الأحد 16 شباط / فبراير 2025, 20:01
روني علي في الجزء السادس من همسة ناعمة




روني علي في الجزء السادس من همسة ناعمة
الإربعاء 26 أيلول / سبتمبر 2012, 20:01
كورداونلاين
ولا تصدقوا بأن حليمتنا الكردية على وشك أن تغير من عادتها مواكبةً للتغيير وانسجاماً مع التطوير، واحتراماً لدماء تسيل

روني علي

   

  نعتقد أنه قد حان الوقت لأن يكف البعض في الحركة – الحزبية - الكردية في سوريا، عن المتاجرة في بازار الوطنيات، بمصطلحات بدأنا نشك حتى في ماهيتها، مع أننا وفي قرارة أنفسنا، كنا - وما زلنا - نضعها في مرتبة أولوياتنا ومقدساتنا، وأن يدرك حقيقة، أن الحبال التي كان يلعب عليها، ولعقود من الزمن، ويتلاعب من خلالها بمشاعر وعقول البسطاء من شعبنا، بدأت تهتري شئياً فشيئاً . وأن الأساليب الملتوية والأحابيل التي كانت تمارس في الأقبية المظلمة، والتي كانت ضحيتها - وفي الصف الأول منها - رفاق درب النضال، بدأت تتعرى حيناً بعد حين . وما الشعارات والهتافات والخطابات، وديباجات السادة والقادة، إلا وقد برهنت عن زيفها وديماغوجيتها وضحالتها...! والأكيد في كل هذا وذاك، ما نعايشه الآن، والبلد في هذا المنعطف الخطير، حيث التهافت نحو المزيد من الخطابات الرنانة، وعلى الأرض ليست سوى عملية " مكيجة " الوجوه الفاقدة لنضارتها، وضخ الأوكسجين في المشاريع المتآكلة المتهالكة، بهدف يبدو وكأنه محاولة من البعض الاستفادة قدر ما أمكن من عامل الزمن، وإفرازات الحالة السورية المستعصية، وعدم وجود رؤية دولية ضاغطة باتجاه خيار بعينه ..

  ومع أن الحاضنة الحزبية الكردية مستمرة في استخفافها بعقول البسطاء من أمثالنا، إلا أنه بقي وسيبقى هناك - من المغلوبين على أمرهم ومصيرهم - من يهتف بحياة القائد والزعيم، بعبقريته الفذة وسداد رأيه، بإنجازات الحزب وصحة النهج، بجرأة الموقف ومصداقية القرار .. و .. و .. و .. إلخ . والذين - هؤلاء البسطاء - وعلى صدى هتافاتهم، ومن حيث يدرون أو لا يدرون - يتضخم الأنا المتلاشي واقعاً، والمتفشي حقيقة، في القائد والحزب والموقف والقرار .. والذي - الأنا - سيجر بويلاته عاجلاً أو عاجلاً، القرار ذاته، وسيجرف لاحقاً القائد بحزبه ونهجه وإنجازاته، بل وحتى ببسطائه ..

    فبماذا سنهتف هذه المرة نحن معشر البسطاء..؟! فالذي يود أن يهتف ويقول : يحيا الإجماع الكردي .. تحيا وحدة الحركة الكردية .. عليه أن يتساءل؛ أي إجماع وأية وحدة .. أي زيف ودجل ونفاق هذا الذي ابتلينا به، وأي قائد وزعيم هذا الذي شاركنا قدرنا، بل أصبح وصياً علينا ..  ألا يكفي أيها السادة التمرغ وتشويه صورتنا وحقيقتنا .. ؟ .ثم أي موقف وأي قرار . ألا يكفينا المتاجرة والمزاودة، أم أننا لم نستفق بعد على حقيقة هذه الأقنعة التي تتلون عند كل مناسبة بلون ولون، بناءً على طلب أو وصاية .. ؟.

أيها البسطاء ..

     أناديكم من على حافة قبركم وقبري أنا، المردم أكثر من مرة، والمحفور أكثر من ذلك، وأقول لكم - صدقوا أو لا تصدقوا - أن هناك من يتحين الفرصة لوأدنا جميعاً ويجعل من القضية كفناً، ومن جمله المعسولة ترقيناً . صدقوا أو لا تصدقوا - وها أتكلم بنبرة المبشرين - أنتم وأنا ومعنا ضمائرنا المعذبة، مستهدفون في المقام الأول والأخير . صدقوا أو لا تصدقوا، أن ما يمارس في الظلمات هي الحقيقة، وما يقال جهراً هو نفاق .. دجل ورياء، فصدقوا أو لا تصدقوا، فأنتم بالنهاية أحرار .. لكن صدقوا هذه المرة، بأن لكل شيء ثمنه، ولكل خدمة مقابلها .. ! . ولا تصدقوا بأن حليمتنا الكردية على وشك أن تغير من عادتها مواكبةً للتغيير وانسجاماً مع التطوير، واحتراماً لدماء تسيل، لأنه ليست هذه هي المرة الأولى التي نكتشف فيها حقيقة أولئك الذين يحاولون تفويت الفرص وتقزيم الفعل النضالي، بل، وعلى قدر التجارب وحجمها برهنت الوسائل والآليات الممارسة، إن هناك من لا يحلو له أن يرى الجمال جميلاً، وإن كان يتستر خلف جمل طنانة / رنانة، من الوحدة الوطنية والمسار الديمقراطي والخطر الخارجي وإلى آخر هذه الديباجات .. لأن المنطق يقول؛ أن من يسعى إلى التغيير والديمقراطية هدفاً، لا بد أن يأتي على فعل يعزز من مكانتهما، ومن هنا نقول؛ كفانا الهتاف والتغني بالوحدة والإجماع، لأن في ذلك تشظاً وتشطيراً وانشطاراً، فإذا كان في مخيلتنا بأن الإجماع يولد الفعل، فآن الأوان أن نتغير، لأن واقعنا بتشكيلته يقول بأن الفعل يؤسس للإجماع، فمن يريد الفعل عليه ألا يبحث عنها، بل ليبادر  .

396.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات