تراجعت مؤسسة "سينما من أجل السلام" الألمانية عن خططها بشأن عرض فيلم "براءة المسلمين" الذي أُنتج في الولايات المتحدة وشهدت بسببه العديد من الدول الإسلامية والغربية احتجاجات واسعة اتسم بعضها بالعنف. وكانت مؤسسة "سينما من أجل السلام" تخطط في الأصل لعرض مقاطع من الفيلم الذي أثار سخط المسلمين في بقاع عديدة من العالم ضمن حلقة نقاشية في الأول من تشرين أول/ أكتوبر المقبل.

ووجهت المؤسسة دعوات عبر رسائل إلكترونية مساء الثلاثاء المنصرم لحضور الفعالية المرتقبة في مجمع السينما في برلين لمناقشة قضية العنصرية والكراهية المدفوعة بأسباب دينية. وإلى جانب مقاطع الفيلم كان من المقرر أيضاً عرض مقاطع من الفيلم النازي "يود زوس" الذي يتناول حملات التحريض ضد اليهود. غير أن متحدثاً باسم المؤسسة أعلن الأربعاء (19 سبتمبر/ أيلول 2012) في برلين أن المؤسسة "لا تريد إثارة المزيد من ردود الفعل والمساعدة في انتشاره على نطاق أوسع".

وفي السياق نفسه قالت وزارة الداخلية الألمانية الثلاثاء إن هناك إمكانية قانونية لمنع عرض فيلم "براءة المسلمين" في دور العرض العامة. وقال متحدث باسم الوزارة في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أمس الثلاثاء إن مقاطع الفيلم تحتوي على "إهانات واضحة وازدراء للدين الإسلامي وإن الأيام الأخيرة أظهرت وبشكل جلي أن هذه الإساءات كافية لتكدير السلم العام".

ورأى المتحدث أنه وبناء على ذلك فإن هناك أسباباً جيدة لحظر عرض الفيلم اعتماداً على المادة 166 من قانون العقوبات. غير أن الوزارة أكدت أن قرار المنع لن يكون من قبل الحكومة الاتحادية، ولكنه يخضع لاختصاص الولايات الألمانية التي ينتظر أن يعرض الفيلم بها. وأعلن حزب "برو دويتشلاند" القومي المتطرف عزمه عرض الفيلم كاملاً وبشكل عام في برلين في تشرين ثان/ نوفمبر المقبل.

"الفيلم بشع ومهين"

من جانب آخر وصف سفير ألمانيا بمصر ميشيل بوك بأنه فيلم بشع ويمثل نوعاً من الإهانة. وأوضح بوك، في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، أنه شخصياً شاهد مقاطع الفيلم على الإنترنت، وهو حوالي 14 دقيقة "وعبارة عن كتلة من البشاعة والإهانة". وأضاف أن "الأمر ليس أن تكون مسلماً لكي تشعر ببشاعة الفيلم فكل من لديه ميل لحس إنساني سيشعر أن الفيلم قطعة بشاعة ويشعر بالفزع. وقد كانت هناك ردود أفعال عنيفة، وقد قالت الحكومة المصرية ما يجب أن يقال وهو أن العنف ليس هو الرد السريع على مثل هذه التصرفات. ونحن سعداء أنها عبرت عن ذلك، واتخذت الخطوات الملائمة".

ألمانيا تواصل إغلاق سفارتها في الخرطوم

وبسبب نشر مجلة فرنسية لرسوم كاريكاتورية جديدة عن النبي محمد قررت الحكومة الألمانية مواصلة إغلاق سفاراتها في العاصمة السودانية الخرطوم تحسباً لأعمال عنف جديدة. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الأربعاء في برلين إنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في مقار دبلوماسية ألمانية أخرى في الخارج. وفي الوقت نفسه ناشد فيسترفيله مراعاة المشاعر الدينية في العالم الإسلامي، مضيفاً: "أدعو الجميع، وأيضاً الذين يستندون إلى الحق في حرية التعبير عن الرأي، إلى التصرف بمسؤولية أيضاً"، مطالباً بعدم "صب الزيت على النار". وكانت فرنسا قد أعلنت من قبل عزمها إغلاق سفارات ومؤسسات أخرى في 20 دولة أغلبها إسلامية يوم الجمعة المقبل تحسباً لاحتجاجات وأعمال عنف أمامها.

ع.غ/ع.ج.م (د ب أ، آ ف ب)