روني علي في الجزء الرابع من همسة ناعمة
الأحد 16 أيلول / سبتمبر 2012, 14:49
كورداونلاين
لا بد أن يكون للحوار أطرافه، حريته، حقيقته، واحترام الطرف والحرية والحقيقة .. لا أن يشكل طرفيه وجهان لعملة واحدة .. أو أن يتم التحاور في قضايا لا يملك المتحاور فيها سوى التحاور والحوار، لا التقرير والقرار
جميل أن نتحاور .. وتتحاور القوى والتيارات المختلفة على ما تختلف عليه، كون الحوار يمثل في جوهره أرقى أشكال الممارسة الديمقراطية، وبه يتم تذليل ما يعترض صيرورة الموقف من عراقيل، وتختزل تشنجات الرؤى الحالمة في أنها تتحكم بالحقيقة كممتلكات وراثية ..
والحوار إذا ما استند إلى مفهومه، وارتكز على ركنه الأساسي، والذي يتجسد أولاً وأخيراً في الديمقراطية، وبما تمثل من احترام الآخر والإقرار بماهيته، يعتبر الجانب الحيوي في بلورة الكيان الإنساني، بما يشمل من فكر وموقف وخصوصية .
ولكن قبل هذا وذاك، لا بد أن يكون للحوار أطرافه، حريته، حقيقته، واحترام الطرف والحرية والحقيقة .. لا أن يشكل طرفيه وجهان لعملة واحدة .. أو أن يتم التحاور في قضايا لا يملك المتحاور فيها سوى التحاور والحوار، لا التقرير والقرار ...
فأي حوار ذاك الذي تمارسه الحركة الحزبية الكردية – في سوريا - فيما بينها، وتدعوا الشارع إلى المشاركة فيه، إذا لم تكن ممتلكة لمفردات القضايا التي تتحاور عليها، أو لم تمتلك رؤية واضحة تجاه قضايا الحوار نفسها؟؟!! .. وأي حوار تتباهى به، وهي طوع إرادة -في الظل- ورهن إشاراتها وإملاءاتها الفوقية ..؟!
قد نتناسى، حين ننادي بالحوار، أننا لم نزل نخوض صراعاتنا الهامشية على الامتلاك والتمثيل .. أو مطعون فينا بحقيقة تمثيلنا المدعى .. وكل ما في الأمر أننا نستجدي العطف، ونمرر ما بقي دون تمرير، دون أن ندرك أننا بحاجة ماسة إلى مثل هذا الحوار في محوريتنا ومحاورنا .. وما زلنا تائهين في توظيف خطابنا، بمفاصله وأولوياته .. وأن نصنف الطرف المقابل في الحوار، بشكله ومضمونه، بقوله وفعله، بمنطقه ومناطقته..
فإذا كان لا بد للحركة الحزبية الكردية أن تحاور - وهذا الذي يجب أن يكون، كون القضايا لا تجد لها الحلول إلا بالحوار - فعليها أن تتحاور قبل أن تحاور، علها تتمكن من الاتفاق على ما يشكل حقيقة الحوار، ويمثل ما يتم التحاور من أجله، وفي سبيله .. لا أن تكون مجرد الدعوة للحوار ، دعوة للإظهار ، وخدمةً للتمرير والانجرار..