الأحد 09 شباط / فبراير 2025, 05:55
عبدالملك علي: الإبراهيمي والمهمة المستحيلة




عبدالملك علي: الإبراهيمي والمهمة المستحيلة
الإثنين 17 أيلول / سبتمبر 2012, 05:55
كورداونلاين
في البداية اتخذت كثير من الدول مواقف كلامية وإعلامية مؤيدة للثورة السورية حتى بعضهم ذهب إلى تهديد الأسد ورسم الخطوط الحمراء لاستخدامه العنف المفرط ضد الثورة ,والبعض دعا إلى إسقاطه ,ولكن دون تأييد فعلي

نذ بداية الثورة في 15\3\2011 واختيار الشعب الطرق السلمية والمحافظة على ديمومتها إلى هذا الوقت لم يتغير الموقف في النظام الأسدي منها,وهي قتل كل من يقوم بالمظاهرات السلمية واعتبارهم أعداء وعصابات واعتماد كل الطرق العسكرية للانقضاض عليها.
وبعد انشقاق قسم من الجيش والوقوف في وجه النظام وحماية المظاهرات السلمية ,بقي نفس الموقف للنظام في القضاء على الثورة ومحاولة عسكرتها ليكون مبررا أقوى في استخدام أعتى أنواع الأسلحة .
والواقع أكبر برهان ودليل على ذلك ,فالنظام منذ البداية اعتمد كل الأساليب في القتل والتمثيل وانتهاك الأعراض لتتعسكر الثورة فهذا مطلبه ليعطيه مبررا أكثر في القضاء عليها.
وإذا اردنا أن نفسر هذا الأمر فهو بسيط جدا لأن بشار يعلم جيدا أن السوريين كلهم لا يريدونه وليس لديه طريق للحفاظ على كرسي الرئاسة سوى تخويف السوريين وقتلهم هذا على الصعيد الداخلي للثورة السورية .
أمّا خارجيا ففي البداية اتخذت كثير من الدول مواقف كلامية وإعلامية مؤيدة للثورة السورية حتى بعضهم ذهب إلى تهديد الأسد ورسم الخطوط الحمراء لاستخدامه العنف المفرط ضد الثورة ,والبعض دعا إلى إسقاطه ,ولكن دون تأييد فعلي واتخاذ مواقف صارمة ضده فكانت فقط لإسكات شعوبها ومعارضيها في داخل تلك الدول .
واتخذت عدة مبادرات عربية ودولية تفضي بالنهاية إلى إسقاط الأسد .
والأسد يدفع بالاتجاه المعاكس واستغلال الوقت في قمع الشعب السوري,بدءا بمبادرات الجامعة العربية ثم تحويل الملف إلى مجلس الأمن الدولي في النهاية وتكليف المبعوث العربي والأممي كوفي عنان الذي أعطى فرصة أكثر للنظام في قتل السوريين ,وحتى إرسال إشارات سلبية إلى الثورة بأن الفرص تمنح للنظام حتى يقضي على الثورة ,ولكن دون مساعدة عسكرية للأسد فهي كانت سلبية بامتياز.

 طبعا ماعدا الدب الروسي والمجوس الإيراني والتنين الصيني ذات المواقف الواضحة من الأزمة منذ بدايتها .
حتى في بعض الأحيان أشك في مصداقية بعض الدول التي تتدعي الديمقراطية فقد يكون مواقفها أسوء من الدول الآنفة الذكر ,ولكن تحت ستار تصريحات إعلامية معسولة تتدعي وقوفها إلى جانب الثورة .
وفي النهاية كلف الإبراهيمي الأخضر الذي يبلغ من العمر العقد الثامن ,وسجل الرجل حافل بالإنجازات السياسية في الكثير من القضايا الدولية فأن لم ينجح في مهمته ,فهل نلقي باللوم عليه؟!
فالمراقب للأحداث منذ بدايتها وحتى الآن لم يتغير الموقف الرسمي السوري قيد أنملة تجاه كل النداءات الدولية .
ولم يسلك سوى طريق واحد مؤيد من القتل والتدمير لإسكات الشعب ,فمواقفه واضحة وكذبه أوضح فالعالم كلّه يعلم بأن النظام في سوريا يقول شيئا ويفعل عكسه تماما,ومن يستطيع أن يبرهن العكس فليأتي بكلمة صادقة من الأسد منذ بداية الأزمة .
فماذا نطلب من الإبراهيمي في آخر عمره ؟فسجله أخضر والرجل يريد أن يبقى سجله أخضر من خلال التصريحات التي أدلى بها للإعلام بأنه سوف يفعل ويعمل ماهو لصالح الشعب السوري.
ولكني أتمنى من الأخضر الإبراهيمي أن تكون مهمته محددة جدا وفي وقت زمني قصير حتى لا يستغلها النظام كغيرها من الفرص لقتل السوريين ودمار البلد .
فأخشى ما أخشاه أن يتحول اسم الأخضر الإبراهيمي في الداخل السوري إلى الأحمر الإبراهيمي لمنحه وقتا أكثر للنظام في القتل والنيل من الثوار ,فالإبراهيمي أخضر وأرجو أن يبقى أخضر ولا يتحول إلى أحمر ويكون مفتاح الحل ويقنع الأسد بالتنحي .
وهذا ما أراه مستحيلا فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ,والشعب السوري يعرف معنى ذلك جيدا

449.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات