدينة كركوك في المرحلة الأولى ثم الموصل وربما إلى محافظة صلاح الدين إلى جانب جلولاء وخانقين".
وتابع: "الأكراد حسب ما لمسناه خلال لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين لايدعون مناسبة دون أن يشيدوا بنا وذكروا دعمنا ويثمنوا مواقفنا والانتصار الذي حققوه في العراق فاق قدرتهم على استيعابه". أما بالنسبة لإسرائيل فلم تكن أهدافها "تتجاوز دعم المشروع القومي الكردي لينتج كيان كردي أو دولة كردية. لم يدر بخلدنا لحظة أن تتحقق دفعة واحدة مجموعة أهداف نتيجة للحرب التي شنتها الولايات المتحدة وأسفرت عن احتلاله".
وبحسب الوزير الإسرائيلي السابق، فان الإدارة الأمريكية حريصة على ضمان مصالح إسرائيل في العراق، وعلى توفير هذه الضمانات "ونحن نعمل على تطوير شراكة أمنية وإستراتيجية مع القيادة الكردية رغم أن ذلك قد يثير غضب تركيا الدولة الصديقة. نحن لم ندخر جهدا في سبيل إقناع الزعامة التركية وعلى الأخص رجب أردوغان وعبد الله جول بل والقادة العسكريين أن دعمنا للأكراد في العراق لا يمس وضع الأكراد في تركيا".
وأضاف في المحاضرة: "أوضحنا هذا أيضا للقيادة الكردية وحذرناها من مغبة الاحتكاك بتركيا أو دعم أكراد تركيا بأي شكل من أشكال الدعم، أكدنا لهم أن الشراكة مع إسرائيل يجب أن لا تضر بالعلاقة مع تركيا وأن ميدان هذه الشراكة هو العراق في الوقت الحالي، وقد يتسع المستقبل لكن شريطة أن يتجه هذا الأتساع نحو سوريا وإيران .
وفي ختام كلمته، قال آفي ديختر: "تحليلنا النهائي أن العراق يجب أن يبقى مجزأ ومنقسما ومعزولا داخليا بعيدا عن البيئة الإقليمية، هذا هو خيارانا الاستراتيجي. ومن أجل تحقيقه سنواظب على استخدام الخيارات التي تكرس هذا الوضع، دولة كردية في العراق تهيمن على مصادر إنتاج النفط في كركوك وكردستان هناك التزام من القيادة الكردية بإعادة تشغيل خط النفط من كركوك إلى خط IBC سابقا عبر الأردن وقد جرت مفاوضات أولية مع الأردن وتم التوصل إلى اتفاق مع القيادة الكردية، وإذا ما تراجع الأردن فهناك البديل التركي أي مد خط كركوك ومناطق الإنتاج الأخرى في كردستان تتم إلى تركيا وإسرائيل، أجرينا دراسات لمخطط أنابيب للمياه والنفط مع تركيا ومن تركيا إلى إسرائيل".