المعارضة السورية تسيطر على معبر حدودي ثالث مع تركيا
الإربعاء 19 أيلول / سبتمبر 2012, 09:22
كورداونلاين

قال السفير الفرنسي لدى سوريا لراديو فرانس انتير يوم الاربعاء إنه تلقى تعليمات من الرئيس فرانسوا اولوند بالمساعدة في تنظيم المعارضة بما فيها الجماعات المسلحة وان باريس تبحث "بجدية" قضية تسليح المعارضين
(تركيا) (رويترز) - سيطر مقاتلو المعارضة السورية على ثالث نقطة عبور حدودية مع تركيا يوم الأربعاء عقب معارك عنيفة مع القوات الموالية للرئيس بشار الاسد ليعززوا قبضتهم على المنطقة الحدودية.
وعلى الجبهة الدبلوماسية وصل وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي الذي تعد بلاده الحليف الرئيسي للاسد في الشرق الاوسط الى دمشق للتشاور مع الرئيس السوري بشأن مقترحات قوى اقليمية لحل الازمة السورية التي اندلعت قبل نحو 18 شهرا.
جاءت محادثات صالحي بعد اجتماع في القاهرة يوم الاثنين "لمجموعة اتصال" تضم ايران ومصر وتركيا والسعودية. وقال صالحي قبل مغادرة القاهرة ان الدول الاربع لها "دور كبير" وربما تقدم اقتراحا قد يسفر عن نتيجة مرضية لكن الامر يحتاج لمزيد من المحادثات.
وفي العاصمة السورية دمشق قال معارضون إنهم بدأوا الانسحاب من أحياء جنوبية في وقت سابق يوم الاربعاء بعد اسابيع من القصف العنيف والهجمات الجوية التي تعرضت لها تلك المناطق.
وتقع أحياء الحجر الاسود والعسالي والقدم في الطرف الجنوبي من دمشق وسينظر الى الانسحاب على انه انتكاسة كبيرة بعد مكاسب المعارضة في العاصمة قبل نحو ثلاثة أشهر.
وتحولت الانتفاضة الى حرب أهلية قتل فيها أكثر من 27 الف شخص. ويقترب عدد القتلى يوميا الان من 200 شخص وكان الشهر الماضي الاكثر دموية.
وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير يوم الأربعاء إن المدنيين بمن فيهم الكثير من الأطفال هم الضحايا الرئيسيون للقصف العشوائي الذي يشنه الجيش السوري على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وقالت المنظمة الحقوقية الدولية ان الهجمات قرب المستشفيات وطوابير الخبز تستهدف المدنيين عمدا فيما يبدو وبالتالي تشكل جرائم حرب.
وقالت دوناتيلا روفيرا كبيرة مستشاري التعامل مع الأزمات بالمنظمة ان "القوات الحكومية تقصف الان بشكل روتيني البلدات والقرى باستخدام أسلحة ساحات القتال التي لا يمكن توجيهها الى أهداف محددة وهي تعلم أن ضحايا هذه الهجمات العشوائية من المدنيين دائما تقريبا."
ونقل عن لواء سوري سابق يوم الاربعاء قوله ان بلاده أعدت خططا لاستخدام اسلحة كيماوية ضد مقاتلي المعارضة والمدنيين في حلب. وقال انه شارك في محادثات على مستوى عال قبل ان ينشق ويسافر الى تركيا قبل نحو ثلاثة اشهر.
وقال اللواء عدنان سلو لصحيفة تايمز انه جرت مناقشات جادة بشأن استخدام الاسلحة الكيماوية بما في ذلك بخصوص كيفية استخدامها وفي أي المناطق.
وأضاف انه جرت مناقشة ذلك كملاذ أخير في حالات مثل فقد النظام السيطرة على منطقة مهمة مثل حلب.
وقال سلو ان سوريا التي بدأت امتلاك القدرة على تطوير وانتاج اسلحة كيماوية في عام 1973 بحثت ايضا نقل الاسلحة الكيماوية الى جماعة حزب الله في لبنان وهو تحرك يمكن ان يدفع اسرائيل الى القيام بعمل.
وقال ناشطون ان 170 شخصا معظمهم مدنيون قتلوا يوم الثلاثاء.
واظهرت لقطات تلفزيونية مقاتلين معارضين سوريين ينزلون العلم السوري من على سطح مبنى يبدو انه مكتب للجمارك عند بوابة تل ابيض الحدودية وهي واحدة من سبع نقاط عبور رئيسية على الحدود التركية السورية.
وقال مسؤول تركي لرويترز طالبا عدم الكشف عن اسمه "يمكنني تأكيد سقوط المعبر. إنه تحت السيطرة الكاملة للثوار."
والقتال الذي بدأ مساء يوم الثلاثاء كان المحاولة الاولى فيما يبدو من جانب قوات المعارضة لاحكام على منطقة حدودية في محافظة الرقة التي لا يزال معظمها مواليا للأسد.
وتسيطر المعارضة على نقطتي عبور اخريين على الحدود الشمالية مع تركيا. ويعزز الاستيلاء على نقطة ثالثة سيطرتها على الشمال ويضع الجيش تحت ضغط أكبر في المعارك الرامية للسيطرة على حلب أكبر المدن السورية والتي تقع على مسافة قريبة.
وفي دمشق قال مقاتل من المعارضة لرويترز ان المدنيين يفرون من الاحياء الجنوبية منذ ايام وان مقاتلي المعارضة ينسحبون الان لانهم غير قادرين على مقاومة القصف العنيف.
وقال معاذ وهو من مقاتلي المعارضة في دمشق اصيب بجرح في الاسبوع الماضي "إنهم ينسحبون الى منطقة اخرى لاننا لا نملك اسلحة كافية لمواصلة عمليات الكر والفر. كما ان لدينا الكثير من الجرحى والكثير من الشهداء. يحتاج الجرحى الى العلاج ويحتاج المقاتلون لبعض الراحة."
ومضى يقول "النظام مصمم على تدمير المنطقة الجنوبية بالكامل ليحاول منعنا من التقدم. لكن المناطق الجنوبية كبيرة للغاية لذلك فان النظام سيدخل منطقة واحدة ويمشطها بحثا عن الثوار بينما نتحرك الى منطقة اخرى. يوجد كثير من الاماكن التي يمكن ان نذهب اليها وسيعود المقاتلون الى القتال قريبا."
وقال التلفزيون الحكومي السوري ان القوات المسلحة حررت أربعة موظفين من مبنى تابع لهيئة الكهرباء في حي الحجر الاسود بعد ان خطفهم "ارهابيون" وهو تعبير تستخدمه الحكومة للاشارة الى المعارضة.
وبث ناشطون تسجيل فيديو على الانترنت يوم الاربعاء يبين 11 جثة على الارض في مسجد في حي جوبر في دمشق.
ووضعت الجثث التي تغطيها الدماء على محفات بيضاء ويبدو انها أصيبت بالرصاص. وكان بعض الرجال الذين يفحصون الجثث ينتحبون. وكتب ناشطون اسماء بعض القتلى على ورق ابيض ووضعوا أرقاما لتعريف المجهولين. وقال ناشطون ان العديد من الجثث كانت لرجال اعتقلتهم القوات الحكومية وأعدمتهم.
وبدأت الحرب الاهلية في سوريا تمتد عبر حدودها حيث وقعت أعمال عنف طائفية في لبنان بسبب الصراع في سوريا بينما يعيش مئات الآلاف من اللاجئين في دول مجاورة.
واصيبت امرأة تركية وابنتها ليل الثلاثاء بطلقات طائشة من القتال عند البوابة الحدودية وقال مسؤول ان طلقات اخرى حطمت نوافذ عدة منازل على الحدود.
وقال صالحي ان مهمته كانت "التشاور مع المسؤولين (سوريين) للتوصل الى نتيجة موحدة بشأن حل للازمة السورية."
وتطالب دول غربية وعربية الأسد بالتنحي. ووقفت ايران بقوة إلى جانب الاسد واتهمت السعودية وتركيا بمساعدة المعارضة المسلحة.
وعرقلت روسيا والصين ثلاثة قرارات في مجلس الامن التابع للامم المتحدة كانت تدين الاسد.
وقال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا لصحيفة الحياة يوم الاربعاء إن ايران جزء من المشكلة ويجب الا تشارك في جهود حل الازمة السورية.
ودعا الدول العربية للعمل معا من اجل تدخل دولي في سوريا على غرار الحملة التي ساعدت في الاطاحة بمعمر القذافي في ليبيا.
ورغم ان الغرب رفض التدخل في سوريا قال السفير الفرنسي لدى سوريا لراديو فرانس انتير يوم الاربعاء إنه تلقى تعليمات من الرئيس فرانسوا اولوند بالمساعدة في تنظيم المعارضة بما فيها الجماعات المسلحة وان باريس تبحث "بجدية" قضية تسليح المعارضين.
وقال اريك شيفالييه "نعمل مع المعارضة لمساعدتها في تنظيم نفسها وتلقيت تعليمات من الرئيس بالتحدث مع كل عناصر المعارضة بمن فيها الجماعات المسلحة ونحن اول دولة تفعل ذلك بمثل هذا الشكل المنظم."
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أكثر من مرة ان باريس التي تقدم مساعدات غير فتاكة للمعارضين تشمل معدات اتصال وأجهزة رؤية ليلية لن تقدم اسلحة بسبب الحظر وخشية وقوع هذه الاسلحة في ايدي جماعات غير مرغوب فيها.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)
من قدير جليكان