دلكش خليل:الشعب مع وحدات حماية الشعب التي تحميه
الأحد 23 أيلول / سبتمبر 2012, 14:48
كورداونلاين
تقف على نفس المسافة من جميع التنظيمات الكردية و أبدت ترحيبها و مساندتها لإعلان هولير، كما وأكدت على المجلسين الكرديين المتمثلين في مجلس شعب غرب كردستان و المجلس الوطني الكردي في سوريا بتقديم الدعم المعنوي و المادي
الشعب مع وحدات حماية الشعب YPG التي تحميه
شهد التاريخ النضالي للشعب الكردي في غرب كردستان ضد الانظمة المتسلطة في سوريا و بشكل خاص النظام البعثي الشوفيني افتقاره الى قوة دفاعية منظَمة من ديريك الى عفرين و اماكن تواجده في حلب و دمشق و ريف حماه و حمص تذود عن الحملات القمعية بحقه و ترد عليها بشكل مماثل، الامر الذي جعل المناطق الكردية عرضة لمدى عشرات السنين لأهداف النظام السوري وهمجيته الى حد انتهاك حرمة الشعب الكردي و ارضه و استغلال مقدراته بدون رادع، و السيطرة على إرادته الحرة في العيش كشعب له حقوقه أسوة ببقية شعوب العالم و تجريده من جميع الحقوق الانسانية.
فكان الاعلان عن تشكيل وحدات الحماية الشعبية YPG التي نظمت نفسها عبر تشكيل سراياها ووحداتها بشكل منظم من عفرين الى ديريك بمثابة خطوة تاريخية في التاريخ النضالي للشعب الكردي ضد النظام البعثي و ما يأتي بعده من نظام مجهول الهوية حتى اللحظة، و ضمانة لحماية المكتسبات الكردية و الاستحقاقات الكردية في غرب كردستان و سوريا كحق طبيعي لشعب يعيش على أرضه التاريخية ضمن إدارة ذاتية ديمقراطية، وقد أكدت في بيانها الأول بأنها مؤسسة دفاعية لحماية مصالح وأهداف الشعب الكردي، و تقف على نفس المسافة من جميع التنظيمات الكردية و أبدت ترحيبها و مساندتها لإعلان هولير، كما وأكدت على المجلسين الكرديين المتمثلين في مجلس شعب غرب كردستان و المجلس الوطني الكردي في سوريا بتقديم الدعم المعنوي و المادي، ودعت في الوقت ذاته الشباب الكردي للدفاع عن قيَم الشعب من خلال الانخراط ضمن صفوف وحدات الحماية الشعبية.
فما قامت بها وحدات حماية الشعب YPG و بمؤازرة الشعب الكردي و قواه السياسية الوطنية من ملحمة نضالية و بطولية في تحرير غالبية المدن و القرى الكردية من السلطة البعثية، وتطويع المدارس و الدوائر الحكومية و الامنية في خدمة ابناء المنطقة ورفع الاعلام الكردية فوقها، تأكيد على دور الكرد في تكريس الثقافة الديمقراطية الحقَة في إدارة الشعب نفسه لمناطقه ضمن إدارة ذاتية ديمقراطية، و قدمت في سبيلها شهداء من خيرة ابطالها كخبات ديريك و جكدار عفرين و باور ديركي وكمال احمد و رعد شيخموس و العديد من الجرحى الذين ما يزالون يتلقون العلاج ، و نتمنى لهم الشفاء العاجل، فوجود (YPG) منع أي طرف للتدخل في المناطق الكردية وأن يتلاعب بها ويجعل من المناطق الكردية ساحات لتحقيق أهدافها ، بل على العكس من ذلك قامت وحدات الحماية الشعبية بملىء الفراغ الامني الموجود ولم تسمح لأحد بملئه.
لكن ما يثير القلق و المخاوف هو صمت الهيئة الكردية العليا الى الآن إزاء تبني الهيئة لهذه المؤسسة الدفاعية من عدمه، حيث وجد إنه في الاجتماع الذي عقد بين الهيئة العليا و القيادة العامة لوحدات حماية الشعب YPG أقرّت الهيئة بأنها ستصدر بياناً تبين فيه بأن وحدات حماية الشعب هي الطرف الشرعي في حماية الشعب الكردي وقيمه ومكتسباته في غربي كردستان. إلا إن تأخر الهيئة إلى الآن، حذا بقيادة YPG إلى اصدار بيان تؤكد فيها على عدم التزامها بأي قرارات الهيئة الكردية العليا حتى تعيد الهيئة العليا النظر في تقرباتها و تنظر الى وحدات حماية الشعب بجدية كما تقربت منها وحدات حماية الشعب ايضا.
فهذه المؤسسة الدفاعية المنظمة بشكل راق مستندة الى ضرورة وجوده كقوة لحماية الشعب ، و قامت بملاحم بطولية في تحقيق آمن المناطق الكردية وفرض الاستقرار و عدم انتشار الفوضى فيها، يستوجب تبنيها كجيش وطني كردي شرعي من قبل الهيئة الكردية العليا، وقد تبنى ابناء الشعب الكردي لوحدات حماية الشعب في جمعة اطلقوا عليها "وحدات حماية الشعب إرادتنا الحرة" و نادت حناجر عشرات الآلاف من ديريك إلى عفرين بحياة وحدات حماية الشعب YPG.
فالهيئة العليا بمماطلتها هذه في تبني وحدات حماية الشعب تمارس دور االمتسلط على الشعب الكردي، الذي تبنى الهيئة العليا نفسها كممثل شرعي للشعب الكردي في غرب كردستان، وهذا الشعب نفسه يقول الآن بأن وحدات حماية الشعب YPG هي الإرادة الكردية الحرة وبأنها ضمانة لمجتمع ديمقراطي و سبب وجودهم، و في النهاية الشعب يكون إلى جانب من يحميه.