مخطوطة مكتوبة باللغة القبطية القديمة تثير الجدل حول زواج المسيح
الخميس 20 أيلول / سبتمبر 2012, 09:52
كورداونلاين
أكدت باحثة أمريكية في دراسة علمية أن اكتشاف ورق بردي يعود إلى القرن الرابع بعد الميلاد يظهر أن المسيحيين كانوا يعتقدون أن المسيح متزوج، ما قد يزعزع تاريخ الديانة المسيحية. الصورة: كاران كينغ.
هل كان المسيح متزوجا؟ هذا السؤال كان ولا يزال موضع جدل في الديانة المسيحية وأعاده إلى الواجهة اكتشاف ورق بردي في الفترة الأخيرة. الورق، الذي تم اكتشافه في مصر أو في سوريا، كتب عليه جملة باللغة القبطية القديمة مفادها: "وقال لهم عيسى: زوجتي..." مضيفا: "بإمكانها أن تكون من أتباعي". والجملة أثارت انتباه كاران كينغ وهي مؤرخة وأستاذة في جامعة "هارفارد ديفينيتي سكول" بجامعة كامبريدج، ولاية ماساشوسيتس الأمريكية
"هذا الإنجيل الجديد لا يثبت أن المسيح كان متزوجا..."
بحسب المؤرخين الذين حققوا في الورق، فإن النص جزء من الإنجيل ويعود إلى القرن الرابع بعد الميلاد. وتؤكد المؤرخة الأمريكية، التي حصلت على الوثيقة من رجل اتصل بها لكي تساعده على الترجمة والتحليل، أن "هذا الإنجيل الجديد لا يثبت أن المسيح كان متزوجا". وتشير كينغ إلى أن الوثيقة تشهد على أن الجدل حول حياة المسيح الجنسية وحول زواجه كان محتدما بين المسيحيين الأوائل.
وبغض النظر عن مسألة زواج المسيح، تندرج الوثيقة في إطار نقاش أوسع يشمل قضايا الزواج والعزوبية ومكانة النساء في الديانة المسيحية، فلا توجد مثلا أي أمرأة بين أتباع المسيح ولا بين الحواريين.
وقالت كاران كينغ في المؤتمر الدولي العاشر للدراسات القبطية المنعقد في روما من 17 إلى 22 من الشهر الجاري: "مواقف المسيحيين حول الزواج كانت دائما متضاربة.. لهذا السبب، استند كل حزب بعد وفاة المسيح إلى حياته للبت في هذه المسألة ودعم مواقفه".
الـتشديد على عزوبية المسيح ظهر في بداية القرن الثالث بعد الميلاد
وعبرت الباحثة عن دهشتها قائلة "إن التقاليد المسيحية اعتبرت لفترة طويلة أن المسيح لم يكن متزوجا رغم غياب أي معطيات تاريخية تثبت ذلك". واكتشفت كينغ في سياق أبحاثها أن الـتشديد على عزوبية المسيح ظهر في بداية القرن الثالث بعد الميلاد.
ودعا أودون فاليه وهو مؤرخ فرنسي مختص في الديانات إلى تناول هذه المسألة "بكل حذر" وذلك لعدة أسباب أولها اللغة الأصلية للمخطوطة. وأكد فاليه لفرانس 24 أن القبطية القديمة "لغة ذات خصوصيات دقيقة وتصعب ترجمتها". وبالنسبة إليه، فإن مسألة زواج المسيح جدال يعود إلى الواجهة بصفة منتظمة على غرار الجدل حول ما إذا كان لديه إخوة، موضحا أن "الأمر يتعلق بإخوة أو بأبناء عم حسب الترجمات".
ويذكر المؤرخ بأن المسيح يخاطب في الإنجيل أمه مريم في عدة مرات مستعملا كلمة "امرأة". فيسأل المسيح أمه في الفصل الشهير لعرس قانا "يا امرأة ماذا تريدين مني؟". ويضيف المؤرخ "تكفي إضافة حرف واحد ليتغير المعنى بالكامل". ويختم فاليه قوله برؤية فيها شيء من الاستسلام: "يمكن أن نتخيل وأن نتصور ما نريد، لكننا لن نعرف أبدا حقيقة الأمر حول زواج المسيح أو بشأن إخوته المفترضين".
غالبية الرجال في عهد المسيح كانوا متزوجين
وتوجد براهين لإثبات المسألة وأخرى لنفيها. ويمكن القول إن غالبية الرجال في عهد المسيح كانوا متزوجين، فإن ذلك لم يمنع وجود رجال عزب يعيشون كالرهبان في الصحراء على غرار يحيى، "كانوا يلبسون جلود الجمال ويخطبون في الناس" كما يقول أودون فاليه.
من جهته، يقول كريستيان تيراس الخبير في الديانات: "إذا كانت الوثيقة تعود بالفعل إلى القرن الرابع فمن الممكن أن تكون تابعة لإنجيل محرف ومثل هذه النصوص تزج بالحكايات حول زوجة المسيح أو إخوته..."
وبعد أن درست كاران كينغ وزملاؤها الوثيقة بعمق، أكدت أنها إنجيل أصلي. لكن يجب أن يخضع الورق إلى تحاليل أخرى من بينها تجارب حول تركيبة الحبر وستنشر النتائج في مجلة هارفارد المتخصصة في الأديان في يناير/كانون الثاني 2013.
فرانس 24ِ