السبت 08 شباط / فبراير 2025, 08:32
عبدالملك علي: مرحى لرؤوساء وملوك العصر




عبدالملك علي: مرحى لرؤوساء وملوك العصر
الأحد 23 أيلول / سبتمبر 2012, 08:32
كورداونلاين
ما يجري في سوريا هو امتحان أخلاقي لرؤوساء وملوك العالم بما يقدمونه للثورة السورية من مساعدات على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والإنسانية

  • ارتبط تطور الإنسان بالعصور التي عاشها ,فالعصر الحجري ارتبط بالإنسان القديم البدائي ,والعصور الوسطى بالإنسان المتخلف والحديثة بالإنسان المتمدن المتطور.
    فنشأة الإنسان على الكرة الأرضية مرتبط بتطور الأزمنة التاريخية ومدى تطور وفاعلية الإنسان في تلك العصور.
    ولكل عصر اكتشافات للإنسان بما يمكنه من التطور والارتقاء نحو الأحسن ,وكان للأديان دورهم في ذلك أيضا ,فكل الأديان السماوية جاءت لخدمة البشرية والسلام وحرمة الدم البشري واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان إلى أن أصبحنا في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين .
    فتحولت مفاهيم الإنسان أكثر بشاعة نحو الاقتصاد وجمع المال وصنع الأسلحة والتسابق إلى المناصب وكأنها أزلية وتكوين وحدات اقتصادية وسياسية لجمع القدر الأكبر من القوة والعظمة لمواجهة التحديات , أو بالأحرى للسيطرة على مقدرات الدول الناشئة واستغلال شعوبها في ظل العولمة والأتمتة و السيطرة على الأسواق.
    متناسين الجانب الأهم في الحياة عامة وفي الشرق الأوسط خاصة وهو خلق الإنسان وتكوينه الشخصي والعقائدي .
    فالسوريون هم بناة الحضارة في العالم قديما وحديثا وابتلو بمرض عضال صعب الشفاء والتعافي منه اسمه بشار .
    فإذا كان كل رئيس أو ملك يحكم بلده بعدد الجماجم البشرية الذين قتلهم للوصول إلى الحكم ,فمرحى لبشار لأن عدد الجماجم عنده أكثر من أي رئيس في العالم , وإذا كان وصول أوباما كرئيس أعظم وأقوى دولة في العالم وتتدعي الديمقراطية إلى البيت الأبيض ,ثمنه التغاضي عن قتل الأطفال السوريين ,فمرحى له أيضا .
    أيّ أخلاق هذه؟!!
    هل نحن في غابة القوي يأكل الضعيف لا تسوده قانون إنساني ولا شرع رباني !!


  •  أيّ معمورة هذه؟ أيّ بشر هؤلاء؟!!
    كيف انقلبو على الإنسان والإنسانية في سبيل مصالح دول وكيانات واتحادات والحفاظ على المناصب وفوز الأحزاب.
    فمصداقية الإنسان تتجلى في خدمة أخيه الإنسان لا في قتله والفوز بالمناصب والقيادات.
    فالانتخابات الأمريكية تجري على الأراضي السورية فإذا كانت الفوز فيها بقتل أطفال سوريا من قبل مستبد حاكم ,فاللعنة على الرئاسة ومنصب الرئيس ,وعلى الشعب الأمريكي أن يدرك أن الرئيس يمثل الوجه السياسي والأخلاقي للدولة فأوباما سقط في الانتخابات الأمريكية بامتياز لأنه سقط أخلاقيا لأنه فضل الانتخابات والفوز فيها على قتل الأطفال السوريين وهذه القاعدة لا يستثني أحدا من رؤوساء وملوك العالم ,فالساكت عن الجريمة شريك فيها.
    أيّ إنسانية هذه؟!!
    فالعالم جميعا يعلمون أن بشار الأسد مريض بمرض الطائفية وجنون العظمة التي ورثها عن أبيه والمطلوب معالجته ووضع حدا لجنونه, فما يفعله يوميا لا يصدر عن إنسان سوي عاقل ,فتدمير البلد وقتل البشر وخاصة براعم البشرية طلائع أطفال الحرية لا طلائع البعث .
    فقطرة دم من أطفال سوريا في منظور كل إنسان عاقل يخدم بصدق ويحترم إنسانيته يعادل الكون بما فيه , ونجاح أيّ رئيس في الانتخابات مرتبط بمدى خدمته للإنسانية جمعاء ودليل على أخلاصه لبلده الأم أولا والعالم ثانيا.
    فما يجري في سوريا هو امتحان أخلاقي لرؤوساء وملوك العالم بما يقدمونه للثورة السورية من مساعدات على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والإنسانية في سبيل التخلص من الوهن المرضي لبشار وأمثاله للتنازل عن السلطة وترك البلد ,محمولا على ظهره الخزي والعار ملطخا جبينه بدماء الأطفال ملعونا إلى يوم القيامة .
    فأن لم تستطع أن تسقي الحديقة فلا تسد الماء عنها ,فأنت لم تسد الماء عنها فقط بل أتلفتها وخربتها ودمرتها.

448.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات